الاحتجاجات التونسية تتصاعد... ما الجديد؟

فشلت الحكومة التونسية في امتصاص الاحتجاجات، فقد بدأت مجموعة من العاطلين عن العمل، في ولاية قفصة التونسية، اعتصاماً وإضراباً مفتوحاً عن الطعام أمام مقرّ الولاية، للمطالبة بالتكفل بهم، في تصعيد جديد.

ونقلت إذاعة "موزاييك" المحلية أنّ المضربين يحتجّون "تنديداً بما اعتبروه تسويفاً، نتيجة تأخر الإعلان عن فتح مناظرة لانتداب 500 معطل عن العمل"، وطالبوا بالإسراع في تنفيذ السلطات التزاماتها بهذا الشأن، لا سيّما أنه تمّ الإعلان عنها في عدة مناسبات سابقة، ومنها المجلس الوزاري المنعقد لفائدة الجهة في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بحسب ما أورده "مرصد مينا".

وتشهد تونس تدهوراً في الأوضاع الاقتصادية وارتفاعاً في نسب البطالة، وسط حالة من عدم الاستقرار السياسي، وقد فاقمت جائحة كورونا سوء الأوضاع.

وفي غضون ذلك، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر إقدام شاب من بين المعتصمين العاطلين عن العمل أمام مقرّ الولاية على تسلق نخلة والتهديد بالانتحار قفزاً من أعلاها، وذلك احتجاجاً على الوضع الاجتماعي والظروف المادية الصعبة.

تشهد تونس تدهوراً في الأوضاع الاقتصادية وارتفاعاً في نسب البطالة، وسط حالة من عدم الاستقرار السياسي، وقد فاقمت جائحة كورونا سوء الأوضاع

وتشهد تونس منذ أسابيع اضطرابات اجتماعية وسياسية متعددة، على خلفية الأزمتين الاقتصادية والصحية اللتين زادتهما تعقيداً الخلافات بين النخب السياسية من جهة، وبين الحكومة ورئاسة الجمهورية من جهة أخرى.

وكانت مجموعة من العاطلين عن العمل، من أصحاب المؤهلات العلمية، قد هدّدت بتنفيذ عملية انتحار جماعي، خلال وقفة احتجاجية صباح أمس الإثنين، في ساحة القصبة في العاصمة.

وبحسب مصادر تونسية، فقد جاءت الوقفة احتجاجاً على تسريبات بخصوص إقصائهم من الانتداب وفق القانون رقم 38 لعام 2020، المتعلق بأحكام استثنائية للانتداب في القطاع العمومي للعاطلين عن العمل من أصحاب الشهادات العليا الذين قضوا فترة بطالة لمدة 10 أعوام  أو أكثر.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأنّ من يهدّدون بالانتحار من أصحاب الشهادات العليا، وقد تجاوزت أعمارهم الـ45 عاماً، طالبوا بالتعجيل في إصدار الأوامر الترتيبية المرتبطة بالقانون المذكور دون إقصائهم.

في السياق ذاته، نظّم محتجون يوم السبت الماضي مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح كافة الموقوفين على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة، ورفع المحتجون شعارات تطالب بالتنمية والشغل والكرامة الوطنية، وإسقاط النظام.