الإمارات.. رؤية حضارية تجمع العالم

الإمارات.. رؤية حضارية تجمع العالم


08/02/2021

شيرزاد اليزيدي

مع اعتماد الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في ديسمبر الفائت، الرابع من فبراير يوما عالميا للأخوة الإنسانية تكريما وتخليدا لليوم نفسه من العام 2019، إبان اجتماع القمة المنعقدة في العاصمة الإماراتية أبوظبي بين قداسة بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر الشريف برعاية ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وضيافته.

القمة التي تمخض عنها توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية آنذاك للعمل على نشر ثقافة التسامح والتعايش ورفض التنابذ والصراعات حول العالم، على قاعدة أننا جميعنا كبشر تجمعنا أواصر الأخوة والشراكة، وأن اختلاف الديانات والقوميات واللغات والسحنات ما هو إلا تعبير عن التنوع الإنساني الثري، الأمر الذي يستدعي منا الاحتفاء والتكامل بين بعضنا وليس العكس.

ويأتي تنظيم المنتدى العالمي للأخوة الإنسانية في أبوظبي قبل أيام، ليؤكد تحول هذه المبادرة الإماراتية النبيلة إلى فعل ممأسس ومستدام، يعمل على تكريس وترسيخ قيم ومبادئ الحرية والمساواة والعدالة وقبول الآخر ونبذ العنف والكراهية والأحادية المتطرفة والمتشنجة.

لا شك أن اعتماد يوم للأخوة الإنسانية أمميا يثبت مجددا الدور الريادي الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة على صعيد تكريس القيم الإنسانية، والانتصار لها، والثقل الذي تتمتع به عبر دبلوماسية مرنة وحصيفة بعيدة النظر، تؤسس لشراكات واسعة على المستوى العالمي تقطع دابر خطابات الحقد والبغضاء والتفرقة وسياساتها، وتجفف منابعها، وتعزز تاليا مناخات الحوار والتبادل والتثاقف بين شعوب العالم ومجتمعاته، فالتعايش والتعاون هما الأصل والقاعدة وليس التخاصم والتباعد.

هذه هي فحوى الرسالة الإماراتية التي غدت رسالة عالمية تحظى بتقدير ودعم مختلف البلدان الحرة والمؤسسات والفعاليات الدينية والروحية والأممية حول العالم.

لا تتوقف طموحات هذا البلد الوثاب والمعطاء عند حد، فعلى وقع تتالي النجاحات التي حصدتها الدبلوماسية الإماراتية في مبادراتها الإنسانية والسلمية السامية، وتراكمها يتم الإعلان عن الشروع في بناء مشروع بيت العائلة الإبراهيمية في جزيرة السعديات بإمارة أبو ظبي، حيث ستضم التحفة المعمارية والجمالية معنى ومبنى كنيسة مسيحية وكنيسا يهوديا ومسجدا إسلاميا، ومركزا ثقافيا ومعرفيا، أشبه ما يكون ببوتقة تضم مختلف ألوان الطيف الثقافي الإنساني التعددي وتعبر عنه.

هي والحال هذه، ليست مبادرات سياسية مجردة، إنما هي مبادرات روحية قيمية وحضارية ترنو نحو مستقبل زاهر للعالم كل العالم باختلاف أطيافه ومكوناته.

وهنا بالذات تبرز أكثر أهمية هذه المبادراتُ الإماراتية الخلاقة بجوهرها الكوني العابر للقوقعات الجامدة، والتي تسهم في فتح آفاق رحبة لحلحلة المشكلات والأزمات وما أكثرها وما أعقدها حول العالم، ويكمن أس اعتمالها وتفاقمها في ضعف - كي لا نقول غياب - ثقافة التسامح والتآخي وطغيان أيديولوجيات التعصب والتطرف وكره الآخر المختلِف.

عن "سكاي نيوز عربية"

الصفحة الرئيسية