الإمارات نجمة قمّة العشرين

الإمارات نجمة قمّة العشرين

الإمارات نجمة قمّة العشرين


13/09/2023

إيمان الشويخ

"شكرًا…شكرًا…شكرًا لا أعتقد أنّنا سنكون هنا لولاك…شكرًا"

بهذه الكلمات شكر الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال افتتاح قمّة مجموعة العشرين التي عُقدت في العاصمة الهندية نيودلهي يومي السبت والأحد الماضييْن. 

فالإعلان عن مشروع الممر الاقتصادي الذي يهدف إلى ربط الهند بمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا جاء بعد طرح الشيخ  محمد بن زايد آل نهيان لهذه الفكرة مع بايدن خلال محادثات أُجريت قبل ستّة أشهر بينهما، وعليه فإنّ الإمارات هي العقل المدبّر لهذه الفرصة الهائلة للشرق الأوسط والتي ستحوّل الحروب والصراعات والانقسامات السياسية الحادّة إلى فُرصٍ تعود على الشعوب الشرق أوسطية وخاصة الفقيرة منها بالنفع والفائدة إذا ما أحسنت دولها تلقف هذه الفرصة وتغليب المصلحة العامة والتعاون بدلًا من الاقتتال.

‏المكانة الدولية والإقليمية للإمارات التي تعد ضمانة أساسية لنجاح هذا المشروع قد تجعله مشروع القرن، خاصّةً في ظل الاشتعال الذي تشهده الجبهة الروسية - الأوكرانية والذي يشبه حربًا عالمية ثالثة ولو اختلفت التسميات، تنخرط فيها بشكلٍ غير مباشر أميركا والدول الأوروبية لدعم أوكرانيا بالرغم مما تعانيه شعوبها من أزمات اقتصادية، ومن جهة مقابلة تنخرط إيران والصين وربما الهند التي لم تفرض عقوبات على روسيا في الوقوف في الخندق الروسي وتشكيل تكتلات اقتصادية تخفف من وطأة العقوبات على روسيا وأهمها تحديد بيع الغاز الروسي بالروبل، وبالتالي فإن الإمارات اليوم التي تحضر قمة العشرين للمرة الرابعة وتحظى بإشادة أميركية وفرنسية ودولية تتربّع على عرش القدرة في تقريب وجهات النظر والمشاركة في إيجاد حلولٍ للتحديات الدولية وأهمّها الاقتصادية والتي كانت ثمرتها الممر الاقتصادي 

قادت الإمارات هذه المبادرة للربط بين الشرق والغرب منذ البداية، وانطلقت من الأفكار إلى التنفيذ. فالممر الجديد الذي أعلنت عنه القمة الـ18 لمجموعة العشرين، هو ممر اقتصادي ضخم بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، عبر السكك الحديدية والبحر.

وهو ممرٌ اقتصادي متعدد الجنسيات والأول من نوعه ما يدشن مبادرة تاريخية للتعاون والاتصال والبنية التحتية التي تشمل الهند ودولة الإمارات والسعودية والاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة.

و يتألف المشروع من ممرين منفصلين هما "الممر الشرقي" الذي يربط الهند مع الخليج العربي و"الممر الشمالي" الذي يربط الخليج بأوروبا.

وسيربط الممر المخطط له الهند والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والأردن، والاتحاد الأوروبي من خلال موانئ الشحن وطرق السكك الحديدية، في محاولة لجعل التجارة أسرع وأرخص وتعزيز التعاون الاقتصادي والاتصال الرقمي عبر المنطقة.

ولضمان الأمن الغذائي، عملت الإمارات العربية المتحدة على إنشاء ممر غذائي في الوقت الذي تشهد فيه البلدان في جميع أنحاء العالم نقصًا في إمدادات الأغذية الأساسية، ويأتي ذلك قبيل استضافتها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ "كوب 28 " خلال شهر نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل.

هو النهج الإمارتي القائم على المصداقية في دولةٍ تنادي بالاستقرار والتعاون والحوار والسلام، استطاعت من خلال قيادتها الرشيدة التي يرأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الشخصية ذات التأثير الكبير في المحافل الدولية، أن تجسّد من خلال هذا الاتفاق التاريخي الجديد الدور الرائد الذي تلعبه الإمارات في دعم وتعزيز التجارة العالمية وإبراز الدولة كموقع حيوي على خارطة الاقتصاد الدولي   وهي التي لطالما كانت ركيزة استراتيجية في ممرات العالم الاقتصادية والتجارية، ما يضمن الرخاء والاستدامة للجميع.

الإمارات هي لاعبٌ أساسي في المعادلات الدولية من خلال ثقلها الإقليمي والعالمي، وعلاقاتها المتوازنة مع كل الأطراف من أميركا والصين اللتين تشهدان حربًا اقتصادية ناعمة، إلى العلاقة مع روسيا وأعدائها الأوروبيين على حد سواء، إضافةً إلى العلاقة الطبيعية مع الهند التي تسجل نموًا اقتصاديًا هائلاً   والشريكة في هذا الاتفاق، وهذا ما يجعل دولة الإمارات التي تحتفظ بعلاقاتها مع الشرق كما الغرب بوابة الشرق إلى الغرب والعكس أيضًا، وبوابة الأمن والأمان إلى العالم ككل.

عن "النهار" العربي




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية