الإسلام السياسي يغرب في شمال أفريقيا

الإسلام السياسي يغرب في شمال أفريقيا

الإسلام السياسي يغرب في شمال أفريقيا


14/06/2023

مع إجماع صحف فرنسية على أنّ حزب النهضة الإسلامي في تونس جعل من البلاد أوّل دولة مُصدّرة للجهاديين الشباب خاصة إلى سوريا، رأت "لو فيغارو" أنّ الإسلام السياسي أصبح الآن عائقاً للأنظمة التي كانت قد اختارته في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وهو ما يتجلّى بشكل أوضح في تونس.

ووسط تساؤلات حول الثقل الحقيقي للحركات الإسلاموية وتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، تُحاول اليوم العديد من دول شمال أفريقيا وقف موجات جديدة من الإسلامويين الطامعين باستلام الحُكم في بلادهم، والذين تسببوا في سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وفسّرت يومية "لو فيغارو" الفرنسية، التطوّرات الأخيرة التي حدثت مؤخراً في تركيا عبر تكثيف جهود مُحاربة التنظيمات المُتطرّفة، واستبعاد الأحزاب الإسلامية التي كان لها دور سياسي في الجزائر والمغرب وتونس، بأنّ الإسلام السياسي بات يُمثّل عقبة لتطوّر الدول، وهو ما يعني أنّه يغرب في شمال أفريقيا بشكل خاص.

ووفقاً للمقال، فإنّ سجن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، بتهم التآمر على أمن الدولة التونسية وتصدير الجهاديين، أمر لم يكن ممكناً تخيّله في السنوات التي أعقبت ما أطلق عليه "الربيع العربي". واللافت أنّ قرارات الرئيس التونسي قيس السعيد تحظى بقبول واسع ولا تُثير إلا ردود فعل ضئيلة نسبياً، وهو ما يُعزّز من شرعية السلطة وبالتالي فقد حصد دعم الطبقات الوسطى العلمانية.

وكانت "لو فيغارو" قد سلّطت الضوء كذلك على تصدير الإرهابيين لفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن سوريا، تحت أعين حكومة النهضة السابقة، ناقلة في هذا الصدد عن بعض التوانسة قولهم "كالعادة، نشعر بالرعب من أنباء وقوع هجوم إرهابي في أوروبا: ندعو الله أن الإرهابي المزعوم ليس تونسياً.." مُتسائلين عن دور حكومتهم في التصدّي لذلك.

وأشادت صحيفة "لو موند" بمساعي الرئيس قيس سعيد المتواصلة للاعتماد على الجيش والشرطة في بلاده ضدّ تدخلات الإسلاميين في العمل السياسي ونظام الحُكم، ولذلك فقد استقبل أفراد القوات التونسية العسكرية والأمنية، كباقي أفراد الشعب، خطوات رئيسهم بالارتياح والترحيب.

ويرى مراقبون ومحللون سياسيون فرنسيون أنّ الحركات الإسلاموية التي فاجأها كثيراً ما أطلق عليه في عام 2011 موجة "الربيع العربي" تميّزت بالضعف الأيديولوجي الشديد، وهو ما ساهم في النهاية في فشلها جميعها.

وحاولت تلك الحركات استغلال الانفتاح غير المسبوق للمشهد السياسي في الشرق الأوسط في تلك الفترة بالاعتماد على أقدمية تنظيماتها وخبرتها بالمُقارنة مع القوى التي نجمت عن الحراك الشعبي في بعض الدول، والتي كانت تُغذّيها الشبكات الاجتماعية وتحريض الغرب على حدّ سواء.

وبدءاً من ثورة الشعب المصري التي أطاحت بحُكم جماعة الإخوان الإرهابية في يونيو (حزيران) 2013، ووصولاً لإلقاء القبض على زعيم حزب النهضة الإخواني في تونس راشد الغنوشي ومُحاكمته بتهمة التحريض على التطرّف والقتل والإرهاب، فإنّه بات بالإمكان الحديث بقوة عن موت الإسلام السياسي في شمال أفريقيا.

وخلص الصحافي الفرنسي فريديريك بوبين في تحليل له إلى انهيار حركات الإسلام السياسي في المنطقة المغاربية، وهو ما أيّدته مجلة "لوكورييه انترناسيونال" في أنّ الإسلام السياسي في تراجع مُستمر في مختلف دول الشرق الأوسط نتيجة رغبة العديد من الدول في التجديد ومُكافحة التطرّف. ونقلت عن خبراء أنّ الإسلام السياسي تعرّض لضربات قوية في كل من مصر وتونس بشكل خاص، وباتت جماعة الإخوان المسلمين في أسوأ حالاتها.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية