السعودية لا تُجيد العزف على أوتار الطائفية

السعودية لا تُجيد العزف على أوتار الطائفية

السعودية لا تُجيد العزف على أوتار الطائفية


15/04/2023

سمير داود حنوش

العزف على أوتار الطائفية والاختباء خلف سواترها والتخندق المذهبي هو ما يرسم صورة المشهد السياسي القادم في العراق، خصوصاً بعد اشتداد الصراع السياسي بين طرفي المشهد؛ الإطار التنسيقي برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، والأخير تؤكد مصادر سياسية أنه توجه إلى المملكة العربية السعودية للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإطلاعه على آخر المستجدات في الساحة السياسية بالعراق، وربما انتهاج سياسة التحريض الطائفي على حكومة بغداد، ورفض ولي العهد السعودي تلك المقابلة التي تحولت إلى رحلة لأداء مناسك العمرة.

خطوة الحلبوسي إلى المملكة العربية السعودية سبقتها زيارة إلى مصر قبل أيام التقى خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أثناء الإجازة التي منحها رئيس البرلمان العراقي لنفسه، والتي سيفتتح بعد انتهائها جلسة النواب يوم السبت الخامس عشر من أبريل الجاري دون إدراج قوانين الموازنة ضمن فقرات جدول الأعمال لمناقشة التفاصيل في اجتماع البرلمان المنعقد بداية الأسبوع القادم.

الرفض السعودي جاء لتأكيد الرغبة في فتح صفحة جديدة مع إيران ووجود رغبة سعودية بعدم تعكير مزاج تلك المباحثات أو زعزعة الأمن أو الاستقرار السياسي في العراق، مع استعداد المملكة لوضع جميع إمكاناتها لإنجاح حكومة السوداني، التي بدأت تنال الرضا العربي والإقليمي بعد أن كانت مقتصرة على الإيراني والتعاون معها حسب مصادر سياسية.

الأحداث الأخيرة وعمليات الفساد الممنهج التي جرت في الأنبار والكشف عن قيام شخصيات متنفذة ببيع أكثر من 68 ألف قطعة أرض بسندات وهمية، وتزوير في معاملات تقاعدية للحصول على رواتب تستقر في جيوب الفاسدين، فتحت الباب على مصراعيه أمام القضاء العراقي للبدء بإسقاط رؤوس كبيرة في المشهد السياسي وسوقهم خلف قضبان السجن، خصوصاً أن ما تم بيعه من مساحات شاسعة في الأنبار بسندات وهميه تقدر مساحته بـ20 في المئة من مساحة لبنان حسب ما تسرب.

الرفض السعودي يؤشر على عدم النيّة في الدخول بصراعات طائفية أو إقليمية بين السعودية وإيران في ظل تحسن العلاقات بين الطرفين، وعدم الرغبة في توتر يُشعل المنطقة صراعاً، خصوصاً أن ولي العهد السعودي، وعبر قنوات دبلوماسية، أوصل إلى الحلبوسي رسالة مفادها الانشغال بأمور إقليمية ودولية أهم من الدخول في متاهات التحريض الطائفي.

الطائرة الخاصة التي تنقل رئيس البرلمان في رحلات مكوكية بين الدول لتأزيم الموقف بعد أن شعر بوجود نيّة لإقالته من منصبه، ربما تزيد من التوتر الداخلي في المشهد السياسي خصوصاً وأن حكومة السوداني كشفت عن النيّة في فتح ملفات الفساد التي تجري، والاتفاق مع هيئات أممية متخصصة في مجال مكافحة الفساد قد تبدأ أعمالها من الأنبار التي لا يقل فيها حجم الفساد ضرراً عن سرقة القرن التي شغلت الرأي العام العراقي.

موقف حكيم لولي العهد السعودي في عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلد شقيق وجار له يُحسب للسياسة السعودية.

تأخير إقرار الموازنة من قبل رئيس البرلمان والمراهنة عليها واستعمالها كورقة ابتزاز لحكومة السوداني، ورغبة الأخير في إقرارها بالسرعة الممكنة، ربما تؤجج الصراع في الأيام القادمة، وتزيد من التأجيج رغبة بعض الأطراف في جعله صراعاً إقليمياً وهو ما يؤكد الفشل لمستقبلهم السياسي.

عن "العرب" اللندنية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية