الإمارات بلد "النوبليين"

يوسف أبو لوز

الإمارات بلد الثقافة؛ بل بلد الثقافات والفنون والآداب.. بلد الفائزين بجائزة نوبل للأدب، سواء في زيارات ثقافية أو في إقامات محدّدة ينتج عنها تفاعل ثقافي إماراتي عالمي، طابعه المشاركة والتواصل والتعايش النبيل.

جمعت الدورة ال36 للكونغرس العالمي للهيئة الدولية للمسرح، المنعقدة في الفجيرة، أكثر من 500 مسرحي من بلدان العالم، وهو حدث عالمي مركزه دولة تراهن على الثقافة، وتعتبرها جسر تواصل بين الشعوب والأفكار.

دورة الكونغرس العالمي في الفجيرة جاءت تحت عنوان «نجتمع من أجل الإنسانية والفنون الأدائية»، ومرة ثانية، المسرح هو الجوهر والفكرة والمعنى.

الشخصيات المسرحية في الفجيرة اليوم تحمل ثقافة «أبي الفنون» وتاريخه وظواهره الفكرية والجمالية والنقدية. كل شخصية لها تاريخ ورمزية وكفاءة، سواء في المسرح أو في الفنون الأخرى، التي تلتقي بالضرورة في مصب واحد هو المسرح.
من بين هذه الشخصيات الاعتبارية المحترمة يلفتنا حضور الروائي والشاعر والمسرحي النيجيري وول سوينكا الحائز نوبل في الأدب عام 1986، هذا الحضور الذي يؤكد البعد العالمي لدورة الكونغرس العالمي للهيئة الدولية للمسرح، وفوق ذلك الإصغاء للرجل وتأمل تاريخه الثقافي، ومواقفه وقدرته المدهشة على حيوية صورته في ثقافات العالم، ومن بينها الثقافة العربية حتى وهو في الثامنة والثمانين من عمره. وفي سبتمبر/أيلول 2022 أعلنت جامعة نيويورك أبوظبي، تعيين سوينكا في قسم المسرح في الجامعة، وذلك مكسب ثقافي وأكاديمي كبير للإمارات وللجامعة.
في دورة عام 2021 من معرض الشارقة الدولي للكتاب كان نوبلي آخر حاضراً في الإمارات، وذلك حين كان الروائي التنزاني عبد الرزاق قرنح (75 عاماً) ضيف المعرض، والتقى في الشارقة بجمهور عريض.
ليست الإمارات بلد مسرحيي ونوبليي العالم؛ بل هي العالم في بلد، حيث تلتقي رموز فنية تشكيلية وروائية ونشرية وإعلامية، هنا، في بيئة حرّة مفتوحة فعلياً على ثقافات وحضارات العالم.
عند هذه النقطة أو في مثل هذه الحالة الثقافية الإماراتية الراهنة، نتأمل إذاً، شعار دورة الكونغرس العالمي للهيئة الدولية للمسرح «نجتمع من أجل الإنسانية والفنون الأدائية»، وبقراءة ثانية، تجتمع الإنسانية مع الفنون.
الثقافة حين تكون جبهة صدّ لفكر الكراهية، وثقافة العنف عن طريق الفنون، أجمل ما يصنعه الإنسان.

عن "الخليج" الإماراتية