الإخوان المسلمون: عودة على استحياء في تركيا.. وأوروبا تضع الجماعة تحت المجهر

الإخوان المسلمون: عودة على استحياء في تركيا.. وأوروبا تضع الجماعة تحت المجهر


14/02/2022

في تركيا، عاودت الجماعة أنشطتها على استحياء، حيث شهدت اسطنبول فاعليات مؤتمر تحت عنوان: "شباب التغيير، عقد من النضال، وخطوة للمستقبل"، شارك فيه عدد من قيادات الإخوان المسلمين في مصر والعالم العربي، بالإضافة إلى عناصر من حركة حسم، المصنفة على قوائم الإرهاب، وكذلك حزب العدالة والتنمية التركي. وفي أوروبا رصدت جريدة "فيليت" الألمانيّة، في تحقيق موثق، حركة مشبوهة لمبالغ مالية ضخمة، مصدرها جمعية تسمى "يوروب تراست"، وتقع في إحدى المدن الصغيرة في بريطانيا، وترتبط مباشرة بجماعة الإخوان المسلمين. وفي بنغلاديش، أكّد وزير الخارجيّة البنغالي، قيام الجماعة الإسلاميّة بإنشاء مكاتب لها في الولايات المتحدة، لتأليب الإدارة الأمريكيّة على حكومة بلادها.

الإخوان في تركيا يعاودون التحرك

بالتزامن مع هيمنتها على رابطة الجالية المصرية في تركيا، عاودت عناصر الجماعة نشاطها على استحياء في الأراضي التركيّة، حيث شهدت اسطنبول مؤتمراً تحت عنوان: "شباب التغيير، عقد من النضال، وخطوة للمستقبل"، شارك فيه عدد من قيادات الإخوان المسلمين في مصر والعالم العربي، وشهد المؤتمر حضوراً لعناصر من حركة حسم، المصنفة على قوائم الإرهاب، وكذلك حزب العدالة والتنمية التركي، حيث كان من اللافت حضور مصطفى شان، نائب رئيس الحزب، والذي خاطب شباب الإخوان قائلاً: "تركيا وطنكم، لكن لابد أن تكون لدى الشباب خطة؛ للعودة إلى بلدانهم، لا يمكنكم ترك وطنكم للآخرين، مكانكم هنا في قلوبنا وفوق رؤوسنا، لكن يجب ألا يبقى الحال هكذا، لا يمكنكم ترك بلادكم للأجانب والظلمة".

المؤتمر شهد حالة من التحريض ضد الأنظمة العربيّة، تحت شعار إعادة إحياء ثورات "الربيع العربي"، وغير ذلك من الشعارات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة، وفق محاور متعددة أبرزها: "تقييم التجارب الثورية في بلدان "الربيع العربي"، وحالة المزاج الشعبي تجاه التغيير والنخب، وسمات الجيل الشبابي الجديد، وموقعه في معادلة التغيير، وفرص انبعاث مشروع الثورة والتغيير، وأبرز التحديات، والمنطلقات الفكرية والسياسية والتنظيمية لعملية التجديد والانبعاث".

 بالتزامن مع هيمنتها على رابطة الجالية المصرية في تركيا، عاودت عناصر الجماعة نشاطها على استحياء في الأراضي التركيّة

القيادي الإخواني، رضا فهمي، رئيس لجنة الأمن القومي السابق بالبرلمان، طالب بالعودة إلى الحراك الثوري المسلح، زاعماً أنّ ذلك هو الحل الأمثل، بعد أن فقد التيار الثوري كل أدواته، في ظل هيمنة الثورة المضادة.

ويبدو أنّ تعثر عملية إحياء العلاقات التركيّة العربيّة، دفع أنقرة إلى ممارسة هذا النوع من الضغط الدعائي؛ في محاولة للعب من جديد بورقة الإخوان، بوصفها جماعة وظيفيّة، تعمل لصالح الأجندة التركيّة.

 

اقرأ أيضاً: شطب التمثيل الإخواني بالمجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا.. ماذا بعد القرار؟

من جهة أخرى، ومع تواصل الصراع بين أجنحة الإخوان على السلطة داخل التنظيم، تتكشف الحقائق مع الوقت، لتتجلى ظاهرة الفساد المالي والإداري داخل الجماعة، حيث قالت شبكة "سكاي نيوز عربيّة"، نقلاً عن مصادرها المطلعة، إنّ "اللجنة المُشكّلة للتحقيق مع عدد من قيادات الجماعة، المتهمين بالفساد المالي والاختلاس، توصّلت خلال الأيام الماضية، إلى دلائل جديدة؛ تفيد باستغلالهم أموال التنظيم، والحصول على التبرعات والاشتراكات الشهرية، المقدرة بمليارات الدولارات لصالحهم".

وتحاول جبهة لندن بقيادة القائم بالأعمال، إبراهيم منير، توظيف ما وقع تحت يدها من أدلة دامغة، تثبت تورط جبهة اسطنبول في مخالفات مالية كبيرة، من أجل عزل وحصار مجموعة محمود حسين، وسط تسريبات أفادت بأنّ نتائج تلك التحقيقات، سوف يتم نشرها قريباً.

يأتي ذلك بالتزامن مع قرار، إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد، بفصل مصطفى طُلبة، واللجنة التي يرأسها، والمعينة من قبل محمود حسين، للقيام بأعمال المرشد، منذ كانون الأول (يناير) الماضي.

في فرنسا جدّد الرئيس إيمانويل ماكرون الحديث عن أهمية استمرار مواجهة الإسلام السياسي

هذا ورفضت جبهة إخوان إسطنبول، بشكل قاطع، قرارات إبراهيم منير، وقالت جبهة إسطنبول في بيان لها: "أنتم منا ونحن منكم، وإذا افترقنا تظل أخوة الإسلام تجمعنا، وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، لكننا افترقنا عندما تم تهميش المؤسسات، والخروج على قرارات مجلس الشورى العام، أعلى هيئة في الجماعة".

 

اقرأ أيضاً: ماذا يعني استبعاد الإخوان من مجلس المسلمين بألمانيا؟

وفي سياق متصل، هاجم، سمير النمري، الصحفي التابع للإخوان، ومراسل قناة الجزيرة في اليمن، قيادات الجماعة في إسطنبول، وكتب على صفحته الرسميّة، على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: "وجدت رجالات الشرعية هناك، ينعمون بالرخاء، والشقق، والفلل الفارهة، وأبناءهم يدرسون على حساب الحكومة، بأرقى الجامعات التركية، ومرتباتهم بالدولار". وأضاف: "أنا الآن فقط قلق على مستقبل الكادحين، الذين يقاتلون في الجبهات".

الإخوان في أوروبا تحت الأنظار

في فرنسا، جدّد الرئيس إيمانويل ماكرون، الحديث عن أهمية استمرار مواجهة الإسلام السياسي، بالتزامن مع رئاسة بلاده للاتحاد الأوروبي، وهو ما دفع جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إلى التأكيد على أنّ رئاسة فرنسا للاتحاد، تمثل فرصة سيستخدمها الرئيس إيمانويل ماكرون، لدفع أوروبا تجاه مواجهة جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان، متوقعاً في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز عربية"، أن "يشهد المُستقبل القريب، إجراءات أوروبية على مستوى وطني، وعلى مستوى التكتّل أكثر شدّة، بفرز المنظمات والمراكز الإسلاميّة، التي تدعو إلى نشر التطرف بالوسائل الناعمة، والتخادم بينها وبين بعض الأحزاب السياسية في أوروبا".

من جهته، نشر موقع "فيلد" الفرنسي تقريراً، حذّر فيه من مخاطر جماعات الإسلام السياسي، وخصوصاً جماعة الإخوان لافتاً إلى أنّ "جماعة الإخوان أدركت أنّها لن تحقق أيديولوجيتها عن طريق العنف في أوروبا، ولذلك ارتدت ثوب المدنية، وأعلنت خلاف ما تبطنه، حيث تحاول علناً الاندماج في أوروبا؛ بارتداء الملابس الأنيقة الأوروبية الحديثة، والانخراط في الأنشطة المجتمعيّة والمدنيّة، ولكن أيدلوجيتها المتطرفة لم تتغير".

 نشر موقع فيلد الفرنسي تقريراً حذّر فيه من مخاطر جماعات الإسلام السياسي وخصوصاً الإخوان

مجلة "لوبوان" الفرنسيّة واسعة الانتشار، طالبت بوقف الدعم المالي للمنظمات التابعة للإخوان المسلمين، وعلى رأسها منظمة الإغاثة الإسلاميّة، وكشفت المجلة في تقرير موثق، أنّه تمّ "تقديم أكثر من 52 مليون يورو (57.96 مليون دولار)، من أموال المفوضيّة الأوروبيّة، إلى جمعيات تابعة لجماعة الإخوان، بين عامي 2007 و 2020، وأنّ هيئة الإغاثة الإسلاميّة الإخوانيّة، تلّقت وحدها من من الفرع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، مبلغ 36.2 مليون يورو".

كما تناولت تقارير صحفيّة بريطانيّة متعددة، المخاطر التي بات يشكلها وجود الإخوان في المملكة المتحدة، وانتقد موقع "HelloSolar" الصمت الأوروبي تجاه تنامي نفوذ الإخوان، خاصّة في بلجيكا، مؤكداً أنّ "هناك عدداً لا يحصى، من جماعات الضغط الإخوانيّة، المتخفية في هيئة مراكز أبحاث، وشركات استشارية تحمل ألقاباً غامضة، ومنظمات غير حكومية، ذات أيديولوجيات غامضة، ولا عجب في ذلك، فإنّ بروكسل تعد عاصمة النفوذ الإخواني".

التقرير البريطاني أكد أنّ جماعة الإخوان تحاول دوماً تعزيز أيديولوجيتها، واتهم دول الاتحاد الأوروبي بدعم "الكثير من القضايا والأحداث، التي ترعاها جماعة الإخوان في بروكسل، كما تدعم العديد من التنظيمات، ومؤسسات العمل المجتمعي والخيري، التي تعمل على أراضيها، والتي تتخفى الجماعة تحت ستارها، وتتلقى الكثير من الأموال في صورة منح وتمويلات تنموية".

وفي ألمانيا، رصدت جريدة "فيليت"، في تحقيق موثق، حركة مشبوهة لمبالغ مالية ضخمة، مصدرها جمعية تسمى "يوروب تراست"، وتقع في إحدى المدن الصغيرة فيبريطانيا، وترتبط مباشرة بجماعة الإخوان المسلمين.

التحقيق كشف عن وجود مبنى ضخم يقع في حي فيدينج بالعاصمة الألمانيّة برلين، ويضم مدرسة إسلاميّة، ونادياً رياضياً، وقاعات متعددة للمناسبات، بتكلفة 9 ملايين ونصف المليون يورو، تم ضخها عن طريق الجمعية المذكورة، التي تمثل غطاء للإخوان المسلمين، مطالباً السلطات الألمانيّة بالتدخل؛ لكشف مصدر هذه الأموال، والكيفيّة التي تسللت بها إلى داخل الأراضي الألمانيّة.

 كشفت الحكومة البنغاليّة عن تعيين الجماعة الإسلاميّة الذراع السياسي للإخوان مكاتب (لوبي) في الولايات المتحدة

وفي سياق متصل، كشف المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، عن الصعوبات التي يواجهها الإخوان حالياً في ألمانيا، بالتزامن مع ملاحقة أجهزة الاستخبارات هناك للتنظيم، وبحسب جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، فإنّ "الاستخبارات الداخلية الألمانية، اتخذت قراراً بمراقبة أنشطة تنظيم الإخوان، إلى جانب كل جماعات الإسلام السياسي بكل أنواعه في ألمانيا؛ بسبب أنشطة تلك الجماعات السريّة، وخطرها على الأمن".

الإخوان في بنغلاديش ولوبيات الضغط في الولايات المتحدة

كشفت الحكومة البنغاليّة، عن قيام الجماعة الإسلاميّة، الذراع السياسية للإخوان في بنغلاديش، بتعيين مكاتب (لوبي) في الولايات المتحدة الأمريكية، والاستقواء بالإدارة الديموقراطيّة؛ للضغط على الحكومة البنغاليّة، بحسب ما أعلن وزير الخارجيّة، أبو الكلام عبد المؤمن، في بيانه أمام البرلمان الوطني، في 26 كانون الثاني (يناير) الماضي.

من جهته، أصدر القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلاميّة، أبو طاهر محمد معصوم، بياناً نفى فيه تصريحات وزير الخارجيّة، زاعماً أنّ "هذا التصريح له أهداف ودوافع سياسية"، وأنّ الجماعة "لم توظف أيّ نوع من جماعات الضغط، في أي مكان في العالم".

وفي مفارقة غريبة، استنكر معصوم وجود سفارة لبلاده في الولايات المتحدة، متهماً الحكومة بإهدار المال العام! متسائلاً: ماذا يفعل السفير هناك؟ زاعماً أّنّ الشعب يريد معرفة ما يفعل مسؤولو وموظفو سفارة بنغلاديش، في الولايات المتحدة!

هذا وقد واصلت الشرطة البنغاليّة ملاحقة قيادات وأعضاء الجماعة الإسلاميّة، المتورطين في الترتيب لعمليات تهدّد الأمن الداخلي، حيث اعتقلت الشرطة 8 من منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلاميّة المحليين، في مدينة ديناجبور، كما تمّ اعتقال الأمين العام للجماعة الإسلاميّة، في شبه محافظة نواب غنج جنوب، الشيخ عبيد الحق، من منزله، كما قامت السلطات الأمنية، منتصف ليل 7 من شهر شباط (فبراير) الجاري، باعتقال عدد من نشطاء الإخوان، وهم: مفيض الإسلام، وعطي الرحمن، ومشيور رحمن، ومستفيض الرحمن، ومحمد أبو الخير، وذلك من منازلهم، بعد ثبوت ضلوعهم، وفق التحريات، في التخطيط لأعمال تتعلق بممارسة العنف والإرهاب.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية