الشائعات سلاح الإخوان لتشويه الانتخابات الرئاسية المصرية... ما التفاصيل؟

الشائعات سلاح الإخوان لتشويه الانتخابات الرئاسية المصرية... ما التفاصيل؟

الشائعات سلاح الإخوان لتشويه الانتخابات الرئاسية المصرية... ما التفاصيل؟


12/10/2023

بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية المصرية، التي يجري التحضير لها في الوقت الراهن، كثّفت جماعة الإخوان مخططاتها لإثارة الفوضى من خلال الشائعات التي ركزت معظمها على محاولة النيل من نزاهة العملية الانتخابية وتشويه صورة المرشحين للرئاسة المصرية، وزعم تزوير النتائج أو حسمها مقدماً لصالح مرشح بعينه. 

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد حذّر مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الجاري من خطورة الشائعات، التي وصفها في كلمة له خلال مؤتمر (حكاية وطن... الرؤية والإنجاز) بأنّها "أبواق للكذب"، محذّراً المصريين من خطورة الانجرار وراءها أو تصديقها. 

وقال الرئيس المصري: إنّ آلة الشائعات "تقدح في كل عمل تقوم به الدولة المصرية"، وإنّها "تستهدف خلق حالة من عدم الثقة لدى المواطن المصري في نفسه وفي بلده، وتوقع أن "تزداد حدة تلك الشائعات خلال الانتخابات الرئاسية".

وبالتزامن مع تحذيرات الرئيس المصري، نفت وزارة الداخلية المصرية ادعاءات بتظاهرات في مدينة مرسى مطروح (أقصى شمال غربي مصر). 

وقالت في بيان نشر يوم الثلاثاء الموافق 3 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري: إنّ الأمر لا يعدو كونه مشاجرة وقعت بين بعض الشباب بمدينة مطروح؛ بسبب التنافس على التقاط صور شخصية مع شعراء ليبيين معروفين. مضيفة أنّ الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط مرتكبي الواقعة، بحسب صحيفة (الشرق الأوسط). 

حريق الإسماعيلية

كان لحادث حريق مديرية أمن الإسماعيلية الذي وقع في 2 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، النصيب الأكبر من شائعات الإخوان خلال الأسابيع الماضية، فقد أطلقت منصات وصفحات تتبع التنظيم، فضلاً عن منشورات لعناصره، العديد من المزاعم حول الحادث، لكنّ وزارة الداخلية فندت الحقائق كاملة حول الحادث. 

ووفق بيان الأمن المصري، تم تشكيل فريق من المحققين للتحقيق في الواقعة، وتم سؤال (33) مصاباً؛ (29) منهم بالمجمع الطبي بالإسماعيلية، و(4) بمستشفى هيئة قناة السويس، مؤكدة أنّها ما زالت تواصل التحقيقات.

كثّفت جماعة الإخوان مخططاتها لإثارة الفوضى من خلال الشائعات

وذكر البيان أيضاً أنّ اللواء محمود توفيق وزير الداخلية قد وجّه بتشكيل لجنة من الاستشاريين للوقوف على أسباب الحريق، فضلاً عن مراجعة السلامة الإنشائية للمبنى لاستعادة كفاءته في أقرب وقت.

تشويه الانتخابات

عقب ساعات من إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترشحه للانتخابات مطلع الشهر الجاري، بدأت الكتائب الإلكترونية للجماعة حملة مكثفة عبر مختلف منصاتها لمحاولة التشكيك في الانتخابات، وادعاء احتجاج المصريين على ترشح السيسي، بنشر مقاطع وفيديوهات قديمة. 

وتسعى الجماعة، وفق تقرير نشرته صحيفة "العرب اللندنية"، للتشكيك في شعبية الرئيس المصري، وتعمل على إظهار تزايد الرفض له في أوساط المصريين، ويقول متابعون: إنّ الهدف الأساسي للإخوان من هذه الحملات هو في واقع الأمر ضرب مصداقية الانتخابات المقبلة أمام الرأي العام المحلي والدولي.

وتداولت حسابات وصفحات تابعة للجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مظاهرات لمواطنين مصريين من منطقة الصعيد ضد السيسي، وعلّق أصحاب تلك الحسابات والصفحات بالقول: "هتافات الصعايدة ضد السيسي".

حذّر السيسي مطلع تشرين الأول الجاري من خطورة الشائعات، التي وصفها في كلمة له خلال مؤتمر (حكاية وطن...الرؤية والإنجاز) بأنّها أبواق للكذب، محذّراً المصريين من خطورة الانجرار وراءها أو تصديقها 

وحصد مقطع الفيديو مئات الآلاف من المشاهدات، وصدّق العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أنّ الفيديو لمظاهرات حديثة، ليتضح لاحقاً أنّ الفيديو في الحقيقة قديم، وقد نُشر قبل (10) أعوام، حيث إنّه يعود إلى العام 2013، خلال مظاهرة نظمتها جماعة الإخوان حينها للمطالبة بعودة محمد مرسي بعد إزاحته من الرئاسة.

ويأتي ظهور مثل هذه المقاطع، عقب تطرّق مواقع إخبارية مستقلة ـ استناداً إلى مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ـ إلى تحوّل تجمع مؤيد للرئيس المصري في مدينة مرسى مطروح، غرب البلاد قبل أيام، إلى تجمهر احتجاجي رفعت فيه هتافات تطالب بإسقاط النظام ومزقت لافتات وأُحرقت صور.

شائعة التارامادول

ضمن الشائعات التي حاولت الجماعة ترويجها على نطاق واسع، تحريف كلمة ألقاها الرئيس المصري خلال مؤتمر (حكاية وطن)، حول مخططات البعض لاستهداف الدولة وإثارة الفوضى. 

كان لحادث حريق مديرية أمن الإسماعيلية الذي وقع في 2 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، النصيب الأكبر من شائعات الإخوان

وخلال المؤتمر حذّر الرئيس المصري من سيناريو "انهيار الدولة"، قائلاً: "أنا كنت بكلم السادة أعضاء مجلس القضاء الأعلى الصبح، وقلت لهم تخيلوا أنا ممكن أهدّ مصر بـ (2) مليار جنيه، وهم استغربوا جداً، قلت لهم أدّي باكتة و(20) جنيهاً وشريط ترامادول لـ (100) ألف إنسان ظروفه صعبة، أنزله يعمل حالة".

غير أنّ جماعة الإخوان وأذرعها الإعلامية كانت متربصة لما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر، وعمدت إلى قصّ واجتزاء وتوظيف المقاطع المعنية في غير سياقها، ونشرها في حسابات تابعة بإضافة تعليقات مضللة، بحيث تحمل ما يقصده الرئيس المصري وجهاً آخر في غير معناه، وبدا ذلك واضحاً أثناء حديثه عن "الترامادول"، وفق ما ذكره موقع (السياق) الإخباري. 

عقب ساعات من إعلان السيسي ترشحه للانتخابات، بدأت الكتائب الإلكترونية للجماعة حملة مكثفة عبر مختلف منصاتها لمحاولة التشكيك في الانتخابات، وادعاء احتجاج المصريين على ترشح السيسي، بنشر مقاطع وفيديوهات قديمة

وروّجت الأذرع الإعلامية الإخوانية "كلمة السيسي" على أنّها تهديد منه، وأنّه سيحشد ويحرض "المخربين"، حال خروج مظاهرات ضده للإطاحة بنظامه، لكنّ واقع الكلمة كان غير ذلك، في حين لم تملك وسائل الإعلام المصرية من أمرها شيئاً سوى عدم بث هذه الكلمة للرئيس، والدفع نحو حذفها من منصات التواصل الاجتماعي، بدعوى "حقوق الملكية الفكرية".

ضمانات لنزاهة الانتخابات

من جانبها، تقدّم مصر من خلال الهيئة الوطنية للانتخابات (الجهة القضائية المشرفة على العملية الانتخابية) كافة الضمانات القانونية والدستورية لإجراء انتخابات نزيهة. 

ويقول الكاتب المصري محمد رفعت في مقال نشرته صحيفة "الدستور" المصرية: إنّ هجمة الشائعات ضد مصر لم تتوقف للحظة، محاولات مفضوحة ومعروفة مسبقاً لتشويه المشهد الانتخابي للانتخابات الرئاسية المصرية 2024، منظمات مشبوهة تتحرك ضد مصر، وبرلمانات حكومية تتطاول، وعملاء في الداخل والخارج يروجون الأكاذيب.

ويشير إلى أنّ الدولة المصرية من جانبها تقدّم كل الضمانات لإجراء تجربة ديمقراطية نزيهة تليق بمصر وبشعبها، وتتماشى مع التوجهات الديمقراطية التي اتخذتها طريقاً نحو مستقبل أفضل. 

ويضيف: "لدينا إشراف قضائي كامل وعلى أعلى مستوى من قضاة كبار، ودعم لوجستي غير مسبوق، وشفافية في كل الإجراءات، ودعوة مخلصة من رئيس الجمهورية للناخبين للمشاركة والتغيير، وتعليمات لكلّ الإدارات والجهات الحكومية بالحياد والشفافية."

مواضيع ذات صلة:

ما مصير خطاب الشعبوية الإسلاموي؟.. دراسة حديثة تجيب

جماعة الإخوان تسعى لتدشين تحالف سياسي جديد يعيدها إلى المشهد... ما التفاصيل؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية