الإخوان المسلمون في الجامعات الأمريكية... تغلغل تحت ستار المدنية الإسلامية

الإخوان المسلمون في الجامعات الأمريكية... تغلغل تحت ستار المدنية الإسلامية

الإخوان المسلمون في الجامعات الأمريكية... تغلغل تحت ستار المدنية الإسلامية


18/02/2024

تستضيف الولايات المتحدة العديد من المنظمات المترابطة التي تعمل على تعزيز الحقوق المدنية الإسلامية والتعليم في الظاهر، لكنّها في الباطن تعمل على تعزيز أولويات الإخوان المسلمين، بما في ذلك دعم الجماعات المتطرفة، ومعظمها تأسّس من قبل أعضاء في الجماعة، ونجحت في التغلغل في المجتمعات الإسلامية، وخاصة المؤسسات الأكايمية والجامعات.

وقد أفرد (المركز العربي لدراسات التطرف) دراسة وافية تظهر تورط الإخوان المسلمين في الحياة الجامعية للمسلمين الأمريكيين يعود إلى الستينيات، والمنظمات التي أنشأتها الجماعة، منها الجمعية الأمريكية الإسلامية، ورابطة الطلاب المسلمين، ورابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية.

وأضاف المركز أنّه لا يمكن تجاهل مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في إنشاء تلك المنظمات، والتأثير على اتجاهاتها، في نوع الأحداث والمتحدثين الذين تجندهم، فضلاً عن شبكات الدعم الخاصة بها.

تأسست الجمعية الأمريكية الإسلامية على يد أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين عام 1993، وكانت تهدف إلى أن تكون واجهة عامة للإخوان المسلمين في الولايات المتحدة. ووفقاً لمقابلات مع أعضاء الجماعة أجرتها صحيفة (شيكاغو تريبيون)، بدأت الجمعية الأمريكية الإسلامية في إلينوي بالسماح لأعضاء الإخوان بالعمل بشكل علني في البلاد. وقال أعضاء جماعة الإخوان المسلمين لصحيفة (تريبيون): إنّهم اجتمعوا في البداية في فندق هوليداي إن بالقرب من الحدود بين ألاباما وتينيسي لمناقشة مزايا العمل العلني مقابل العمل السري، واتفقوا على أنّهم لن يطلقوا على أنفسهم اسم جماعة الإخوان المسلمين، وذلك للسماح للمنظمة الجديدة بالنأي بنفسها عن الترويج لإيديولوجية الإخوان المسلمين. 

تورط الإخوان المسلمين في الحياة الجامعية للمسلمين الأمريكيين يعود إلى الستينيات

ووفقاً لموقع الجمعية الإسلامية الأمريكية، تنفي الجمعية أيّ انتماء حالي لجماعة الإخوان المسلمين، ولكنّها تعترف بأنّ أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين قدموا إلى الولايات المتحدة في القرن الـ (20) أسسوا العديد من المنظمات الإسلامية النشطة في البلاد. 

ويصف موقع الجمعية الإسلامية الأمريكية الإلكتروني جماعة الإخوان المسلمين بأنّها "جزء مؤثر من تاريخ المسلمين ما بعد الاستعمار"، مضيفاً أنّه في حين أنّ أعمال مفكري الإخوان قد لا تكون قابلة للتطبيق على المسلمين في أمريكا، إلا أنّها ما تزال تستحق التقييم النقدي.

وبحسب الأمين العام السابق للجمعية الإسلامية شاكر السيد، لم يعد للجمعية أيّ صلة بجماعة الإخوان، لكنّها ما تزال تؤمن بكتابات مؤسس الإخوان حسن البنا. وفي عام 2014 صنفت الإمارات العربية المتحدة الحركة الإسلامية الأمريكية منظمة إرهابية.

لدى الجمعية الإسلامية الأمريكية جناح شبابي يقدّم خدمات الرياضة والخلوات والتوجيه الديني للمسلمين الذين تتراوح أعمارهم ما بين (15 و30) عاماً. ولدى الجمعية أكثر من (40) فرعاً للشباب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتدير أيضاً فروعاً في الحرم الجامعي لعدة جامعات مثل جامعة شيكاغو إربانا شامبين.

وقد أورد المركز في دراسته الكثير من نشاطات الجمعية والشخصيات المتطرفة التي كانت لها علاقة بها. 

أمّا عن رابطة الطلاب المسلمين، فقد أنشأها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة وكندا عام 1963 في جامعة إلينوي أوربانا شامبين. وقامت الجمعية الخيرية السعودية، رابطة العالم الإسلامي، برعاية الفصول الأولى من نشاط الرابطة.

 أعضاء الرابطة الإسلامية لفلسطين تأسست بدورها عام 1981 على يد الإخوان

انتشرت برامج رابطة الطلاب المسلمين عبر الجامعات الأمريكية في الستينيات والسبعينيات. وروجت اتفاقيات العمل المشتركة للقيم المرتبطة بالسلالة المحافظة من الإسلام التي تمارس في المملكة العربية السعودية. على سبيل المثال، لم تقبل المنظمة سوى الأعضاء الذكور الذين لم يتعاطوا الكحول، بينما مُنع الرجال والنساء من الاختلاط.

ومع نمو رابطة الطلاب المسلمين، تخلت علناً عن انتمائها إلى جماعة الإخوان المسلمين. ومنذ عام 1991 حولت جدول أعمالها للتركيز بشكل أساسي على القضايا المحلية بدلاً من القضايا الدولية. ووفقاً لإدوارد كيرتس الرابع، مؤلف كتاب "المسلمون في أمريكا: تاريخ قصير"، فإنّ التنسيق بين جماعة الإخوان المسلمين ورابطة الطلاب المسلمين هو "خيال من كارهي الإسلام". ولم تذكر رابطة الطلاب المسلمين مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في تأسيسها، وفي حين قامت بحذف جماعة الإخوان المسلمين من خطابها، واصلت إنشاء برامج متعاطفة مع إيديولوجية الجماعة في جميع أنحاء البلاد. وما بين عامي 2006 و2007 قامت إدارة شرطة نيويورك بمراقبة العديد من أنشطة الرابطة في شرق الولايات المتحدة بعد اعتقال أو إدانة (12) عضواً سابقاً فيها بتهم الإرهاب. 

وفي عام 2010 علقت جامعة كاليفورنيا في إيرفاين فرعها مؤقتاً، بعد أن قام أعضاء الرابطة بمقاطعة خطاب ألقاه سفير إسرائيلي.

بالإضافة إلى ذلك تم ربط العديد من أعضاء الرابطة السابقين بالتطرف، واستضافت فروعها في جميع أنحاء البلاد متحدثين مرتبطين بالجماعات والقضايا المتطرفة. وفي حين أنّ هذه الحقائق لا تثبت العلاقة السببية، إلا أنّها مع ذلك جديرة بالملاحظة.

وتمتلك الرابطة علاقات مع عدد من المتطرفين والإرهابيين، من بينهم أنور العولقي؛ وهو مواطن أمريكي- يمني، مزدوج الجنسية، ورجل دين، وداعية، وناشط في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

وقد قتل في عام 2011 باليمن في أول غارة جوية أمريكية بطائرة من دون طيار تستهدف مواطناً أمريكياً عمداً. وكان العولقي رئيساً لرابطة الطلاب المسلمين بجامعة ولاية كولورادو في أوائل التسعينيات وإماماً للرابطة بجامعة جورج واشنطن عام 2001.

ومن بينهم أيضاً خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 الإرهابية. ويدّعي أنّه خطط أو ساعد في التخطيط لـ (30) هجوماً أو مؤامرة إرهابية أخرى، وكان خالد شيخ محمد عضواً في رابطة الطلاب المسلمين في جامعة ولاية كارولينا الشمالية في الثمانينيات.

 رابطة الطلاب المسلمين في جامعة ولاية كارولينا الشمالية

ومن أعضائها أيضاً الإرهابي رمزي يوسف: وهو مواطن باكستاني، إرهابي مدان، وابن شقيق العقل المدبر لأحداث 11 أيلول (سبتمبر) خالد شيخ محمد. وعمل على الكثير من المخططات الإرهابية، وكان يوسف أحد مؤسسي رابطة الطلاب المسلمين في جامعة روتجرز.

وتطرقت الدراسة أيضاً لرابطة العالم الإسلامي والتجمع العالمي للشباب المسلم، وهي منظمة عالمية تأسست في المملكة العربية السعودية عام 1962 لتقديم الخدمات الدينية وغيرها للمسلمين في جميع أنحاء العالم. الهدف المعلن للرابطة هو "توضيح الرسالة الحقيقية للإسلام" وتعزيز مبادئه مع تبديد المفاهيم الخاطئة. وتلتزم الرابطة بالشكل المحافظ للإسلام الذي يمارس في المملكة العربية السعودية. وتأسست الندوة العالمية للشباب الإسلامي في المملكة العربية السعودية عام 1972 كجناح شبابي لرابطة العالم الإسلامي، وهي منظمة غير حكومية تابعة للأمم المتحدة تتمثل مهمتها في "بناء جسور السلام والوحدة في مجتمعنا متعدد الثقافات". ويقال إنّها أكبر منظمة للشباب الإسلامي في العالم، وتسعى إلى "تسليح الشباب المسلم بالثقة الكاملة في سيادة النظام الإسلامي على الأنظمة الأخرى". وقد تأسس فرع الندوة في الولايات المتحدة عام 1992.

وفي حين أنّ رابطة العالم الإسلامي، أو جناحها الشبابي، لا تتبعان إيديولوجية الإخوان المسلمين، إلا أنّ كلتا المجموعتين دخلتا في بعض الأحيان في شراكة مع الجماعة والمنظمات التابعة لها. علاوة على ذلك، شغل الدكتور كمال الهلباوي، أحد كبار أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، مناصب عليا في كل من رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي التي ساعد في إنشائها، ولدى الرابطة علاقة قوية مع ذاكر نايك. وداهمت السلطات الأمريكية مقر "الندوة" في الولايات المتحدة في ولاية فرجينيا في عام 2004. 

أمّا مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، فقد تأسس عام 1994، وهو منظمة حقوق مدنية إسلامية لها فروع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، على يد أعضاء الرابطة الإسلامية لفلسطين، التي تأسست بدورها عام 1981 على يد أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين. واتهمت الحكومة الأمريكية الرابطة بأنّها جزء من شبكة دعم أمريكية لحركة (حماس) الفلسطينية، وبدأت الرابطة في توزيع دعاية (حماس) مباشرة بعد تأسيس الحركة عام 1987.

وتستهدف منظمة (كير) الشباب المسلم من خلال التواصل مع المدارس الثانوية والجامعات. وقامت بإنشاء أول فرع جامعي للمجموعة في جامعة إلينوي ، وترسل متحدثين إلى الجامعات، كما تقوم بتنفيذ برامجها وأنشطتها في المدارس في جميع أنحاء البلاد، ومن الشخصيات الإخوانية المتطرفة  المرتبطة بها: غسان العشي، والإخواني نهاد عوض.

الصفحة الرئيسية