الإخوان المسلمون.. توظيف الدين سياسياً وتحايل على الديمقراطية تمسكاً بالسلطة

الإخوان المسلمون.. توظيف الدين سياسياً وتحايل على الديمقراطية تمسكاً بالسلطة


02/11/2020

نشطت جماعة الإخوان في المتاجرة بالإسلام كعادتها، حاملة لواء الدفاع عن الرسول الكريم، في مواجهة الرسوم المسيئة، لتمرر في سياق الحملة، مطالبها الخاصّة بعدم إغلاق مراكزها في أوروبا، وعدم تقييد أنشطتها المشبوهة، بوصفها الوكيل الحصري، كما تزعم، للإسلام والمسلمين.

 

مرة أخرى يحاول الإخوان العودة إلى المشهد عبر الدعاية الدينيّة بتوظيف مقولات المحنة التي يعيشها المسلمون

وفي تونس يواصل الجناح الموالي للغنوشي، قبل أيام من المؤتمر العام لحركة النهضة، تمرير ترشحه لفترة ثالثة، ضارباً عرض الحائط باللوائح ومطالب المعارضة الداخلية، بينما كشفت قرارات السلطات المحلية في الرشيدية بالمغرب، مخالفات متعددة، ارتكبها حزب العدالة والتنمية الإخواني، أثناء حملة التوعية من فيروس كوفيد-19، في حين تواصل ميليشيات الإخوان في ليبيا تقويض اتفاق جنيف، لوقف إطلاق النار وإقرار السلام.

توظيف الأزمة الفرنسية في خدمة أيديولوجيا الإخوان

مرة أخرى يحاول الإخوان المسلمون العودة إلى المشهد من خلال الدعاية الدينيّة، عن طريق توظيف مقولات المحنة التي يعيشها المسلمون، في ظل أزمة الرسوم المسيئة للرسول، صلى الله عليه وسلم، في محاولة للضغط على فرنسا عبر سلاح المقاطعة، كي تعيد النظر في الإجراءات الصارمة التي اتخذتها تجاه جماعات الإسلام السياسي، بالإضافة إلى سعي الجماعة نحو الترويج لعوالم بطولية يتصدرها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

وفي بيان رسمي يوم 27 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، نددت جماعة الإخوان المسلمين بما وصفته، حملة الكراهية المتصاعدة في فرنسا ضد الإسلام، بتكرار نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي، قبل أن يخلط البيان بين ذلك وبين اتخاذ سلسلة من الإجراءات، أدت إلى إغلاق العديد من المساجد، والمؤسسات الإسلامية التابعة لها، وهو الهدف الصريح للحملة الإخوانية، التي دعت الشعوب الإسلامية لانتفاضة من أجله!     

 

مع اقتراب الانتخابات الأمريكية سارعت منابر الإخوان لدعم بايدن لاستعادة المكاسب التي حققتها إبان العهد الديمقراطي

وفي هذا السياق واصلت الجماعة دعوتها إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، مؤكدة قدرتها على ضرب الاقتصاد الفرنسي، كما ربطت الجماعة في بيان آخر يوم 29 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بين حادث نيس الإرهابي، وما وصفته بالحملة العدوانية على المسلمين ونبيّهم.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: أزمة الإساءة للنبي تكشف انتهازية الجماعة

وفي العاصمة البريطانية لندن، حشدت الجماعة أنصارها، في تظاهرات احتجاجية أمام السفارة الفرنسية، ورفع المحتجون رسوماً تصور ماكرون على أنّه شيطان، كما حرقوا صوراً أخرى له، كما أدى المتظاهرون صلاة الجمعة في الساحة المحيطة، على الرغم من تفشي الموجة الثانية من فيروس كوفيد-19، وشهدت التظاهرات حالات عنف، ما اضطر السلطات الأمنية إلى اعتقال بعض المشاركين.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: انشقاقات واتهامات بالفساد وارتباك إعلامي بعد "تسريبات كلينتون"

من جهة أخرى، ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية، سارعت منابر الإخوان نحو دعم المرشح الديمقراطي، جو بايدن، بالتزامن مع حراك التنظيم على مستوى الجالية المسلمة في الولايات المتحدة، في محاولة لاستعادة المكاسب التي حققتها إبان العهد الديمقراطي الذي تبنى الفوضى الخلاقة التي أعادتهم إلى المشهد في المنطقة.

حركة النهضة وإرث الغنوشي

في تونس، يبدو أنّ حركة النهضة، الذراع السياسي للإخوان، أصبحت إرثاً خالصاً لرئيسها، راشد الغنوشي، فقبل أيام من عقد مؤتمر الحركة، حاول القيادي، رفيق عبد السلام، صهر الغنوشي، قطع الطريق أمام جبهة المعارضة لترشح الغنوشي لفترة ثالثة، بالمخالفة لـلائحة الداخلية، حيث طالب بعدم الذهاب الى المؤتمر دون توافقات سياسية، رافضاً مبدأ "المؤتمر سيد نفسه وسيد قراره"، زاعماً أنّ النهضة هي العمود الفقري للحياة السياسية في تونس، ومن ثم يجب أن يكون هناك داخل الحركة توافقاً كلياً، قائلاً بشكل قاطع: "لا محل للخلاف"، ما يعكس تصور الحركة لفكرة المعارضة وتداول السلطة، وأردف عبد السلام: "تونس في حاجة إلى الغنوشي"، وكأنّ رئيس الحركة أصبح هو تونس!

وفي السياق نفسه، أكد عبد الكريم الهاروني، رئيس شورى النهضة، أنّ "راشد الغنوشي، شخصية اعتبارية كبيرة، وله رمزية وتجربة نصف قرن من تأسيس الحركة، ويجب الاستفادة منه والحركة مازالت تحتاج إليه".

 

مع تعالي نبرة المعارضة داخل النهضة تحاول جبهة الغنوشي تأجيل مؤتمر الحركة حتى تتمكن من بسط سيطرتها

ومع تعالي نبرة المعارضة داخل الحركة، تحاول جبهة الغنوشي تأجيل المؤتمر، حتى تتمكن من بسط سيطرتها على الأوضاع التي باتت منفلتة، حيث ألمح القيادي بالنهضة، العجمي الوريمي، إلى ذلك قائلاً: "ثمة رأي قاعد يتكوّن داخل النهضة؛ لتأجيل موعد المؤتمر، نظراً للوضع الصحي والوبائي، وهذه فرصة لمزيد النقاش والإعداد"، ما يعكس تخوفاً حقيقياً من عدم القدرة على تمرير ترشح الغنوشي، أو تمريره بأغلبية ضعيفة.

مخالفات العدالة والتنمية في المغرب تستفز السلطات المحلية

في المغرب، أصدر (باشا) مدينة الرشيدية، قراراً بمنع فاعليات حملة التوعية، للحد من انتشار فيروس كوفيد-19، والتي دشنها حزب العدالة والتنمية (المصباح) الحاكم، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، بمختلف جهات وأقاليم المملكة، بسبب العديد من المخالفات التي ارتكبها الحزب، مثل: توزيع كمامات مجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات الطبية، واستخدام شعارات انتخابية أثناء الحملة، واختراق أوقات حظر السير، والتسبب في خلق تجمعات شعبية، رغم تفشي الوباء.

وفي رده حاول، أمين الدهاوي، مسؤول الجولات في اللجنة الحزبية المكلفة بالحملة، الادعاء أنّ الوسائط التي تستعمل في الحملة، تحمل شعاراً يشبه شعار الحزب، وأنّ الكمامات الموزعة هي نفسها الموجودة في الأسواق، دون أن ينفي عدم مطابقتها للمواصفات.

استقالة جماعية في مصراتة

أعلن أعضاء فرع الإخوان في مدينة مصراتة، أحد أهم معاقل الإخوان في ليبيا، استقالة جماعية من التنظيم، متهمين قيادة التنظيم في طرابلس، بمخالفة ما تم الاتفاق عليه من التزامات، في المؤتمر العاشر، الذي انعقد في العام 2015، وعلى رأسها المراجعات.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: دعم للإرهاب وتلويح بممارسة العنف

وأشارت بعض التقارير إلى احتمال وجود مناورة سياسية، حيث سبق وأن حلّت الجماعة نفسها في الزاوية، وإن أكد مراقبون أنّ "حلّ التنظيم في مصراتة، فعل وازن ومؤثر، حتى لو كان من باب المناورة، وإيهام الليبيين بوجود رغبة في الخروج من جلباب الغرياني".

من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية، اللواء أحمد المسماري، أنّ الجيش الليبي ملتزم باتفاق وقف إطلاق النار، بينما بيان مجلس الدولة للوفاق، يحمل رفضاً ضمنياً لوقف النار، مشيراً إلى أنّ اتفاق جنيف واضح في مسألة خروج الأتراك والمرتزقة من ليبيا، وأضاف أنّ فريق الإخوان في الوفاق يرفض الحل السلمي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية