الصراع يحتدم بين السراج والإخوان... من يقصي الآخر؟

الصراع يحتدم بين السراج والإخوان... من يقصي الآخر؟


12/09/2020

تصاعدت حدة الخلافات بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج وحلفائه من تنظيم الإخوان المسلمين على خلفية تعيين الإعلامي محمد عمر بعيو رئيساً للمؤسسة الليبية للإعلام، وتكليف الميليشياوي عماد الطرابلسي نائباً لرئيس جهاز مخابرات حكومة الوفاق.

ودعا عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق القيادي في الجماعة محمد عماري زايد، أول من أمس، رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج لعقد اجتماع عاجل لإعادة النظر في قرار تكليف محمد عمر بعيو رئيساً للمؤسسة الليبية للإعلام، وتبعاته على قطاع الإعلام والرأي العام، وفق ما أورده موقع ليبيا 24.

 

زايد: بعيو مارس التحريض والإرهاب الإعلامي والفكري وساند آلة القتل والتنكيل ضد الليبيين في كل مراحل نضالهم

وأوضح زايد، في بيان إعلامي نقله العديد من المواقع المحلية، أنه بعد التضحيات التي قدّمها من سمّاهم بـ"الأبطال" في حماية الدولة والذود عن العاصمة؛ وما تكبده سكانها من هدم لعمرانهم وضياع لممتلكاتهم، والكل صبر وصابر رافعين شعار إقامة دولة حقيقية تقيم العدل، ويقودها مصلحون، صدر قرار موقّع باسم المجلس الرئاسي بتكليف شخص قال إنه "مارس التحريض والإرهاب الإعلامي والفكري وساند آلة القتل والتنكيل ضد الليبيين في كلّ مراحل نضالهم، بمهام رئاسة واحد من أهم وأخطر المناصب، وهو قطاع الإعلام والصحافة، الذي أُعيدت هيكلته كذلك بقرار آخر بضمّ 16 مؤسسة إعلامية مختلفة تحت اسم المؤسسة الليبية للإعلام".

وأكد زايد أنّ صدور قرار التكليف جاء مخالفاً لآلية وطبيعة عمل المجلس خلال الأسابيع القليلة الماضية، التي شهدت عملاً تضامنياً بين أعضائه للخروج من الأزمات الراهنة التي تمرّ بها البلاد.

وتابع: "تكليف بعيو هو إساءة لليبيا وثورتها، ونرفض أن يعود للمشهد من كان بوقاً إبّان حكم الطاغية القذافي، ومن لهم تاريخ مُظلم في الفساد أياً كان نوعه، سواء بإفساد العقول، وذلك بالترويج لترهات النظام السابق، أو أيّ فساد غيره، وذلك ممّن كانوا أعضاء في حركة اللجان الثورية الإرهابية التي سامت الليبيين كلّ صنوف العذاب والقتل وتكميم الأفواه ومصادرة الرأي، فليبيا ولّادة، ولن تعجز عن إيجاد كفاءات وطنية نظيفة وقادرة على قيادة مؤسساتها وتؤمن إيماناً راسخاً بالحرّية، وليست من مخرجات المدرج الأخضر". 

الهنقاري: السراج يُعاني من اضطرابات نفسية ويجب الحجر عليه، وإنّ القرارات المقبلة ربما تكون أسوأ

واعتبر عماري زايد أنّ الإقصاء مرفوض، والعدل مطلوب، قائلاً: "سنظل ننادي بالإصلاح واختيار الخيرين من ذوي الكفاءة وممّن لم تتلطخ أيديهم بجرائم ضد شعبنا وبلدنا، وممّن لم يمارسوا الإرهاب الفكري الذي لا نستغرب أن يعيدوه لنا من جديد حين تربعهم على مؤسسة تتبعها كل وسائل الإعلام، في خطوة تبتعد بنا عن حرّية وسائل الإعلام والتعبير بحصر تبعيتها لجهة واحدة".

من جهته، أبدى القيادي الإخواني محمد الهنقاري اعتراضه على قرار السراج نفسه بتكليف بعيو.     

وأكد الهنقاري في مقابلة تلفزيونية أنّ "السراج يُعاني من اضطرابات نفسية، ويجب الحجر عليه، واتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة، وأنّ القرارات المقبلة ربما تكون أسوأ من هذا القرار"، على حدّ قوله.

وسبق هذا القرار تكليف القيادي الميليشياوي البارز عماد الطرابلسي ليكون نائباً لرئيس جهاز المخابرات الليبية، من قبل فائز السراج، ممّا أثار موجة اعتراضات تشير إلى احتدام الصراع بين الإخوان ورئيس ما يُعرف بحكومة الوفاق.

مطير ترفض قرار تعيين الطرابلسي نائباً لرئيس جهاز المخابرات، وتؤكد أنّ حكومة السراج أصبحت حكومة تدعم الإرهاب

وفي السياق، أعلنت عضو مجلس الدولة عن حزب العدالة والبناء ذراع تنظيم الإخوان المصنف في الكثير من الدول تنظيماً إرهابياً آمنة مطير، رفضها لقرار فايز السراج تعيين الميليشياوي عماد الطرابلسي نائباً لرئيس جهاز مخابرات حكومة الوفاق غير الدستورية.

واتهمت القيادية الإخوانية في تغريدة لها الطرابلسي المكلف بقرار السراج بخطف زوجها الدكتور محمد الحريزي، قائلة: "إنه كان يعيث في الأرض فساداً... للأسف حكومة السراج أصبحت حكومة تدعم الإرهاب فقط لا غير".

ويثير تعيين السراج للطرابلسي في هذا المنصب البارز الشكوك حول بسط السراج سيطرته على المناصب الأمنية الرفيعة في مواجهة نفوذ وزير داخليته فتحي باشاغا، بحسب محللين ونشطاء ليبيين، في حين يرى آخرون أنّ السراج يبعد الطرابلسي وباشاغا عن بعضهما بعضاً تجنباً للصدام.

وقد ورد اسم الطرابلسي في تقارير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، إبّان قيادته ما يُعرف بقوة العمليات الخاصة، حيث تورّط بتهريب الوقود عقب الاشتباكات التي جرت في مدينة صبراتة عام 2017.

وقد زاد ذلك من الشقاق بين الطرابلسي وباشاغا منذ 23 شباط (فبراير) الماضي، حيث أصدر وزير الداخلية في حكومة السراج فتحي باشاغا مذكرة توقيف بحق المدعو عبد الله الطرابلسي، شقيق عماد، بسبب اختلاسه 56 مليون دينار ليبي من ميزانية الأمن العام.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية