الإرهاب ظاهرة تهدد السلم والأمن الدولي.. كيف؟

الإرهاب ظاهرة تهدد السلم والأمن الدولي.. كيف؟

الإرهاب ظاهرة تهدد السلم والأمن الدولي.. كيف؟


22/02/2024

لا شك في أنّ الإرهاب من أخطر الظواهر التي تهدد السلم والأمان في العالم، خصوصاً أنّ الإرهابيين يستخدمون العنف والتهديد بالعنف لتحقيق أهدافهم السياسية أو الدينية أو الاجتماعية، فهو يشمل أعمالاً مروعة تستهدف الأبرياء والمدنيين بدون رحمة أو تمييز، مما يؤدي إلى خلق حالة من الرعب والهلع في المجتمع.

هذا الخطر وعلاقته بالسلم والأمن العالمي مثل محور دراسة للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، نُشرت بعنوان "الإرهاب .. ظاهرة تهدد السلم والأمن الدولي"، تعتبر الهجمات الإرهابية واحدة من أكثر الأحداث المروعة التي يمكن أن تحدث، حيث تتسبب في فقدان الأرواح وتدمير الممتلكات وتخلف آثاراً نفسية واجتماعية طويلة الأمد على الضحايا وعائلاتهم والمجتمع بأسره.

الدراسة تعتبر أنّ مكافحة الإرهاب مسؤولية مشتركة بين جميع الدول، حيث يجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة. كما يجب على الدول تبادل المعلومات والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتبني سياسات واضحة لمواجهته ومعاقبة المسؤولين عنه.

أنواع الإرهاب

وصنفت الدراسة الإرهاب عدة أنواع حسب الطريقة التي يتم بها تنفيذ الأعمال الإرهابية وحسب الهدف الذي يسعى الإرهابيون لتحقيقه. ومن بين أنواع الإرهاب الشائعة:

الإرهاب الديني: يستخدم الإرهابيون الدين كذريعة لتبرير أعمالهم العنيفة، ويقومون بتنفيذ هجمات إرهابية باسم الدين. تعتبر هذه الصورة من الإرهاب واحدة من أخطر أنواع الإرهاب، حيث يمكن أن تؤدي إلى تصاعد التطرف الديني والصراعات الطائفية.

الإرهاب السياسي: يهدف الإرهابيون في هذا النوع من الإرهاب إلى تحقيق أهداف سياسية معينة، مثل الإطاحة بالحكومة الحالية أو تحقيق استقلال لمنطقة معينة. يستخدم الإرهاب السياسي العنف والتهديد لتحقيق أهدافه.

الدراسة تعتبر أنّ مكافحة الإرهاب مسؤولية مشتركة بين جميع الدول

الإرهاب الدولي: يشير هذا النوع من الإرهاب إلى الهجمات الإرهابية التي تستهدف أهداف دولية أو تنفذ عبر الحدود الوطنية. يعتبر الإرهاب الدولي تهديداً كبيراً للأمن العالمي ويتطلب تعاون دولي قوي لمكافحته.

الإرهاب الداخلي: يشير هذا النوع من الإرهاب إلى الهجمات الإرهابية التي تستهدف داخل البلد نفسه، وتنفذ من قبل جماعات متطرفة محلية. يتطلب مكافحة الإرهاب الداخلي تعاون قوي بين السلطات المحلية والمجتمع المدني.

أسباب الإرهاب 

هذا وتعد أسباب الإرهاب متنوعة ومعقدة، وتشمل عوامل اجتماعية وسياسية واقتصادية ودينية، من بينها الفقر والبطالة: وقد يلجأ الأشخاص إلى الإرهاب بسبب الفقر وعدم وجود فرص اقتصادية لهم، فضلاً عن التطرف الديني؛ إذ يستغل بعض الجماعات المتطرفة الدين لتبرير أعمالها الإرهابية.

 

الإرهاب من أخطر الظواهر التي تهدد السلم والأمان في العالم خصوصاً أنّ الإرهابيين يستخدمون العنف والتهديد بالعنف لتحقيق أهدافهم السياسية أو الدينية أو الاجتماعية

 

ومن أسبابه أيضاً، وفقاً للدراسة، الظلم والظلم السياسي؛ إذ يمكن أن يكون الإحساس بالظلم وعدم العدالة سبباً للانضمام إلى جماعات إرهابية، إلى جانب الصراعات القومية والعرقية التي تلعب دوراً في تحريض الناس على العنف والإرهاب.

بالإضافة إلى التأثيرات النفسية والاجتماعية، حيث يكون الفرد معرضاً للإرهاب بسبب التأثيرات النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها، وكذلك الانتماء الاجتماعي؛ إذ يجد الأفراد الانتماء والهوية في الانضمام إلى جماعات إرهابية.

كذلك، أشارت الدراسة إلى الاستغلال السياسي ضمن الأسباب؛ قالت إنّه يمكن أن تستغل بعض الحكومات والجماعات السياسية الإرهاب لتحقيق أهدافها السياسية.

أهداف الإرهاب 

ولدى الإرهابيين أهداف متنوعة تعتمد على الجماعة أو الفرد الذي يقف وراء العمل الإرهابي. ومن بعض الأهداف الشائعة للإرهابيين؛ تحقيق أهداف سياسية، حيث تستخدم بعض الجماعات الإرهابية العنف لتحقيق أهداف سياسية معينة، مثل تغيير النظام السياسي أو القيام بعمليات تهدد الاستقلال الوطني.

 

تستخدم بعض الجماعات الإرهابية العنف لتحقيق أهداف سياسية معينة مثل تغيير النظام السياسي أو القيام بعمليات تهدد الاستقلال الوطني

 

كذلك نشر الفوضى والخوف؛ ويهدف من خلالها الإرهابيون في بعض الأحيان إلى خلق حالة من الفوضى والخوف في المجتمع، لتحقيق أهدافهم السياسية أو الدينية، فضلاً عن أهداف دينية لتبرير أعمالها العنيفة، وقد تكون أهدافها تحقيق أهداف دينية معينة أو تكون مجرد غطاء للقيام بأعمال إرهابية وعنف يهلك المجتمعات ويهدد حياة الأفراد وحياة السلم والأمان.

من أهدافهم أيضاً الانتقام والانتقام الشخصي؛ إذ يسعون للانتقام من أفراد أو مجموعات معينة بسبب صراعات شخصية أو تاريخية، إلى جانب جذب الانتباه الإعلامي التأثير على الرأي العام.

تأثير الارهاب على الأمن والسلم المجتمعي

وقد استنتجت الدراسة أنّ الإرهاب يمثل تهديداً خطيراً على الأمن والسلم المجتمعي، وله تأثيرات سلبية عديدة على المجتمعات والأفراد، من بينها انعدام الأمان والاستقرار، خصوصاً أنّه يؤدي إلى خلق حالة من عدم الاستقرار والقلق في المجتمعات، مما يؤثر على الحياة اليومية للأفراد ويزيد من مخاوفهم.

كما له تأثير نفسي سيكولوجي، ويمكن أن يسبب صدمة نفسية للأفراد ويزيد من مستويات القلق والتوتر، مما يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية.

هذا دون اعتبار التأثير الاقتصادي وما قد يسببه الإرهاب من تعطيل النشاط الاقتصادي والاستثمارات، وبالتالي يؤثر سلباً على النمو الاقتصادي ويزيد من معدلات البطالة، كما يؤثر على التعايش الاجتماعي؛ فهو يمكن أن يزيد من التوترات الاجتماعية ويزيد من التفاوت والتمييز بين الأفراد والمجموعات.

كذلك يمكن أن يؤدي الإرهاب إلى تقييد الحريات الشخصية وزيادة في التدابير الأمنية التي قد تؤثر على حقوق الأفراد.

كيفية معالجة الإرهاب 

ومن الحلول التي اقترحتها الدراسة لمعالجة الإرهاب، الذي يعدّ تحدي معقد يتطلب استجابة متعددة الأبعاد على المستويات القانونية والسياسية والاجتماعية؛ التعاون الدولي ورأت أنّه يجب على الدول التعاون مع بعضها البعض لمواجهة التهديد الإرهابي عبر التبادل الاستخباراتي والتعاون في مكافحة تمويل الإرهاب.

كما رأت أنّه يجب على الدول تعزيز قدراتها الأمنية لمواجهة التهديدات الإرهابية وتعزيز إجراءات الحماية والوقاية، مشيرةً إلى إمكانية تقليل الإرهاب من خلال التوعية بأسبابه وتبني قيم السلام والتسامح ونبذ العنف.

واقترحت معالجة الجذور الاجتماعية والاقتصادية، التي تؤدي إلى انتشار الفقر والبطالة والظلم الاجتماعي، والتي قد تكون محفزاً للانضمام إلى جماعات إرهابية، وتبني استراتيجيات لمنع التطرف وتعزيز التسامح والتعايش بين الثقافات والأديان.

هذا ودعت إلى معالجة أسباب الغضب والإحباط، من خلال فهم أسباب الغضب والإحباط التي قد تدفع الأفراد إلى ارتكاب أعمال إرهابية والعمل على تخفيفها.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية