التوتر يعود إلى الجنوب اللبناني... هل يشعل حزب الله فتيل حرب جديدة؟

التوتر يعود إلى الجنوب اللبناني... هل يشعل حزب الله فتيل حرب جديدة؟


07/08/2021

عاد التوتر إلى جنوب لبنان، أمس، بعد إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، وقد رد الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي مستهدفاً المواقع التي أطلقت منها الصواريخ.

"حزب الله" يعلن إطلاقه عشرات الصواريخ في محيط مزارع شبعا المحتلة رداً على غارات إسرائيلية استهدفت فجر أول من أمس جنوب لبنان 

وذكر مصدر أمني لبناني أنّ عدة صواريخ أطلقت من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وتحدثت وكالة الأنباء اللبنانية عن "تحليق كثيف للطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض في أجواء حاصبيا والعرقوب".

وقد سُمع بالمنطقة دوي إطلاق صواريخ من دون معرفة المصدر، ودوت صفارات الإنذار في الجولان وفي الجليل الأعلى.

هذا، وأعلن "حزب الله" أمس إطلاقه عشرات الصواريخ باتجاه إسرائيل في محيط مزارع شبعا المحتلة رداً على غارات إسرائيلية استهدفت فجر أول من أمس جنوب لبنان، وقد نشر الإعلام الحربي التابع للحزب مشاهد مصورة قال إنها لعملية القصف التي تبناها الحزب واستهدفت مناطق مفتوحة في مزارع شبعا.

وتحدثت أنباء عن اعتراض المنظومة الدفاعية الإسرائيلية 10 صواريخ أطلقت من جنوب لبنان.

وفي السياق، طالبت إسرائيل بتدخل أمريكي لوقف إطلاق النار من قبل الجانب اللبناني، في حين خيّم الهدوء على مناطق القطاع الشرقي في جنوبي لبنان بعد قصف متبادل بين القوات الإسرائيلية وحزب الله.

ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، إلى نقاش التوتر على الحدود اللبنانية، وتعزيز العمل الدولي ضد إيران وأنشطتها في المنطقة، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

من جهته، قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "فرحان حق": إنّ لبنان لا يتحمل أزمة أخرى، ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس.

وقد أبدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان "يوانا فرونتسكا" قلقها من تبادل إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في الأيام الماضية.

وطالبت المنسقة، في بيان لها، بالتزام أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد، ودعت كل الأطراف إلى الامتناع عن العنف، وشددت على الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن رقم 1701، والحفاظ على الأمن والاستقرار.

إسرائيل تطالب بتدخل أمريكي لوقف إطلاق النار من قبل الجانب اللبناني، وتعزيز العمل الدولي ضد إيران وأنشطتها في المنطقة

من جهتها، حذرت قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) أمس  من "وضع خطير جداً" على وقع التصعيد، وأعلنت في بيان أوردته وكالة "فرانس برس" أنّ قواتها "رصدت إطلاق صواريخ من لبنان، ورصدت أيضاً رداً من المدفعية الإسرائيلية، والوضع خطير جداً"، وحثت "جميع الأطراف على وقف إطلاق النار".

وتعليقاً على هذه التطورات، عبّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن مباركتها ودعمها الكامل لقصف حزب الله لأهداف إسرائيلية.

وقالت حماس في بيان لها: إنها تبرق التحية للمقاومة في لبنان وهي "ترد على العدوان وتكسر المعادلات التي حاول الاحتلال فرضها، وتثبيت معادلة القصف بالقصف والبادئ أظلم".

داخلياً، علّق رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على التصعيد الأخير الذي تشهده المنطقة الحدودية بين جنوب لبنان وإسرائيل، جراء القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" اللبناني.

وقال جعجع، حسبما نقلت وكالة الأنباء الوطنية: "إنّ ما يجري في الجنوب هو خطير وخطير للغاية، خصوصاً على ضوء التوتر الكبير الناشئ في المنطقة، يكفي الشعب اللبناني عذاباً ومعاناة يومية ونضالاً مستمراً حتى يأتي اليوم من يلعب بالنار، التي إن هبت، لا سمح الله، فسوف تقضي على ما تبقى من شعب لبنان".

وعلّق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على التصعيد الحاصل في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان والقصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" اللبناني.

الأمم المتحدة تؤكد أنّ لبنان لا يتحمل أزمة أخرى، ودعت جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس

وقال بري في بيان: "لو كانت بيانات الإدانة وعبارات الشجب تردع الكيان الإسرائيلي ومستوياته الأمنية والسياسية والعسكرية، وتكبح جماح عدوانيتهم، لكانت فلسطين قد تحررت غداة أيام قليلة من احتلالها، وما كانت إسرائيل لتتجرأ على ارتكاب المجازر في قانا والمنصوري، وقبلهما في دير ياسين وبحر البقر، ولو أنّ الإدانة تجدي، لما فكر الكيان الإسرائيلي يوماً باستباحة سيادة لبنان واحتلال أجزاء واسعة من أرضه بسلسلة اجتياحات برية وجوية وبحرية، بدءاً من عام 78 وعام 82 وأعوام 93 و96 و2006".

وأضاف: "ما حصل بالأمس ويحصل اليوم من عدوان صهيوني على مناطق عدة في الجنوب يعبر عن طبيعة هذا الكيان القائم على العدوان، والذي لا يرتدع بلغة الإدانة، فهو لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة الوحدة والمقاومة... بهما حررنا الأرض، وبهما نحصن ونحمي لبنان".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية