الجزائر: هكذا تفاعل الناشطون مع تصريحات الإخواني مقري.. ما علاقة قناة الجزيرة؟

الجزائر: هكذا تفاعل الناشطون مع تصريحات الإخواني مقري

الجزائر: هكذا تفاعل الناشطون مع تصريحات الإخواني مقري.. ما علاقة قناة الجزيرة؟


09/07/2023

أثارت تصريحات الوجه الإخواني الجزائري عبد الرزاق مقري لقناة "الجزيرة القطرية حالةً من اللغط العارم، وأبدى كوكبة من الناشطين معارضتهم لما أطلقه مقري، فما القصة؟

في مقابلة بثتها "الجزيرة" خاض مقري، (62) عاماً، في مختلف منعطفات الحركة الإسلامية بالجزائر منذ سبعينات القرن الماضي إلى مرحلة ما بعد عشرية العنف الدموي، وذهب مقري، الذي يشغل منصب الأمين العام لمنتدى كوالالمبور، إلى أنّ الحركة الإسلامية في الجزائر كانت الأقوى في الشارع والأكثر تأثيراً.

محمد خليفي: الجزيرة وعناصرها لهم هدف في توجيه الحوار ليخدم أجندة مستقبلية لتحقيق أهداف خارجية من منابع الخبراء في قطر وتركيا. في حين علّق أحمد ضرار: أي واحد تبرزه قناة الفتنة اعرفوا أنّه لا يصلح. ووافقه أنيس بوروينة: إخواني مع قناة إخوانية، ماذا تنتظرون؟

ولم يتردّد قائد حركة (السلم) الإخوانية بين عامي 2013 و2023 في مهاجمة جبهة الإنقاذ المحظورة، واعتبر أنّ منهج الحزب الإسلامي المتشدّد "فوّت على الجزائر فرصة التحوّل إلى واحة ديمقراطية شبيهة بتركيا وإندونيسيا وماليزيا".

وارتضى مقري الدفاع عن (السلم) وتبرير مشاركاتها في الحكومات الجزائرية المتعاقبة بـ "الرغبة في إنقاذ البلاد"، و"تحصين المشروع الإسلامي ضدّ الضياع"، على حدّ تعبيره.   

مغالطات

على نقيض "هالة التثمين" التي سعى أنصار الإخوان لإسباغها على تصريحات مقري، شدّد غالبية ناشطي شبكات التواصل على "المغالطات" التي سوّقها النائب البرلماني السابق.

في هذا الشأن، أبرز منصور العربي "وجود الكثير من الأغاليط"، وأوضح حمزة بن ساحة: "للتصحيح، الشيخ محمد الغزالي ـ رحمة الله عليه ـ ابتعد عن التنظيم الإخواني عام 1953، بل انتقد وحذّر من التنظيم الإخواني في كتابه: من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث".

من جانبه، أفاد سعيد طيفور: "أنصاف الحقائق دائماً حاضرة في حوارات قادة الحركات الإسلامية"، وانبرى وليد بريكي غاضباً: "شخص مراوغ، وكأنّه لم يكن في يوم ما شريكاً للنظام"، ولم يستوعب علي بيطام الحديث عن "صراع الإسلاميين مع الشيوعية والأمازيغية"، مبرزاً: "الأمازيغية مكوّن اجتماعي جزائري لا يمكن تجاهله أو معاداته".

أثارت تصريحات مقري لقناة (الجزيرة) القطرية  حالةً من اللغط العارم

من ناحيته، لم يستسغ عز الدين طبال "غمط مقري حقّ من سبقوه من رواد الحركة، هذا هو الكبر، غمط الناس وعدم ذكر من سبقوهم بالإيمان"، ولفت نبيل فودي إلى أنّ "مقري لم ينصف جمعية العلماء، وتجاهل الشيخ عبد الحميد بن باديس (1889ـ1940) رائد النهضة الحديثة في الجزائر".

المعنى ذاته كرّسه الناشط بوخاري دغمان بقوله: "يُقدّم السيد مقري الصحوة في الجزائر وكأنّها بدأت في سبعينات القرن الماضي مع الشيخ جاب الله، دون أيّ كلمة عن ميلاد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1931 التي كانت ثِمارُها في الساحة معروفة تاريخياً بتحرير البلد من الاستعمار والدعوة الإسلامية قبل وبعد الاستقلال".

ولاحظ د. محمد مكي: "استغربت كيف فات مقري أن يتحدث عن بعض الشخصيات التي كانت فاعلة في المشهد الدعوي بالجزائر، مثل الشيخ أحمد سحنون وعبد اللطيف سلطاني وغيرهما"، كما لم يهضم فتحي جيلالي "حصر مقري للحركة الإسلامية في الإخوان، وعدم تطرقه إلى جمعية المسلمين الجزائريين بتاتاً، وكأنّ الجمعية لا عمل ولا جهاد ولا تاريخ لها قبل الثورة وبعد الاستقلال، وكأنّها غير موجودة أصلاً، فكيف تنكّر لكل هذه الكينونة، وروّج فقط جانب الإخوان الذي أتانا أساساً من خارج الوطن؟".

دكاكين الدين والسياسة

في إحالة على "مبايعة مقري وأتباع (السلم) النظام البوتفليقي البائد"، رأى محمد عيسى أنّ "من يساير الفسدة ويجاري الظلمة ويطيل من خلال مشاركته السياسية أمد الحكم الأعرج المستند على أجندات أجنبية ومصلحية على حساب عموم الشعب، لا يمكنه أن يكون محل ثقة وتأييد"، وأيّده محمد محمدي: "متفق معك تماماً، هؤلاء مجرد تجار في دكاكين الدين والسياسة".

من جهته، رفض رشيد فتيح ما ورد على لسان مقري، واستنتج "كانوا مع إلغاء نتائج الانتخابات وضدّ إرادة الشعب من أجل البقاء وحدهم في الساحة، وانظروا إلى الحالة التي وصلت إليها حركتهم اليوم"، كما لاحظ مخلوف بن حامد أنّ "مقري لم يذكر حقائق تاريخية تضرّ بسمعة حزبه، ولا ترضي السلطة، وهذه سياسة (السلم) منذ نشأتها إلى يوم الناس هذا".

بدوره، سجّل سمير نصري أنّ كلام مقري يحيل إلى "حقيقة أحزاب إسلامية تقليدية شكلية ترفع مسمّى معارضة لم نجد لها واقعاً على الأرض، بل الكلّ يخدم أجندة حزبه والمقربين إليه"، واعتبر كريم بربارة أنّ "أصدق كلمة كانت لمقدّم البرنامج: أنشأتم الحركة، هو قرار للبقاء جيد".

وقال محمد خليفي: "الجزيرة وعناصرها لهم هدف في توجيه الحوار ليخدم أجندة مستقبلية لتحقيق أهداف خارجية من منابع الخبراء في قطر وتركيا"، بالتزامن، تساءل علي ربوح عن "سرّ إعمال المقصّ بهذه الطريقة الواضحة من طرف إدارة الجزيرة"، وقدّر أحمد ضرار: "أي واحد تبرزه قناة الفتنة (الجزيرة) اعرفوا أنّه لا يصلح"، ووافقه أنيس بوروينة: "إخواني مع قناة إخوانية، ماذا تنتظرون؟".

المسلمون والإخوان  

بلغة قوية، أكّد الناشط محمد كركور: "لولا جماعة الإخوان المسلمين، لكان جميع المسلمين إخواناً"، وكان الناشط عبد المالك غطوط مباشراً: "مقري والحزب الذي ينتمي إليه لا يُؤتمنون"، ورافع فؤاد جبابلية إلى أنّ "هذا الرجل هو امتداد للفكر الإخوانجي في الجزائر، ويريد إعادة إحياء منهج جبهة الإنقاذ المحظورة، وهو غنوشي صغير".

جانب من احتفالات الجزائريين بعيد الاستقلال

وصدحت الناشطة زينب زغرار: "لا توجد صحوة إسلامية يا هذا، الشعب الجزائري مسلم بالفطرة، يولد وهو مسلم، ويتربى على الإسلام، ويموت وهو مسلم، لا يحتاج إلى صحوة إسلامية، هذا المصطلح هو من أدخل الجزائر في دوّامة العشرية السوداء".

وفي تغريدة ثانية، استغرب محمد خليفي حديث مقري عن "الدعوة"، وكأنّ الجزائريين "كانوا شيئاً آخر"، ووظّف عبد الرحمن باري مثلاً جزائرياً راسخاً في توصيف "العبثية"، بقوله: "الريح في الشباك".

وفيما قدّر إسماعيل معزيز أنّ "مقري وغيره يلعبون أدوار المعارضة المزيّفة"، أكّد مختار قواسمية: "لو درسنا تاريخ الحركات الاسلامية، لوجدنا أنّها فشلت من حيث إدارة الحكم، وحالة الإخوان في مصر خير دليل، كما أثبت التاريخ أنّ هذه الحركات نجحت من خلال الدعوة والإصلاح، وهذا لا يعني أنّها تستطيع الحُكم، وحتى لو نجحت الحركة الإسلامية، فهي تبقى فاقدة لشرعية الحكم الإسلامي، لأنّها لن تستطيع إرضاء كل الشعب".

وطرح عبد اللطيف دهام تساؤلاً بشأن ماهية "مساهمة (السلم) في استقرار الجزائر" التي طرحها مقري، وعقّب دهام: "كأنّ استقرار البلد مرهون بهم، وهم يروّجون لشعار: إمّا نحن، وإمّا الطوفان!".

الناشطة زينب زغرار: الشعب الجزائري مسلم بالفطرة، يولد وهو مسلم، ويتربى على الإسلام، ويموت وهو مسلم، لا يحتاج إلى صحوة إسلامية، هذا المصطلح هو من أدخل الجزائر في دوّامة العشرية السوداء

وفي إحالة على حسابات مقري، وتكتيك أهمّ ذراع إخوانية في الجزائر لترشيح الرجل إلى انتخابات الرئاسة المزمعة في كانون الأول (ديسمبر) 2024، غرّد الناشطون يحيى يحياوي ورابح عاشور وفؤاد موزاري في إجماع: "العين على الرئاسيات"، على خلفية رغبة الإخوان تجاوز خيبات الراحل محفوظ نحناح، وعبد الله جاب الله وجهيد يونسي في الوصول إلى قصر الرئاسة. 

وكتب عامر الشريف: "هناك غبش كبير في تعاطي السلم مع أزمة التسعينات، هي بحاجة إلى توضيح الرؤية والتحلي بشجاعة الطرح"، بينما جزم عبد الحفيظ بدري: "مقري لم يكن في مستوى تطلعات الحزب، ما فعله فقط هو ترديد كلمات من سبقوه".

وركّز محمد محمدي على "تلبيس في نقطة أنّ الشعب الجزائري لم يكن يفرّق بين الحركات، وكانوا يظنون أنّ جبهة الإنقاذ تمثّل كل الاسلاميين، الأمر غير ذلك، بل كان الشعب يفرّق جيداً، والدليل أنّه انتخب حزباً معيّناً دون آخر داخل التيار الإسلامي".

كبريات المآخذ

يعتقد ناصر زبيري أنّ "السلم ومن لفّ لفّها كارت محروق"، وعلى الوتر ذاته أشار فارس جاوبي: "مقري يميل حيث تميل الريح"، وركّز أسامة دريسي على أنّ المسألة في عيون مقري وأتباع (السلم) تتلخّص في جملة "الكرسي والخلاص"، في المقابل، استفهم رشيد داودي: "ماذا أفاد هذا الحوار المجتمع؟".

نصر الدين آل حسيني خاطب مقري: "لماذا لم تتطرقوا لموضوع الاجتماع الذي عُقد تحت إشراف الشيخ الراحل أحمد سحنون بحضور كل قادة ورموز الحركة الإسلامية (بحر الثمانينات)، حيث تمّ "الاتفاق بالإجماع" على دخول الإسلاميين للمعترك السياسي تحت راية موحدة، وحزب إسلامي وحيد؟ إلا أنّه بمجرد انفضاض المجلس، انقلبت الأمور رأساً على عقب، ولعل هذه واحدة من كبريات المآخذ التي تؤخذ على حركتكم! فما هي الخلفيات الحقيقية التي كانت وراء تلك الممارسات؟".

واستطرد منصور العربي منتقداً: "عام 1988 لم يكن يسمع بكم أحد، كنتم مجرد مجموعة محدودة تنشط في الجامعة وتتنافس مع مثيلاتها على إدارة مصليات الجامعة، شعبياً لم يكن لكم أيّ وزن، وبعد 1988 كنتم ممّن عارضوا قيام حزب سياسي إسلامي، التاريخ نعرفه جيداً، فلا تزوّروا الحقائق".

وخمّن عبد الله آل راشدي أنّ "سبب عدم نجاح (السلم) هو اللعب بين زعاماتها، وهذه أكبر مشكلة في التيار الإخواني، وهنا نتأكد أنّ التحزّب يؤثر على الدعوة إلى الله، لأنّ ربط الإسلام بأشخاص وجماعات ليس من الصحيح تماماً"، ووجّه بلقاسم شرفاوي رسالة إلى (السلم): "لستم أهلاً للسياسة، والدين في منظوركم مصالح وكفى"، وردّد لزهر لوراد: "حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم وفي أعمالكم".

تحفظات "المقري"

في منشور مطوّل على (فيسبوك) تحفظّ محمد المقري على تصريحات ابن عمه عبد الرزاق مقري، مستغرباً: "قلتم إنّ الحزب الحاكم (جبهة التحرير) بعد الاستقلال كان ذا مرجعية أو قريباً من الأطروحة الإسلامية، وإنّ قياداته، وهي بالضرورة قيادات السلطة، قريبة من توجهكم، ثمّ بعد ذلك قلتم إنّكم عارضتم خيار الحزب الحاكم الذي هو الاشتراكية العلمانية! وعارضتم الميثاق الاشتراكي العلماني الذي فرضه هؤلاء القريبون من توجهكم!، ثمّ قلتم إنّ التاريخ أثبت صحة ما ذهب إليه شيخكم بمعارضته التوجه الاشتراكي الاقتصادي والثورة الزراعية، واستدللتم في ذلك بنكوص وتراجع النظام الحاكم عن ذلك الخيار!".

وعقّب: "أرى أنّ هذا الاستدلال غريب أن يخرج من مفكّر، حيث إنّ نكوص النظام عن خيار مان لا يعني عدم جدواه، بل قد يتراجع عنه، طالما أنّ هذا النظام (لا يعمل لمصلحة البلاد)، وهذا ما تعتقدونه وما فتئتم تذكرونه ليل نهار وتبثونه في أوساط الجماهير".

وعلى منوال الكثير من الخائضين في تاريخ الحركة الإخوانية العالمية والقُطرية المحلية، رجّح المقري أنّها "حركة مدعومة غربياً من أجل فرض النظام الاقتصادي الرأسمالي الإمبريالي، أو ما يسمّى باقتصاد السوق الذي يخدم مصالح الدول الاستعمارية ويتسبب في إفقار الشعوب وتجهيلها".

وأضاف المقري: "الحركة الإخوانية هدفها علمنة الدين الإسلامي، وهو ما أثبته التاريخ بشكل واضح، فالحركة الإخوانية في الجزائر عارضت ميثاق الجزائر الذي فيه الإسلام دين الدولة، وعارضت الدولة الثورية الوطنية التي كانت تعقد ملتقيات الفكر الإسلامي وتبني في كل قرية اشتراكية مسجداً، ولها وزارة للتعليم الديني الأصلي، وبعد القضاء عليها تحالفت مع حكم بوتفليقة، بل جعلت من أردوغان الأتاتوركي العلماني رمزاً ونموذجاً تدعو إلى تعميمه".

وانتهى المقري إلى اتهام مقري بـ "اعتماد المغالطة ولبس الحق بالباطل، وذلك بالخلط بين الاشتراكية الماركسية أو التروتسكية أو الماوية، وبين الاشتراكية الجزائرية التي معناها أنّ الدولة ترعى الدين الإسلامي والعروبة، وتراهما ركيزتين من ركائز الحكم، ومعناها اقتصادياً واجتماعياً أنّ الدولة تتحكّم في ثرواتها وتسيّرها وتقسّمها بالعدل بين مواطنيها، وتتدخل في السوق من أجل كبح جماح الجشع البشري، وتكفل العيش الكريم لمواطنيها، وهو ما نادت به الحركة الوطنية الجزائرية منذ عهد الأمير خالد إلى حزب الشعب ثم أدبيات وإيديولوجية وقرارات الثورة التحريرية المباركة".

مواضيع ذات صلة:

هل الإخوان مؤهلون للحُكم في الجزائر؟

كيف ردّ الجزائريون على مزاعم الإسلامي علي بن حاج؟

ناشطون: أكبر واجهة إخوانية في الجزائر ليست على ما يرام



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية