السودان: هل ينذر التصعيد الأخير بين المدنيين والعسكريين بموجة صراع جديدة؟

السودان: هل ينذر التصعيد الأخير بين المدنيين والعسكريين بموجة صراع جديدة؟


24/10/2021

فرض الجيش السوداني أمس إجراءات أمنية مشددة، وعزز حراسة سجن كوبر في العاصمة الخرطوم الذي يحتجز فيه الرئيس المعزول عمر البشير.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأنّ القوات المسلحة وسعت دائرة إغلاق محيط القيادة ونشرت عدداً من الجنود.

وفي وقت سابق اليوم، اقتحمت مجموعة من المحتجين مقر وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا" قبل مؤتمر صحفي مقرر لوفد من "قوى إعلان الحرية والتغيير".

الجيش السوداني يفرض إجراءات أمنية مشددة، ويعزز حراسة سجن كوبر الذي يحتجز فيه الرئيس المعزول عمر البشير

وأكدت وسائل إعلام محلية أنّ نحو 150 من المشاركين في الاعتصام أمام القصر الجمهوري والمطالبين بحل الحكومة المدنية وتسليم السلطة إلى العسكريين اقتحموا مقر الوكالة قبل بدء المؤتمر الصحفي، وسط تصاعد التوتر في الموقع.

وحمّلت "قوى الحرية والتغيير" في بيان لها "مجموعات تتبع للفلول واعتصام القصر" المسؤولية عن اقتحام مقر الوكالة بغية منع المؤتمر، متعهدة بأنّ المؤتمر سيعقد "بعد الفراغ من بعض الترتيبات".

وكان من المفترض أن يشارك في مؤتمر "قوى الحرية والتغيير" كل من ياسر عرمان وصديق الصادق ومحمد ناجي الأصم وإبراهيم زريبه.  

مجموعة من المحتجين المطالبين بتسليم السلطة لحكومة عسكرية تقتحم مقر وكالة الأنباء السودانية الرسمية قبل مؤتمر صحفي لقوى الحرية والتغيير

من جهتها، نددت وزارة الإعلام بتلك التصرفات، مؤكدة في بيان اليوم أنّ "التحريض على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون من قبل فلول النظام السابق وآخرين يتزايد".

ودعت لوقف تلك التصرفات غير القانونية، وحثت الأجهزة الأمنية على القيام بدورها في حماية المقرات والمؤسسات الحكومية.

إلى ذلك، اعتبرت أنّ تلك الأحداث تُعد استهدافاً واضحاً من قبل بعض المجموعات التي تسعى لتعطيل عمل مؤسسات الدولة.

يذكر أنّ الخلافات بين القادة المدنيين والعسكريين الذين يتشاركون السلطة الانتقالية في البلاد منذ عزل البشير عام 2019، تصاعدت في أعقاب محاولة الانقلاب العسكري في أيلول (سبتمبر) الماضي.

وقد تحالف ائتلاف من مجموعات متمردة وأحزاب سياسية انشقت عن قوى الحرية والتغيير قبل أسابيع مع الجيش، الذي اتهم الأحزاب المدنية بسوء الإدارة واحتكار السلطة، ودعا إلى حل الحكومة التي يرأسها عبد الله حمدوك.

ونفذ اعتصاماً منذ الأسبوع الماضي، وما يزال في محيط القصر الرئاسي ومقر مجلس الوزراء في العاصمة.

لكن رداً على تلك التحركات، خرجت حشود ضخمة من المتظاهرين، تقدر بمئات الألوف، في مناطق متفرقة من الخرطوم ومدن أخرى يوم الخميس الماضي، في احتجاجات دعماً للحكومة المدنية، ورفضاً لحكم العسكر، وشارك عدد من الوزراء في هذه الاحتجاجات.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية