الآراء الدينية والأطماع السياسية!

الآراء الدينية والأطماع السياسية!

الآراء الدينية والأطماع السياسية!


27/02/2023

كرم جبر

مفهوم "الإسلام دين ودولة" هو أن تنضبط قوانين البلاد وفق أسس دينية صحيحة، ودروس التاريخ تقول إن المزج بين الدين والسلطة، كان دائما السبب فى الفتن والاقتتال، فالأوطان ليست لوكاندة للإقامة المؤقتة، ولكنها شعب وروح ودماء وهوية وأرض ونشيد وعلم ووعى وثقافة وانتماء، ونعمة حباها الله للناس ليسعدوا فيها.

لقد جاءوا إلينا ببدع وضلالات، حولت كثيرا من الأوطان إلى أحزان وحكمت بالشقاء على الإنسانية ، ووقفوا ضد كل محاولات تحديد الخطاب الدينى، حتى لا ينكشف غطاء الأطماع السياسية الذى يختبئ وراء دعاوى دينية.

وثلاثة آراء بشأن تجديد الخطاب الدينى:

الأول: يرفض فكرة تجديد الخطاب من أساسها، بدعوى أنَّ الدين قد نزل واكتمل وتمّ، والتجديد دعوى خبيثة للقضاء على الإسلام.

والثانى: يسرف فى الحديث عن ضرورة تجديد الخطاب الدينى، ليصل إلى تجديد الدين ويقول عنهم مصطفى صادق الرافعى: "إنَّهم يريدون أن يجدِّدوا الدين واللغة والشمس والقمر".

والثالث: يجيزون التجديد فى فهم النصوص، مع بقاء حقِّ الاحترام كاملاً لاجتهادات العلماء السابقين.

انحاز إلى الرأى الثالث وأفهم معنى تجديد الخطاب الدينى بأنه العودة إلى القرآن والسنة وإجماع فقهاء المسلمين، والبعد عن الجدل والعادات والتقاليد والآراء والأحكام المتطرفة، وكل ما يتم نسبته للإسلام وفهم النصوص بمقاصدها الحقيقية.

مثلاً: نريد خطاباً دينياً حول المرأة والإسلام، مستمدا من القرآن والسنة، وبعيدا عن عادات وتقاليد الشعوب التى ألحقت بالنساء أشد الضرر، وجرى تصويرهن على أنهن درجة ثانية، ومغتصبات الحقوق ولا كيان لهن.

خطاباً حقيقياً لا يخضع للأهواء الشخصية، ولا ينصرف إلى إهانة المرأة التى كرمها الإسلام أشد تكريم ويلحق بها المتطرفون إهانات شديدة، يتم نسبتها للإسلام زوراً وبهتاناً.

فتاوى كثيرة تتعلق بسن زواج البنت وأحكام الطلاق والميراث وخروج المرأة للعمل، وغيرها من الأفكار التى تعشش فى بعض العقول المنغلقة.

خطاباً دينياً صحيحاً حول علاقتنا بشركاء الوطن المسيحيين، يكون دستوراً يقمع رغبات المتطرفين فى إشعال الفتن والحرائق، واستحضار أحداث أفنت دولاً وشعوباً، وجعلت بحور الدماء تجرى بلا انقطاع.

فلا نريد أن نستقبل مناسباتنا الدينية والوطنية بخرافات فتاوى الظلام التى تحرم الاحتفال برأس السنة وشم النسيم وتبادل التهنئة مع المسيحيين، وغيرها من فتاوى التشرذم، ولنغلق هذا الباب تماماً، وتتم مساءلة من يحاول اقتحامه.

خطاباً دينياً راسخاً حول الأديان والأوطان بعد أن دشنت الجماعة الإرهابية مفهوم التعارض بينهما، ضربا للهوية الوطنية ومحاولة تدميرها ومحوها، وجرياً وراء أوهام الخلافة التى لا تقوم إلا على أنقاض الأوطان وهدم ثوابتها.

ومثلاً: نريد خطاباً دينياً مجدداً فى مسائل الجهاد المشروع والقتل الإجرامى، وفى مجتمعاتنا الإسلامية يبيح الارهابيون قتل أبناء الوطن، ويقسمون الناس بين "مؤمنين" و"رويبضة" وكأنهم يمسكون موازين الحساب ويمتلكون مفاتيح الجنة والنار .

عن "أخبار اليوم"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية