الإخوان وفاجعة حسن يوسف.. "الغباء السياسي" بدون معلم

الإخوان وفاجعة حسن يوسف.. "الغباء السياسي" بدون معلم

الإخوان وفاجعة حسن يوسف.. "الغباء السياسي" بدون معلم


02/08/2023

أحمد فتحي

بينما ينشغل الشارع المصري بأزمة انقطاع الكهرباء في ظل درجات حرارة مرتفعة قفزت جماعة الإخوان إلى واجهة المشهد مجددا قادمة من المجهول.

ولسنوات كانت الجماعة المصنفة إرهابية في البلاد هدفا لهجوم وسخرية المصريين الذين أطاحوا بها من الحكم في ثورة شعبية عام 2013.

لكن الجماعة التي أثبتت خلال عام من الحكم افتقارها للحكمة السياسية والكفاءة الإدارية، ظلت تضيف خلال السنوات اللاحقة على الثورة أسبابا جديدة للغضب.

آخر حلقات الغباء السياسي للجماعة تعاطيها مع فاجعة إنسانية تعرض لها نجل فنان مصري كبير.

وتًوفي عبدالله حسن يوسف نجل الفنان من زوجته شمس البارودي مساء السبت، غرقاً في قرية سياحية بالساحل الشمالي، عن عمر يناهز 35 سنة.

وعقب الإعلان عن وفاة نجل الفنان المصري الكبير، بثت آلة الإخوان الإعلامية وعبر صفحات بعض عناصرها على مواقع التواصل الاجتماعي سمومها وتشفيها في والد المتوفى الفنان حسن يوسف، على خلفية مواقفه المؤيدة للدولة المصرية ضد الإخوان.

وكانت الجماعة المتصدعة تنظيميا بمنأى عن الهجوم في مصر مع تراجع الحيز الذي تشغله في المجال العام، بعد إدانة غالبة قادتها في جرائم إرهابية وهروب بعضهم إلى الخارج وتواري الجماعة في الظل.

وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها مواقف الجماعة تجاه خصومها المكلومين أو المتوفين غضب الشارع المصري فقد سبق حدوث الأمر نفسه مع وفاة الإعلامي وائل الإبراشي، والكاتب الصحفي ورئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام سابقا الراحل مكرم محمد أحمد، لمجرد اختلافهما مع التنظيم.

ويحظى الموت بقدسية خاصة لدى المصريين.

وجاءت تغريدة الإخواني والممثل السابق وجدي العربي المقيم في تركيا الأكثر فجاجة في التشفي والانتقام، حين تحدث على موقع "إكس" (تويتر سابقا)، عبارات مليئة بالشماتة، بزعم أن الله أذاق حسن يوسف من نفس الكأس التي ذاق منها محمد بديع مرشد الإخوان والقيادي في الجماعة محمد البلتاجي، على حد تعبيره.

تغريدة العربي، تبعتها تغريدات أخرى تحمل معاني التشفي والانتقام، حيث غرد المجلس الثوري المصري الموالي لتنظيم الإخوان قائلا إن "الديون ليست كلها مال وكثير منها كالجبال، منها ما نسدده في الدنيا ألماً ووجعاً وحسرة وخزي، ومنها ما ينتظرنا في الآخرة. فاللهم أرفع عنا، وأعنا على ما علينا من ديون ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. أعان الله كل من فقد ولدا، أو عزيزا".

 وقوبلت تغريدة العربي وغيره من تغريدات العناصر الموالية للإخوان، بهجوم متعدد الجبهات ضد الجماعة الإرهابية.

وفي أول تعقيب من أسرة الفنان حسن يوسف، رد شقيقه محمد يوسف، على تعليق العربي، بأن الأخير من "أصحاب السلوك المتجرد من الإنسانية"، وتابع: "لو كانت والدته على قيد الحياة لأدبته على سلوك الشماتة الذي لا تعرفه أي عقيدة أو دين، إلا الحكم الديني الفاشي الإخواني". وموجها حديثه إلى وجدي العربي: "ليتك تعود إلى صوابك وتسترد إنسانيتك وتخلع عنك ثوب الضلال الذي ترتديه.. وتعود وجدي العربي الفنان الجميل الذي يعتنق الدين الإسلامي الوسطي الحنيف".

كما علق محمد يوسف على أنباء تبرؤ شقيقة العربي منه، بالقول "لم تلوثها أموال التنظيمات الإرهابية".

وكانت شقيقة وجدي العربي، ألفت، تبرأت من شقيقها في مداخلة هاتفية عبر إحدى القنوات الفضائية وقالت: "كلمة أخي كبيرة وهو لا يستحقها".

ودخل الناقد السينمائي طارق الشناوي على خط الهجوم على العربي، قائلا عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك": "التشفي حتى في الموت تلك هي عقيدتهم وهذا هو منهجهم، بلا قلب ولا إحساس ولا علاقة لهم أساسا بالبشر".

وتساءل باستنكار: "ما علاقة هذا السلوك الدموي بالإسلام أو بأي دين أو عقيدة إنهم الإخوان الزمبيون".

 كما كتب مصطفى بكري الإعلامي وعضو مجلس النواب، عبر صفحته على منصة "إكس": "شماتة الفنان السابق وجدي العربي في وفاة نجل الفنان حسن يوسف هي خسة ووضاعة تكشف عن هوية صاحبها ومخالفته لأحكام ديننا الحنيف، هو يعبر فعلا عن نهج جماعته الإرهابية".

وزاد أن "هؤلاء القتلة الذين لا يعرفون دينا ولا قيما ولا أخلاقا. الذين يشمتون في الوطن والشعب مع كل أزمة تواجهها البلاد، ليس غريبا عليهم أن يشمتوا في موت نجل فنان ملتزم بالدين والقيم والأخلاق وكذلك السيدة والدته.. رحم الله والدك يا وجدي يبدو أنه لم يحسن تربيتك".

وعقب رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، على تغريدة بكري بالقول: "لأول مرة أوافقك في الرأي.. الله يعزيهم ويخفف عنهم.. مصاب أليم.. رحمة الله عليه".

وفي تعقيبه، قال هشام النجار الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الشماتة من الصفات الدنيئة التي تنم عن تدن أخلاقي وإنساني وتعكس حالة الإفلاس التي يعاني منها شخص أو كيان".

وأضاف : "هو إفلاس في الرؤى والتصورات والقناعات والحلول، لذلك يلجأ هذا الشخص لممارسة أحط الأمور، والالتصاق بأحط الصفات لتعويض ذلك العجز في الرؤى والقناعات وهذا معتاد من الإخوان".

ونبه في هذا الصدد، إلى أن عناصر التنظيم لديهم باستمرار نقص وعجز شديد في الرؤى والتصورات، وليس لديهم ما يقولونه في القضايا والملفات بشكل مقنع، لذا يلجؤون إلى إيلام الشخص والخصم السياسي بالشماتة فيه في حال موت أو مرض".

عن "العين" الإخبارية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية