الإمارات.. طموح يعانق عنان السماء

انطلق أمس من محطة كيب كانافيرال في فلوريدا على متن الصاروخ «سبيس إكس فالكون 9» المستكشف القمري «راشد»، في مهمة جديدة من مهمّات مشروع الإمارات للفضاء، الذي حقّق في فترة وجيزة إنجازات عظيمة جعلت من الدولة إحدى القوى العالمية في مجال استكشاف وغزو الفضاء.

وبعد نجاح عملية الإطلاق، والاستعداد لانفصال مركبة الهبوط «هاكوتو-آر»، اليابانية الصنع التي تحمل المستكشف الإماراتي، ودخولها مسارها نحو القمر، يُتوقع أن يهبط «راشد» على سطح القمر بعد رحلة تستمر أكثر من أربعة أشهر، في مهمة علمية تستغرق يومًا قمريًّا واحدًا، أو 14 يومًا أرضيًّا، تهدف إلى دراسة خصائص التربة القمرية، وحركة الغبار القمري، وكذلك حالة البلازما السطحية للقمر وغمد الإلكترون الضوئي.

وتمثّل مهمة المستكشف راشد، التي تمتد حتى أبريل 2023، بداية عام مليء بالإنجازات الوطنية في مجال استكشاف الفضاء. ومن المتوقع أن تخلِّد دولة الإمارات اسمها في كتب التاريخ عدة مرات خلال العام الجديد بفضل العديد من المهام الفضائية الرائدة، التي ستعزز مكانتها الدولية وتزيد من إسهاماتها في الجهود العلمية في مجال الفضاء.

وستبدأ هذه الإنجازات مع هبوط «راشد» -في حال تكلُّل هذه الرحلة بالنجاح- على سطح القمر العام المقبل، ما يجعل الإمارات رابع بلد في العالم وأول بلد عربي ينجح في إنزال مركبة على القمر.

وفي ربيع 2023، سيقضي سلطان النيادي، ثاني رائد فضاء عربي بعد الإماراتي هزّاع المنصوري، أطول مهمة فضائية عربية -تستمر ستة أشهر-، على متن محطة الفضاء الدولية، التي قد تتضمّن أول عملية سير في الفضاء يقوم بها رائد فضاء عربي. وفي أواخر عام 2023، تأمل دولة الإمارات في إطلاق قمر «محمد بن زايد سات» ليكون أقوى قمر اصطناعي للتصوير المتقدم في المنطقة.
ويمثّل هذا القمر الاصطناعي مفخرة للصناعة المحلية، حيث بُنيت 90 في المئة من وحداته الميكانيكية و50 في المئة من وحداته الإلكترونية داخل الدولة. كما أنّ من المقرر أيضًا أن يشهد العام الجديد إطلاق قمر اصطناعي تجريبي صغير بحمولات فريدة.

وسيتم تنفيذ هذه المهمة في إطار مبادرة «Payload Hosting»، وهي منصة تابعة لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي.

وتأتي هذه المهمات الفضائية الجديدة بعد سلسلة من الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات، منها وصول مسبار الأمل إلى المريخ في عام 2021 وإرسال هزاع المنصوري إلى الفضاء في عام 2019. وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، فإن «الوصول إلى القمر هو الوصول إلى محطة استثنائية في المسيرة الطموحة لدولة وشعب لا سقف لتطلعاتهم.. ولا مستحيل أمامهم.. والقادم أعلى وأكبر بإذن الله».

عن "الاتحاد" الإماراتية