الإخوان يحيكون المؤامرات... ماذا يحدث في حضرموت؟

الإخوان يحيكون المؤامرات... ماذا يحدث في حضرموت؟

الإخوان يحيكون المؤامرات... ماذا يحدث في حضرموت؟


13/07/2023

تشهد محافظة حضرموت في جنوب اليمن توتراً سياسياً وشعبياً ينذر بإمكانية التحول إلى مقاومة جماهيرية ضد جماعة الإخوان المسلمين التي تحاول تأجيج الوضع ونشر الفوضى وخلق كيانات جديدة، في سياق محاولاتها لمحاصرة المجلس الانتقالي وتحجيم دوره في المحافظة.

وبدأت أمس جولة جديدة من التصعيد الشعبي في وادي حضرموت ضد تواجد الميليشيات الإخوانية (المنطقة العسكرية الأولى)، فقد خرج المئات من أهالي حضرموت تلبية لدعوة أطلقتها الهبة الحضرمية الثانية، للمطالبة بوقف التدهور الخدمي والمعيشي وطرد الميليشيات الإخوانية، وتمكين أبناء النخبة الحضرمية من أراضيهم.

ووفق موقع (أمناء نت)، فقد نظمت في مديرية تريم وقفة احتجاجية شعبية أمام مبنى الإدارة المحلية، تنديداً بتدهور الخدمات والمرافق.

وخلال الوقفة عبّر المتظاهرون في الفعالية السلمية عن استنكارهم لنهب الفاسدين لخيرات المحافظة، في حين يعاني أهلها الويلات جراء انهيار الخدمات وإهدار الموارد على يد الإدارة التابعة للإخوان.

وفي الوقت نفسه، شهد محيط مبنى الإدارة المحلية في مدينة سيئون بوادي حضرموت، وقفة احتجاجية شعبية نددت بالاحتلال الإخواني لوادي حضرموت، وشددت على ضرورة إخراج هذه الميليشيات وتمكين أبناء حضرموت من تولي شؤونها.

أكثر من (130) ممرضاً بهيئة مستشفى سيئون العام يعلنون التوقف عن العمل احتجاجاً على عدم تلبية مطالبهم

الخروج الشعبي في وادي حضرموت يعبّر مجدداً عن حجم الغضب الجنوبي من هول الأعباء المعيشية التي خلّفها الاحتلال الإخواني للمحافظة، التي عمدت إلى تصدير الفوضى والإرهاب لوادي حضرموت، وأشرفت على تغييب شامل لمنظومة الخدمات في ظل التردي الأمني الفظيع الذي أحدثته.

وفي سياق متصل، دعا الكثير من الفعاليات الجنوبية والمكونات المجتمعية في محافظة حضرمون أمس إلى تنفيذ عصيان مدني شامل على امتداد أسبوع في كل من سيئون والقطن.

ووفقاً لموقع (الأيام) المحلي، فإنّ الدعوات جاءت في خطوة تصعيدية للرفض الشعبي لاستمرار تردي الأوضاع المعيشية والفوضى الأمنية والقمع التي تعيشها المحافظة بسبب إدارة الإخوان المسلمين فيها.  

هذا، وكان قد أعلن مساء الإثنين الماضي أكثر من (130) ممرضاً بهيئة مستشفى سيئون العام التوقف عن العمل، احتجاجاً على عدم تلبية مطالبهم المشروعة المتعلقة بالإدارات والرواتب والإجازات والحوافز، مّما يعكس الفوضى التي ستعصف في كافة قطاعات المحافظة إذا لم تضع قوى جنوبية يدها على الإدارة، وتستبعد حزب الإصلاح الإخواني.

المئات من أهالي حضرموت يخرجون تلبية لدعوة أطلقتها الهبة الحضرمية الثانية، للمطالبة بوقف التدهور الخدمي والمعيشي وطرد الميليشيات الإخوانية

 

وتحاول الجماعة خلق حالة من الفوضى في المدينة باستحداث كيانات وتحالفات قبلية وسياسية في جنوب اليمن، في محاولة لاستنساخ تجربة "مجلس حضرموت الوطني"، وتحويل تلك المكونات إلى واجهات سياسية لمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي.

ونقلت صحيفة (العرب) اللندنية عن مصادرها توجيهات قيادة الإخوان إلى كافة الزعماء التابعين لها في المحافظات الجنوبية للوقوف مع المكونات التي يزمع الإعلان عنها تباعاً في شبوة وأبين وعدن والمهرة، والانضمام إليها ودعمها إعلامياً.

وتنذر التطورات المتسارعة في المحافظة بموجة جديدة من التوتر السياسي والشعبي في أعقاب الإعلان عن تشكيل "مجلس حضرموت الوطني"، الذي ينظر إليه باعتباره مشروعاً مناهضاً للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لتعزيز حضوره في المحافظة.

ويشير العديد من المعطيات إلى وجود بصمات واضحة لجماعة الإخوان في الدفع باتجاه تفجير الأوضاع في حضرموت، عبر الاختباء خلف مجلس حضرموت الوطني وبقية المكونات القبلية الحضرمية الأخرى، ومحاولة تحويل هذه الأطر السياسية والقبلية إلى واجهة لاستهداف المجلس الانتقالي والإيقاع بينه وبين التحالف العربي.

متظاهرون: الإخوان يبثون أحقاد الماضي وبروح انتقامية وبتمييز عنصري مقيت بشكل يؤسس لمشاريع فتن مجتمعية في الداخل الحضرمي

وفي السياق، لوّح رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزُبيدي، في اجتماع الأحد الماضي مع قيادات عسكرية وأمنية جنوبية عبر الاتصال المرئي، لوّح باتخاذ إجراءات لحماية "شعب الجنوب"، في إشارة إلى الاعتداء الذي تعرض له متظاهرون مناصرون للمجلس خلال إحياء يوم الأرض في مدن عديدة  في السابع من الشهر الجاري، من قبل عناصر إخوانية.

وكان آلاف المتظاهرين قد احتشدوا بـ (6) مدن؛ منها (المكلا وسيئون والقطن وتريم)، في مظاهرات دعا إليها المجلس الانتقالي الجنوبي بمناسبة "يوم الأرض الجنوبي"، في مسعى لرفض جر المحافظة لساحة التجاذبات المحلية والإقليمية.

وأكد المتظاهرون في بيان نقله موقع (عدن تايم) أنّ "الحوار سيظل مفتوحاً أمام الجميع دون استثناء ولكل القوى الجنوبية، سواء تلك التي تتفق معه أو التي لا تتفق معه، وتغليب مصلحة الجنوب أرضاً وإنساناً وقضية دون تهميش أو إقصاء".

وأشار البيان إلى أنّ الإخوان يبثون "أحقاد الماضي وبروح انتقامية وبتمييز عنصري مقيت لأغلبية فئات الحضارم"، مؤكدين أنّ ذلك لا يبني حضرموت الحاضر والمستقبل، بقدر ما يؤسس لمشاريع فتن مجتمعية في الداخل الحضرمي.

وجود بصمات واضحة للإخوان في الدفع باتجاه تفجير الأوضاع في حضرموت، عبر الاختباء خلف مجلس حضرموت الوطني وبقية المكونات القبلية الحضرمية الأخرى

 

وفي السياق، أدان المجلس الانتقالي الجنوبي بشدة ما أقدمت عليه مجاميع مسلحة مأزومة ممولة من تنظيم الإخوان المسلمين من اعتداء على جموع المشاركين في الفعالية السلمية بمدينة سيئون حاضرة وادي حضرموت، من خلال إطلاقها الرصاص الحي على الجموع المحتشدة.

ونقل الموقع الرسمي للمجلس الانتقالي عن الزبيدي قوله: إنّ "حماية شعب الجنوب مسؤولية القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الجنوبية، والمقاومة الجنوبية، وإنّها ستقوم بواجبها لحماية حضرموت من الإرهاب الذي يستهدفها في الوقت المناسب".

مشهد الاقتحام المسلح للإخوان للفعالية السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي في وادي حضرموت، يماثله القمع الإخواني للفعالية الفنية الجماهيرية للمقاومة الوطنية في محافظة تعز، جنوبي اليمن، التي نظمت مطلع تموز (يوليو) الجاري.

آنذاك دفع الإخوان بمسلحين ملثمين من كتيبة المهام الخاصة التابعة لمحور تعز، لفض حفل فني نظمه مكتب الثقافة في محافظة تعز، بدعم من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح قائد المقاومة الوطنية، بعنوان "عيدنا تعز السادس"، ممّا خلّف (4) ضحايا.

ويرى مراقبون، نقلت عنهم صحيفة (العين) الإخبارية، أنّ التصعيد الإخواني في حضرموت وتعز تكتيك لترهيب الخصوم، في أهم محافظتين في المشهد السياسي بعد العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.

ففي تعز سعى الإخوان لإعادة زخم الصراع بين الساحل ومدينة تعز التي استطاع فيها نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي احتواء الجهود لتوحيد الصفوف ضد ميليشيات الحوثي، وفي حضرموت يسعى الإخوان لسلخها عن الجنوب، وفقاً لمراقبين.

يُذكر أنّ حضرموت كانت في العام 2011 تحت سلطة مطلقة من حزب التجمع اليمني للإصلاح، وقد سيطر قادته على المناصب الإدارية والعسكرية والأمنية، فحظيت عناصر تنظيم القاعدة بحرية الحركة في معسكرات الجيش والأمن، وانتشرت تجارة تهريب الأسلحة والمخدرات، حتى صنفت حضرموت بأنّها ممر دولي لتجارة الممنوعات، وفي 2014 سقطت صنعاء بقبضة الحوثيين، ونشطت في حضرموت التصفيات الجسدية للكوادر الجنوبية المحسوبة على الحراك الجنوبي، فيما بد أنّه انفلات أمني، بينما كان التحضير يجري لما سيأتي لاحقاً.

إلى أن جاءت القوات الإماراتية وشنت عملية عسكرية في نيسان (أبريل) 2016، وهزمت عندها تنظيم القاعدة، وأسست النخبة الحضرمية لتقوم بالمهام والواجبات الأمنية والعسكرية على طول الساحل الحضرمي.

مواضيع ذات صلة:

باحث يمني لـ"حفريات": السلام لا يروق لجماعة الإخوان

كيف يتحالف الإخوان والحوثيون على تدمير الاقتصاد باليمن؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية