الدعم الإنساني الإماراتي للسودان وعرقلة الإخوان عمليات الإغاثة

الدعم الإنساني الإماراتي للسودان وعرقلة الإخوان عمليات الإغاثة

الدعم الإنساني الإماراتي للسودان وعرقلة الإخوان عمليات الإغاثة


24/12/2023

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس إرسال طائرة مساعدات إنسانية للّاجئين السودانيين الذين فروا من الحرب إلى دولة جنوب السودان.

ووفقاً لموقع (الإمارات اليوم)، فإنّ طائرة إماراتية تحمل نحو (100) طن من الإمدادات الغذائية وصلت جوبا عاصمة جنوب السودان الخميس 21 كانون الأول (ديسمبر)، وأكد سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية الإماراتي في تصريحات صحفية أنّه تم إرسال طائرة الإمدادات إلى جمهورية جنوب السودان من خلال برنامج الغذاء العالمي وتوزيعها على اللاجئين السودانيين.

وأضاف: يأتي ذلك في إطار توسيع مظلة المساعدات الإنسانية الإماراتية لتشمل عدداً من دول الجوار السوداني، للإسهام في تعزيز الاستجابة الإنسانية للمجتمعات المحلية المستضيفة للّاجئين، وتزويدها بسلة متكاملة من الإمدادات الغذائية الضرورية والمستلزمات والخدمات الطبية.

مساعدات لا تتوقف 

ومنذ بدء الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسهمت الإمارات في عمليات إجلاء مدنيين من جنسيات مختلفة من السودان، وأرسلت "نحو (2000) طن من الإمدادات الطبية والغذائية إلى السودانيين الذين ما يزالون في بلدهم، وأولئك الذين لجؤوا إلى تشاد هرباً من المعارك، كما تمكن مستشفى ميداني أنشأته الإمارات في تشاد من تقديم الخدمات الطبية والعلاجية والإسعافية لنحو (6) آلاف شخص منذ تأسيسه. 

 أسهمت الإمارات في عمليات إجلاء مدنيين من جنسيات مختلفة من السودان

وتبذل دولة الإمارات منذ اندلاع الحرب السودانية جهوداً مكثفة في تقديم المساعدات الإنسانية ومتابعة الوضع الإنساني ودعم اللاجئين السودانيين إلى دول الجوار،  فقد دشنت مع الشهور الأولى من الحرب جسراً جوياً مع جمهورية السودان وجمهورية تشاد في إطار مساعدة اللاجئين، خاصة الفئات الأكثر احتياجاً من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة، حيث قدمت أبو ظبي حتى الآن نحو (8810) أطنان من الإمدادات الغذائية والطبية عبر تسيير نحو (133) طائرة إمدادات، إضافة إلى سفينة حملت نحو (1000) طن من المستلزمات الإغاثية العاجلة، وإعادة تأهيل (3) مدارس، وحفر (3) آبار، وإقامة مستشفى ميداني في مدينة أمدجراس التشادية، أصبح شريان حياة بالغ الأهمية للمدنيين السودانيين والتشاديين على حد سواء. 

منذ البداية

وكانت أبو ظبي أول المبادرين بتنظيم جسر جوي إغاثي عقب اندلاع الحرب السودانية، فقد أرسلت بعد (3) أسابيع فقط من بدء الحرب (3) طائرات مساعدات لدعم الشعب السوداني، على متنها ما يتجاوز (115) طناً من المسلتزمات الطبية والغذائية، حطت اثنتان بمطار بورتسودان وتوجهت الثالثة بـ (15) طناً من المواد الغذائية إلى  تشاد المجاورة، حيث يعيش عشرات آلاف اللاجئين السودانيين. 

 

يقول مراقبون: إنّ معظم المساعدات التي وصلت إلى السودان عن طريق المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني، ويديرها عناصر من جماعة الإخوان، لم تبلغ مستحقيها، وشككوا في أنّها ربما تم استخدامها في غير أغراضها

 

وكان سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية، قد أشار حينها إلى أنّ إرسال هذه الإمدادات الطبية والإغاثية يأتي بتوجيهات قيادة الدولة وحرصها المتواصل على تقديم الدعم للأشقاء، وأنّ الجسر الجوي الإماراتي يأتي استمراراً لنهج الدولة الإنساني القائم على مد يد العون للدول في أوقات الحاجة، والمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي تواجه السودانيين نتيجة الأزمة الحالية.

ومنذ بداية الأزمة كانت الإمارات من أوائل الدول التي بادرت إلى إرسال مساعدات مباشرة للسودان في إطار حرصها المتواصل على تقديم الدعم للسودانيين، حيث قدّمت ما يزيد عن (240) طناً من الإمدادات والمساعدات الطبية والغذائية، فضلاً عن إجلاء (744) شخصاً من رعايا الدول الأجنبية والدبلوماسيين وعائلاتهم وعشرات الحالات الإنسانية ونقلهم من السودان إلى دولة الإمارات.

يدٌ سلفت

ويذكر السودانيون بامتنان وقوف الشعب والحكومة الإماراتية معهم كلما مرت بهم أوقات حرجة وتحديات كبيرة، كالسيول والفيضانات التي تكاد تكون متكررة كل عام، مروراً بحرب دارفور التي اندلعت عام 2003، ثم إبّان الإغلاق الكبير الناجم عن جائحة كورونا، حين أرسلت الإمارات ومؤسساتها الخيرية إلى الخرطوم (4) شحنات عبر جسر جوي محملة بالمعدات الصحية والطبية، والتي أسهمت في الحد من انتشار الوباء، بجانب  المواد الإغاثية المختلفة.

ويشار إلى أنّ المنظمات الإنسانية الإماراتية ظلت تقدم العون في جميع مناطق السودان، خصوصاً في مناطق غرب السودان (دارفور) وشرق البلاد، حيث تكفل المنظمات الخيرية الإماراتية آلاف الأيتام، كما نفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية مئات المشاريع الحيوية، مثل حفر الآبار لتوفير مياه الشرب في مناطق دارفور، ممّا أسهم في عمليات العودة الطوعية لآلاف النازحين الذين فروا من الحرب المشتعلة لأعوام في الإقليم. 

زمن الحرب... زمن المجاعة

ويقول مراقبون: إنّ معظم المساعدات التي وصلت إلى السودان عن طريق المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني، ويديرها عناصر من جماعة الإخوان المسلمين، لم تبلغ مستحقيها، وشككوا في أنّها ربما تم استخدامها في غير أغراضها، وأنّ آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية لم تصل إلى النازحين الذين يعانون نقصاً مريعاً في الغذاء والخدمات الطبية. 

وأضاف المراقبون: إنّ الطريقة المثلى هي توزيع المساعدات الإنسانية عن طريق برنامج الأغذية العالمي، فهو الأكثر كفاءة وحياداً وقدرة على إيصالها، ولو بشكل جزئي، إلى المستهدفين، خصوصاً الذين يعيشون في مناطق سيطرة الجيش، حيث لا تصلهم أيّ مواد إغاثية وطبية.  

 إلى ذلك، حذّر تقرير صادر عن الأمم المتحدة منتصف الشهر الجاري من أنّ المدنيين المحاصرين في مناطق النزاع في السودان قد يواجهون حالة أشبه بالمجاعة بحلول الصيف المقبل، بينما يعيش البعض في العاصمة التي مزقتها الحرب على وجبة يومية واحدة، ولفت التقرير إلى أنّه إذا لم تتحسن الظروف بحلول أيار (مايو)، فستبدأ عائلات كاملة في تجربة "كارثة إنسانية"، تتمثل في الدخول في شبه مجاعة، بعد أن استنفدت أصولها وجميع الخيارات المتاحة، واتهم التقرير طرفي الصراع بعرقلة وصول عمال الإغاثة إلى المتضررين. 

 

تبذل دولة الإمارات منذ اندلاع الحرب السودانية جهوداً مكثفة في تقديم المساعدات الإنسانية ومتابعة الوضع الإنساني ودعم اللاجئين السودانيين إلى دول الجوار

 

وكشف عن أنّ حوالي (30) مليون شخص، أي ما يقرب من ثلثي سكان السودان، يحتاجون إلى المساعدة العاجلة، وهو ضعف العدد قبل اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف نيسان (أبريل).

وقال إيدي رو، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي: إنّ "المزيد من الأشخاص في السودان يكافحون لأجل ضمان وجبة واحدة يومياً، وما لم تتغير الأمور، فهناك خطر حقيقي من أنّهم لن يتمكنوا حتى من القيام بذلك طويلاً".

ووفقاً لتصنيف برنامج "مراحل الأمن الغذائي المتكامل" التابع للأمم المتحدة، يحتاج حوالي (18) مليون شخص، يتمركز معظمهم في العاصمة الخرطوم؛ إلى مساعدات غذائية إنسانية عاجلة، حيث يواجه أكثر من نصفهم انعدام الأمن الغذائي.

مواضيع ذات صلة:

مُتكئاً على عصا الجيش السوداني ... قائد ميليشيات الإخوان ينفخ كير الحرب

صدام الجيش السوداني والإخوان السيناريو الأكثر ترجيحاً بعد سيطرة الدعم السريع على "ود مدني"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية