اشتباكات مسلحة وانفجارات في مختلف أنحاء العاصمة... ماذا يحدث في السودان؟

اشتباكات مسلحة اندلعت صباح اليوم السبت بين قوات من الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في العاصمة الخرطوم، في وسط وجنوب العاصمة السودانية، وسمع دوي إطلاق نيران أسلحة ثقيلة في محيط قيادة الجيش.

ونقلت صحف محلية عن "إطلاق نار كثيف بالقرب من محيط القيادة العامة في الخرطوم"، وبأنّ هناك "دبابات تغلق الطرق المؤدية إلى القصر الجمهوري"، فضلاً عن "فرار مدنيين من المنطقة القريبة من القيادة العامة في الخرطوم وتوقف حركة المرور في الشوارع المجاورة".

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أنّ هناك "انتشار آليات عسكرية مختلفة في الخرطوم".

من جانبها، أكدت وكالة "رويترز" نقلاً عن شهود عيان أنّه تم نشر مدافع ومركبات مدرعة في مدينة أم درمان السودانية، وأصدرت قوات الدعم السريع بالسودان بياناً بشأن إطلاق النار الكثيف في العاصمة الخرطوم.

الإعلام السوداني: هناك دبابات تغلق الطرق المؤدية إلى القصر الجمهوري، فضلاً عن فرار مدنيين من المنطقة القريبة من القيادة العامة في الخرطوم

وجاء في البيان أنّ "قوات الدعم السريع تفاجأت صباح اليوم بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد القوات في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم وتضرب حصاراً على القوات المتواجدة هناك، ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة".

وتحدثت وكالة "فرانس برس" عن "سماع دوي انفجارات وإطلاق نار في العاصمة".

وفي غضون ذلك، أغلقت آليات الجيش السوداني الجسور والأنفاق في الخرطوم إضافة إلى محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون القومي بأم درمان، وأعلنت شركات الطيران إلغاء رحلاتها إلى الخرطوم اليوم، بعد أن قامت قوات مسلحة باقتحام المطار وإغلاقه.

وفي وقت سابق، قال وسطاء في بيانين الجمعة، وفي ساعة مبكرة السبت: إنّ قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية الفريق أول محمد حمدان دقلو مستعدان لاتخاذ خطوات لتهدئة التوتر بين قواتهما، نقلاً عن موقع (الحرة).

وحذّر الجيش يوم الخميس من مواجهة محتملة بين قواته وقوات الدعم السريع بعد نشر وحدات تابعة لها، في إشارة علنية إلى خلافات طويلة الأمد تعرقل جهود عودة الحكم المدني.

وبدأت قوات الدعم السريع، التي أطاحت مع الجيش بالرئيس السابق عمر البشير في 2019، إعادة نشر وحداتها في العاصمة الخرطوم وأماكن أخرى وسط محادثات بدأت الشهر الماضي لدمج القوات شبه العسكرية في الجيش بموجب خطة انتقالية تفضي إلى انتخابات جديدة.

أعلنت شركات الطيران إلغاء رحلاتها إلى الخرطوم، بعد أن قامت قوات مسلحة باقتحام المطار وإغلاقه

ويشغل دقلو، المعروف في السودان باسم حميدتي، منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم الذي يرأسه البرهان.

وقالت مصادر مقربة للبرهان ودقلو يوم الجمعة: إنّهما ما زالا على خلاف حول من سيتقلد منصب القائد العام للجيش خلال فترة الاندماج التي ستمتد عدة أعوام، وتقول قوات الدعم السريع إنّ القائد ينبغي أن يكون الرئيس المدني للدولة، وهو ما يرفضه الجيش.

وأدى الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى تأخير التوقيع النهائي على اتفاق مع الأحزاب السياسية وتشكيل حكومة مدنية.