الليرة التركية تتجه نحو أطول سلسلة خسائر أسبوعية في 24 عاماً... كيف؟

تتسارع وتيرة انخفاض الليرة التركية بعد إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب إردوغان، في 28 أيار (مايو) الماضي، وأكدت وكالة (بلومبيرغ) أنّ الليرة تتجه إلى أطول سلسلة من الخسائر الأسبوعية في (24) عاماً، في وقت يحدّ الفريق الاقتصادي الجديد في تركيا من تدخله في سوق العملات.

ونقلت الوكالة أنّ قيمة العملة التركية انخفضت بنسبة إضافية بلغت 1% هذا الأسبوع، بعد انخفاض الأسبوع الماضي بنسبة 11%، وذلك بعد بداية انخفاضها، منذ أوائل آذار (مارس) الماضي، في أطول سلسلة من الخسائر منذ عام 1999.

تراجع معدل التضخم السنوي لتركيا إلى ما دون 40% في أيار للمرة الأولى منذ (16) شهراً

وفي الأشهر الـ (18) التي سبقت الانتخابات، استخدم البنك المركزي ما يقرب من (200) مليار دولار من الاحتياطيات في محاولة لتعزيز العملة، ومع ذلك ظل أحد أسوأ الأسواق أداء في الأسواق الناشئة. وقد عيّن أردوغان (2) من المصرفيين السابقين في وول ستريت؛ محمد شيمشك وحافظ غاي إركان، لإدارة الشؤون المالية للبلاد، ممّا يشير إلى تحول محتمل للحدّ من تدخل الدولة المكثف لصالح السماح للسوق بتحديد القيمة العادلة للعملة، وفق ما ذكرته (بلومبيرغ).

انتهت "المعجزة الاقتصادية" التركية التي كانت قائمة في أعوام الألفين خلال العقد الأول من حكم أردوغان

واشترى مستثمرون أجانب ما مجموعه (287) مليون دولار من السندات والأسهم التركية  الأسبوع الماضي، وهو أكبر تدفق منذ كانون الأول (ديسمبر)، حسبما أظهرت أحدث بيانات البنك المركزي.

وتراجع معدل التضخم السنوي لتركيا إلى ما دون 40% في أيار (مايو) للمرة الأولى منذ (16) شهراً، بعدما لامس 85% بالمائة. وانتهت "المعجزة الاقتصادية" التركية التي كانت قائمة في أعوام الألفين خلال العقد الأول من حكم أردوغان، فقد غادر المستثمرون الأجانب خوفاً من عدم الاستقرار ومن وضع اليد على مؤسسات كان يديرها في السابق تكنوقراط حياديون.

تخفيضات أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع التضخم أشعلت أزمة عملة في 2021، واستمرت الليرة في الانحدار منذ ذلك الحين

وفي وقت سابق، قال أردوغان: إنّه مصمم على خفض التضخم إلى خانة الآحاد في ظل سياسة "تضخم منخفض وسعر فائدة منخفض". واتبع أردوغان سياسات غير تقليدية لأعوام، بهدف تحويل عجز الحساب الجاري التركي إلى فائض، لكنّ تخفيضات أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع التضخم أشعلت أزمة عملة في 2021، واستمرت الليرة في الانحدار منذ ذلك الحين.