الحوثيون ينهبون أراضي المواطنين والدولة... ما الجديد؟

الحوثيون ينهبون أراضي المواطنين والدولة... ما الجديد؟

الحوثيون ينهبون أراضي المواطنين والدولة... ما الجديد؟


28/11/2022

 تصاعدت منذ مطلع العام الحالي 2022 عمليات استيلاء ميليشيات الحوثي الإرهابية على أراضٍ ومساحات شاسعة تابعة لمواطنين أو تتبع أيّ جهة حكومية، خصوصاً أراضي الأوقاف التي أصبحت عرضة للنهب والسلب.

وأورد موقع "يمن نيوز" الكثير من الأمثلة التي تؤكد أنّ عناصر الميليشيات ينهبون أراضي المواطنين في العاصمة صنعاء دون اكتراث بقوانين أو قضاء، معتمدين على قوة السلاح وتهديد المواطنين بالقتل والاعتقال.

الحوثيون ينهبون أراضي الأوقاف والمواطنين في العاصمة صنعاء دون اكتراث بقوانين أو قضاء.

الأهالي الذين سلبت أراضيهم لم يجدوا أيّ وسيلة للدفاع عن حقوقهم سوى إطلاق مناشدة لكافة وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والمدنية والإنسانية للوقوف معهم، ورفع الظلم عنهم وعن أسرهم الذي لحقهم من قبل متنفذين حوثيين استغلوا نفوذهم بدعم من الأجهزة الأمنية.

وبحسب مصدر في مصلحة أراضي وعقارات الدولة في صنعاء، فإنّها تتسلم الكثير من الشكاوى بنهب أراضٍ من قبل مشرفين وقيادات حوثية، دون أن يكون هناك أيّ رادع لإعادة الحق إلى أصحابه.

وقال المصدر: إنّ القيادات الحوثية المسيطرة على مصلحة أراضي وعقارات الدولة تدير عملية نهب أراضي المواطنين والدولة، وتقوم إدارة المصلحة بتوفير المعلومات حول المساحات التابعة للدولة القابلة للبسط أو المساحات التابعة للمواطنين داخل صنعاء وما جاورها، ويتم إصدار الكثير من الأوراق والوثائق المزورة من داخل المصلحة حول تلك الأراضي وملكيتها لقيادات حوثية متنفذة.

وأشار إلى أنّ ملفات الشكاوى الخاصة بالمواطنين لا تتم معاملتها أو حتى الالتفات إليها، بل تتم مماطلة المواطنين وأصحاب الحق في الوقت الذي يقوم فيه المتنفذون وبمساعدة قوات عسكرية وأمنية تابعة لهم بالبسط والبيع والتشييد داخل تلك المساحات.

القيادات الحوثية تسيطر على مصلحة أراضي وعقارات الدولة، وتدير عملية نهب الأراضي، ولا تلتفت إلى شكاوى المواطنين.

وهناك سباق محموم بين القيادات الحوثية لبسط اليد على أكبر قدر من الأراضي والمساحات التابعة للدولة والمواطنين، وقد بات ملف الأرضي أحد أهم الموارد والأساليب التي تنتهجها الميليشيات الحوثية للثراء الفاحش.

ولم تكتفِ القيادات الحوثية بأراضي صنعاء، بل تمددت عمليات البسط إلى محافظات أخرى، حيث تستهدف تلك القيادات المساحات ذات الموقع والقيمة المرتفعة لأجل نهبها، وادعاء ملكيتها، تمهيداً لبيعها وجني أموال طائلة.

وقد أثار سباق نهب الأراضي صراعاً عنيفاً بين القيادات الحوثية الباحثة عن الثراء، بعد أن أصبحت إيرادات الجبايات والإتاوات ضعيفة وقليلة ولا تكفي لتقاسمها.

تزايد حدة الصراعات الداخلية داخل الميليشيات الحوثية على نهب الأراضي أوقع عشرات القتلى والجرحى في حوادث مكررة شهدتها المناطق والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها، وكشفت حقيقة الثراء الفاحش في الكثير من القيادات الحوثية بعد سيطرتهم على السلطة في العام 2015.

وخلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي تم توثيق عدد من حالات الصراع المسلح بين قيادات حوثية للسيطرة على مساحات حكومية وخاصة، وتحولت تلك الصراعات إلى اشتباكات عنيفة أدت إلى مصرع العشرات من عناصرهم.

تزايد حدة الصراعات الداخلية داخل الميليشيات الحوثية على نهب الأراضي يوقع عشرات القتلى والجرحى في حوادث مكررة. 

بين تلك الصراعات ما شهدته مديرية أرحب شمالي صنعاء من مواجهات مسلحة وصفت بالعنيفة بين (2) من القيادات الحوثية للاستيلاء على أرض تتواجد فيها بئر ماء ستدر أموالاً طائلة، وأسفرت تلك المواجهات بين القياديين، فارس الحباري، ونبيه أبو نشطان، عن مصرع وإصابة أكثر من (10) مسلحين من الطرفين.

وفي محافظة عمران سقط عدد من القتلى والجرحى من مسلحي قياديين حوثيين ينتميان إلى "آل فرج" و"بيت النقيب" بقرية الدحضة عزلة مرهبة في مديرية ذيبين، إثر خلاف نشب بينهما على قطعة أرض زراعية بعد عودتهما من جبهات القتال.

ويتقاسم القياديان عبد المجيد الحوثي ومحمد علي الحوثي التحكم بأراضي الأوقاف وأراضي وعقارات الدولة في مناطق سيطرة الميليشيات، من خلال سيطرة الأول على وزارة الأوقاف والثاني على وزارة العدل -في الحكومة غير المعترف بها- وإنشاء ما تُسمّى بـ"المنظومة العدلية"؛ لشرعنة نهب أملاك الدولة والمواطنين.

واعترف رئيس "هيئة الأوقاف" الحوثية عبد المجيد الحوثي، التي أنشأتها الميليشيات، في مقابلة أجريت مؤخراً، أنّهم بصدد السيطرة على مليون و(200) ألف من أملاك الأوقاف التي أوقفها أصحابها مقابل الربع من الغلة وقت الحصاد، وتسعى الميليشيات لتأجيرها بأموال باهظة بشكل سنوي، وأغلبها أراضٍ زراعية تعتمد على مياه الأمطار والتي قد تحرم المستفيدين من هذه الأراضي بعد عجزهم عن دفع الإيجارات وخاصة في أوقات الشدة والقحط.

وامتد السطو الحوثي إلى مدينة إب ومديريات عديدة في محافظة الحديدة وبيت الفقيه والمراوعة وباجل والحالي والحوك والدريهمي والتحيتا وزبيد، بالإضافة إلى محافظات الجوف وعمران.

ومع استمرار عمليات الحوثيين في نهب الأراضي العامة والخاصة، خرج العشرات من المواطنين في مظاهرة احتجاجية أمام مبنى "هيئة الأوقاف" بخط الـ (30) غربي مدينة إب؛ للتنديد بالنهب المنظم للأراضي العامة وأملاك الأوقاف والمواطنين في المحافظة، والاعتداءات التي تطالها من قبل نافذين وقيادات في ميليشيات الحوثي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية