التّكنولوجيا والإنترنت... 10 حالات قد لا ندرك أثرها في حياتنا اليوميّة

التّكنولوجيا والإنترنت... 10 حالات قد لا ندرك أثرها في حياتنا اليوميّة

التّكنولوجيا والإنترنت... 10 حالات قد لا ندرك أثرها في حياتنا اليوميّة


06/04/2023

بهاء حمادة

لقد أضفت التطورات التكنولوجية والإنترنت بلا شك طابعاً ممتعاً على حياتنا، وجلبت الكثير من الفوائد إلى أعمالنا. وبينما من المرجح أن نستمر في الاستفادة من هذه التطورات في المستقبل، هناك طرق عدة قد تكون خفيّة، أودت التكنولوجيا والإنترنت والاتصال من خلالها بحياتنا إلى الأسوأ. فلنلقِ نظرة على بعض العيوب التي برزت حتى الآن جرّاء التقدم في هذا مجال.

-أكثر عرضة للتمييز العنصري

أثبتت الأبحاث أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون متحيّزاً. يظهر التحيّز الخوارزمي عندما نترك غالباً آثاراً للتحيّز البشري أثناء إنشاء الذكاء الاصطناعي. يعرّض ذلك العديد من مستخدمي الإنترنت للتمييز. دمجت التكنولوجيا بطريقة ما خطاب الكراهية والعنصرية والتسلّط عبر الإنترنت. لسوء الحظ، غالباً ما يتحوّل كل هذا إلى عنف على أرض الواقع، إذ لا تستطيع شركات التكنولوجيا الكبرى وحدها اتخاذ إجراءات صارمة تجاه مثل هذه المشكلات. لذلك، لا يزال أثر التحيّز الخوارزمي مصدر قلق كبيراً يؤثر على العديد من مستخدمي الإنترنت. هناك الكثير من الجهود التي يتعيّن تنفيذها لمعالجة قضايا الظلم الاجتماعي عبر الإنترنت، والتصدّي للقمع الناجم عن الإنترنت، والذي نشهده أكثر في أوقات الحروب وعدم الاستقرار المدني والاضطرابات الأخرى.

- أقل أصالة

ينتشر التصوّر المثالي لأنفسنا عبر الإنترنت ومن خلال التكنولوجيا. لقد انتقل تركيزنا من الفكر إلى الجماليات، بخاصة في محيط المؤثرين الاجتماعيين. لقد تغيّرت المثاليات الثقافية التي يحتذيها الأفراد والمجتمع. لقد أصبحنا أكثر قلقاً بشأن حكم الآخرين علينا على حساب سعادتنا. قد يؤدي عدم كونك صادقاً مع ذاتك إلى القلق والاكتئاب والإحباط والإدمان والافتقار إلى المعنى الهادف في الحياة. في مجال الأعمال التجارية، أصبح المستهلكون أكثر ذكاءً في تحديد المحتوى غير الأصيل. وهنا تلعب العلامات التجارية دوراً في ضمان أن المحتوى التسويقي المؤثّر لا يُنظر إليه على أنه عام أو تجاري أو شخصي.

-كالآلة

قرّبت التكنولوجيا العالم بعضه من بعض، ولكنها وسّعت المسافة بين الناس. نتيجةً لذلك، أصبحنا متصلين بعضنا ببعض، ولكننا وحدنا. لقد أنشأت التكنولوجيا بطريقة ما حاجزاً بين الناس. تسبب وجود هذا "الجدار الرقمي" بفقدان بعض اللمسات البشرية في التفاعل بين الناس. يفضّل الكثير منّا اليوم تبادل الرسائل النصية أو التواصل عبر البريد الإلكتروني بدلاً من التحدّث على الهاتف أو عقد الاجتماعات الشخصية. يجلس الكثيرون معاً في الغرفة نفسها ورؤوسهم محنية تجاه أجهزتهم. عدّلت التكنولوجيا السلوك البشري من خلال خلق فجوة بين الناس والمساومة بمستقبل العلاقات الحميمة. إن تأثير هذا التحوّل على الأمومة والأبوة ونمو الأطفال خاصةً ينذر بالخطر. مع استبدال الموارد البشرية بالروبوتات والذكاء الاصطناعي بشكل متزايد، من المتوقّع توسّع أطر التفاعل بين الإنسان والآلة.

-عبيد لأجهزتنا 

تعد أجهزتنا والتطبيقات الموجودة عليها ضرورية للغاية، لدرجة أن المحادثات الشخصية أصبحت نادرة. تميل المحادثات الشخصية إلى أن تكون أكثر ثراءً وإقناعاً وواقعية. يخلق التواصل الشخصي تناغماً أكثر ويبني علاقات أمتن. تعد لغة الجسد ونبرة الصوت من اللبنات الأساسية للتفاعل الفعّال، إذ يمكن أن يضيع المعنى الحقيقي للكلام أثناء الاتصالات الافتراضية. تمثّل وسائل التواصل الاجتماعي وإدمان الأجهزة حقيقة واقعة. أصبح الابتعاد من أجهزتنا شبه مستحيل، وسيزداد صعوبة في السنوات المقبلة.

- مثقلون بالمعلومات

تشعر العلامات التجارية والمسوّقون والمؤثّرون الاجتماعيون بالضغط المتزايد لإنشاء المزيد من المحتوى الرقمي من أجل المنافسة والنجاح الأفضل. تشقّ كميات هائلة من المحتوى طريقها عبر الإنترنت، من الدراسات الأكاديمية إلى الأخبار والمواد التحريرية. ولا يؤدي ذلك إلى زيادة في المعلومات فحسب، بل أيضاً إلى التركيز على الكمية بدلاً من الجودة. ولكن بالنظر إلى الجانب المشرق من تفاقم حجم المحتوى وركامه، يسهم ذلك في الإلهام وتعزيز الابتكار. كلما ازداد عدد المبدعين والمحتوى، زادت المنافسة للحصول على حصة من الصوت الإعلامي، ما يخلق دافعاً لتعزيز مستوى الإبداع في المحتوى المنشور. ويساهم اليوم كتّاب الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء وتقنيات إنشاء المحتوى الأخرى مساهمةً كبيرة في تعزيز الإبداع.

- أكثر عرضةً للهجمات الإلكترونيّة

كشفت دراسة استقصائية حديثة أجرتها شركة أمنية مقرها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أن ما يقرب من 40% من الموظفين الذين يعملون من المنزل، يتبنون ممارسات أمنية إلكترونية ضعيفة، مقارنة بمن يعملون من المكتب. جعلنا العمل من بعد وتوافر التكنولوجيا في كل مكان عرضة للقراصنة، كأفراد وشركات وحتى حكومات. في العام الماضي، شهدت الحكومات زيادة تقارب 2000% في هجمات برامج الفدية على مستوى العالم، وعانى قطاع الرعاية الصحية زيادة بنسبة 800% في مثل هذه الهجمات.

-عديمو الضّمير في حصد البيانات 

تتعرض البيانات العامة والخاصة لخطر الانحدار إلى حالة من الفوضى اليائسة، بفضل التكنولوجيا التي تفشل في حماية البيانات الشخصية حمايةً سليمة. تكبّدت الشركات الأميركية زيادة بنسبة 400% في مدفوعات الفدية العام الماضي مقارنةً بالعام السابق. لا يدرك الكثير منا حجم البيانات التي نشاركها عن طيب خاطر ومقدار قيمتها. تقترب تقنية التتبع (cookies) من نهايتها في عام 2023. ومع قدوم تكنولوجيا Web3، ستتفاعل المواقع الإلكترونية مباشرة بعضها مع بعض ومع المستخدمين، ما يضعف قوة الوسطاء مثل Google و Facebook وسيطرتهم. من المتوقع أن يخلق ذلك بيئة غير مركزية على الإنترنت، حيث يحتفظ المستخدمون بحق السيطرة على بياناتهم ويتفاعلون مباشرةً بعضهم مع بعض.

- بحت تجاريّين

شهدنا على مدار السنوات القليلة الماضية تحوّلاً كبيراً من التسويق المؤثّر إلى "المبيعات المؤثّرة" في جميع المجالات. تعمل العلامات التجارية والمؤثرون الاجتماعيون ومنصات التواصل الاجتماعي على تحقيق الدخل بتزايد وبقوة، لجوءاً إلى مصادر جديدة مثل المحتوى الرقمي، الأمر الذي يعد منطقياً من الناحية التجارية وتطوير الأعمال. على سبيل المثال، دمجت "إنستغرام" في عام 2019 تكنولوجيا التسوّق في منصتها. من المتوقع أن نرى المزيد من التجارة الاجتماعية المدعومة بالتكنولوجيا، والتي تهدف إلى تحقيق الدخل عن طريق المحتوى الرقمي.

-عرضة للمضاعفات الصحيّة

إن انخفاض النشاط البدني والجلوس أو الوقوف بطريقة غير سليمة، وإجهاد العيون، قد تتسبّب في حدوث تعقيدات صحية مزمنة واضطرابات في النوم.

- أقل تعاطفاً مع الغير

من الواضح أن سلوكيات الفرد قد تأخد منحى وضيعاً بعض الشيء عبر الإنترنت، مقارنةً بطبيعة الاتصال وأخلاقياته على أرض الواقع. من السهل أن يكون المرء فظاً من خلف ستار الإنترنت، من دون إظهار التعاطف مع الغير. من المنطلق نفسه، لقد أصبحنا أيضاً أكثر اعتياداً على العنف عبر الإنترنت.

عن "النهار" العربي




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية