الإخوان المسلمون: ضربات قاصمة في تونس وتدخل سافر في الجزائر وعشوائية في المغرب

في تونس، وجّهت السلطات الأمنية ضربة قاصمة لحركة النهضة، باعتقالها منذر الونيسي وعبد الكريم الهاروني القياديين البارزين بحركة النهضة، وأذنت النيابة العامة بالبحث في ملابسات التسجيلات الصوتية المسربة، المنسوبة إلى الونيسي. وفي الجزائر، أثارت تصريحات عبد الرزاق مقري، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، انتقادات واسعة، لما حملته من تدخلات سافرة في الشأن الليبي، واتهامات مرسلة لعدة دول.

أما في موريتانيا، فواصل الفريق البرلماني لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الذراع السياسية للإخوان، المحاولات الرامية إلى رأب الصدع الداخلي، عبر تقديم خدمات جماهيرية، مصحوبة بدعاية انتخابية واسعة. وفي المغرب، تسببت سياسات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في إرباك جبهة المعارضة داخل البرلمان، بعد انسحاب حزب الاتحاد الاشتراكي من تنسيق المعارضة المغربية؛ بسبب انتقادات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران لقيادات الحزب.

إخوان تونس تسريبات وضربات أمنية قاصمة

في تونس، أثار تسجيل صوتي منسوب لرئيس حركة النهضة بالنيابة منذر الونيسي  جدلاً واسعاً، إثر مهاجمته شخصيات بارزة في الحركة، من بينها رئيسها راشد الغنوشي، وقال إنّه يتلقى أموالاً من الخارج، وبحسب المقطع المتداول، قال الونيسي: إنّ أطرافاً تريد قيادة الحركة من داخل السجن، في إشارة إلى إعادة انتخاب الغنوشي المسجون في قضية التآمر على أمن الدولة.

بدورها، وجهت السلطات الأمنية التونسية ضربة قاصمة لحركة النهضة، باعتقالها منذر الونيسي وعبد الكريم الهاروني القياديين البارزين بحركة النهضة.

وأذنت النيابة العامة بالبحث في ملابسات التسجيلات الصوتية المسربة، المنسوبة إلى الونيسي، وما بها من صراعات داخل حركة النهضة، وعلاقتها بالحكم ورجال أعمال وإعلاميين.

ونقلت وكالة (رويترز) عن مصادر في حركة النهضة التونسية أنّ قوات الأمن اعتقلت رئيس الحركة بالوكالة منذر الونيسي، ورئيس مجلس شورى الحركة عبد الكريم الهاروني.

وكانت الشرطة التونسية قد اعتقلت في وقت سابق رئيس الوزراء السابق، والقيادي في حركة النهضة حمادي الجبالي، من داخل منزله بمحافظة سوسة شرق البلاد، وحققت معه في تهم تتعلق بغسيل الأموال، قبل أن يقرر قاضي التحقيق إطلاق سراحه، بعد الاستماع إليه.

إخوان الجزائر والتدخل في الشأن الليبي

دعا الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية (حمس) عبد الرزاق مقري إلى "اليقظة من المخططات التي تحاك على أطراف الجزائر"، لافتاً إلى أنّ ما حدث في ليبيا يضاف إلى محاولات الاختراق في تونس، بل في الجزائر نفسها، لدمج إسرائيل في المنطقة.

مقري هاجم الإمارات بأقوال مرسلة، زاعماً قيامها بعمل استخباراتي على أرض الجزائر لصالح إسرائيل، بحسب مزاعمه، دون أن يطرح أيّ أدلة أو قرائن، ممّا دفع إلى اتهامه بالتجني والكذب.

واصل الفريق البرلماني لحزب (تواصل)، الذراع السياسية للإخوان في موريتانيا، المحاولات الرامية إلى رأب الصدع الداخلي، عبر تقديم خدمات جماهيرية، مصحوبة بدعاية انتخابية واسعة

بدورها، اكتفت الحكومة الجزائرية بالحياد الموضوعي، وتجاهلت الاجتماع الذي عقدته وزيرة الخارجية في حكومة الدبيبة نجلاء المنقوش، ووزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين؛ بداعي أنّها لا تملك معلومات كافية حول اللقاء.

مقري استخدم ألفاظاً قاسية في الهجوم على نجلاء المنقوش، وقال: إنّ تصرفها يتماهى مع "طبيعة المسؤول العربي المستلب حضارياً، الذي يتجرأ على الخيانة من أجل مصالح شخصية متوهمة، ولو على حساب قوانين ومصالح بلده، دون أدنى مراعاة للمشاعر والإرادة الشعبية". وأضاف في تدخل سافر في الشأن الليبي: "ستفتح هذه القضية ملفاً قضائياً مسنوداً بمواد قانونية صارمة؛ إذ يفترض أن تسجن الوزيرة، وأن يحكم عليها بـ (3) أعوام سجن، وفق التشريع الليبي، وهو ما سيمثل فضيحة أخرى لحكومة الدبيبة وستلاحقها المطالبة بالاستقالة، وسوف يقع تجاذب سياسي خطير حول هذا الموضوع، قد يمثل تهديداً أمنياً آخر يزيد في تعقيد الوضع الليبي الهش"، بحسب مزاعمه.

الزعيم السابق لحركة مجتمع السلم مارس هوايته في خلط الأوراق، فقد ادعى أنّ القضية ستمثل إحراجاً كبيراً للسلطات الجزائرية، وذلك من خلال تمركز إسرائيل في المغرب على الحدود الغربية الجزائرية، وتحالفها مع النظام المغربي تحالفاً عسكرياً وأمنياً ضد الجزائر، بحسب تعبيره.

وبعد أن سكب الزيت على النار في ملف العلاقات الجزائرية المغربية المتدهورة، أضاف مقري: "من مظاهر الخطر في عملية الاختراق، مع الشقيقة والجارة ليبيا، أنّها تمّت بوساطة دولة باتت قريبة جداً من الجزائر، وتوطدت العلاقات الاقتصادية والتجارية معها كثيراً، وهي إيطاليا".

وبعد أن اتهم مقري الجميع، طالب بلاده باتخاذ مواقف أكثر حزماً تجاه من وصفهم بالدول التي "تمثل معسكراً واحداً متحالفاً مع إسرائيل".

الإخوان في موريتانيا ومواصلة التمدد تحت غطاء تقديم الخدمات

في موريتانيا، واصل الفريق البرلماني لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الذراع السياسية للإخوان، المحاولات الرامية إلى رأب الصدع الداخلي، خاصّة بعد استقالة الرئيس السابق للحزب محمد جميل ولد منصور، بعد أشهر من إعلانه ترك مسافة بينه وبين العمل السياسي في الحزب الذي تولى رئاسته مدة (12) عاماً، وهو ما تزامن مع النتائج المخيبة في الانتخابات الأخيرة.

طرحت تقارير صحفية مغربية عدة تساؤلات حول ما وصفته بـاختفاء بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في عزّ الأزمة التي يواجهها المغاربة

وقد اختار (تواصل) العودة إلى المشهد السياسي عبر "مبادرة سقاية"؛ بداعي التخفيف عن المواطنين المتضررين من نقص المياه في العاصمة.

نواب (تواصل) وفروا عشرات الصهاريج، ووزعوها على الأحياء الأكثر تضرراً من الأزمة في مختلف مقاطعات العاصمة، واقترنت المبادرة بدعاية سياسية ضخمة، أشبه بالحملات الانتخابية.

مواقف بنكيران تثير تساؤلات حول الإخوان في المغرب

طرحت تقارير صحفية مغربية عدة تساؤلات حول ما وصفته بــ "اختفاء بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (المصباح) في عزّ الأزمة التي يواجهها المغاربة، وهو الذي اعتاد أن يُصدِر فيديوهات بين الفينة والأخرى من أجل الحديث عن عدد من المواضيع". وكذا خفوت نبرة هجومه على عبد اللطيف وهبي، وزير العدل في ما يهمّ الحريات الفردية.

موقع (بلادنا 24) المحلي افترض أنّ بنكيران ينتظر فقط أيّ أزمة من أجل إثارة الجدل السياسي، "من أجل الخروج مُجدّداً إلى العلن من أجل مهاجمة الحكومة، في أمور قد يكون الشعب المغربي في غنى عنها، ولا تهمّه بأهمية غلاء المعيشة، لا سيّما المحروقات التي تشهد ارتفاعاً متزايداً في كل مرة". وتُرجّح تقارير صحفية مغربية أن يكون عبد الإله بنكيران مُحرجاً من الحديث عن الأسعار، لا سيّما أنّه هو السبب وراء تحرير الأسعار في مرحلته الحكومية.

من جهة أخرى، تسببت سياسات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في إرباك جبهة المعارضة داخل البرلمان، بعد انسحاب حزب الاتحاد الاشتراكي من تنسيق المعارضة المغربية؛ بسبب انتقادات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، لقيادة الحزب اليساري، المنخرط ضمن الأحزاب المكونة للمعارضة، وبالتالي أصبحت هذه الأحزاب مقبلة على العمل بشكل أحادي.

مواضيع ذات صلة:

- الإخوان المسلمون: عكس التيار في تونس وانتهازية في المغرب واستقالة مدوية في موريتانيا

- الإخوان المسلمون: حصار في تركيا ومسيرة للعنف في ماليزيا ومناوشات في المغرب

- الإخوان المسلمون: تفجير المشهد في المغرب واحتجاجات في اليمن وسرقة الأراضي في غزة