المجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة القاعدة والإخوان

المجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة القاعدة والإخوان

المجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة القاعدة والإخوان


07/08/2023

بعد فترة من الكمون والتواري عاود تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الظهور في مشهد الأحداث في اليمن، وذلك من خلال سلسلة من العمليات العنيفة والتحركات الميدانية في عدد من مناطق الحكومة المعترف بها دولياً، خاصة المناطق الجنوبية، ممّا دفع الكثير من المراقبين لربط نشاط القاعدة بميليشيات الحوثي الإرهابية وبتنظيم الإخوان المسلمين اللذين أطلقا سراح المئات من الإرهابيين، محاولين استغلالهم لتنفيذ أجندات غير وطنية تتعلق بالمجلس الانتقالي الجنوبي.

وقد واصلت القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي حملتها العسكرية ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في محافظة أبين، التي يتواجد فيها الكثير من العناصر الإرهابية؛ بسبب تساهل قوات تنظيم الإخوان المسلمين معهم فترة هيمنتهم على المدينة، والسماح لهم بممارسة نشاطاتهم وتنفيذ ضربات لأهداف متفق عليها بين الطرفين.    

وأعلنت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن أمس عن إطلاق حملة أمنية واسعة لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة، في مديرية مودية شرقي محافظة أبين، جنوبي البلاد.

وقال المركز الإعلامي لقوات الحزام الأمني في بيان نقله موقع (يمن نيوز): إنّ الحملة "تعمل على تعقب العناصر الإرهابية في الأودية والجبال وبعض المناطق النائية في مديرية مودية، مشيراً إلى أنّ الوحدات المشاركة في الحملة باشرت بالانتشار في المناطق التي كانت تتخفى فيها تلك العناصر.

وأضاف أنّ قوات الحزام الأمني تمركزت في مواقع مهمة بمدخل وادي عومران وبعض القرى، التي تشهد منذ نحو عام حملة أمنية لقوات مشتركة من الجيش وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي أطلق عليها (سهام الشرق).

الكثير من المراقبين يربطون نشاط القاعدة بميليشيات الحوثي الإرهابية وبتنظيم الإخوان اللذين أطلقا سراح المئات من الإرهابيين

من جهته، أعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الجنوبية محمد النقيب القبض على قيادي ميداني بارز في تنظيم القاعدة الإرهابي، وذلك خلال العملية الأمنية الواسعة التي أطلقت صباح أول من أمس في مديرية مودية.

وقال النقيب في تصريح صحفي أورده موقع (عدن تايم): إنّ الحملة الأمنية التي أطلق عليها (سيوف حوس) حققت منذ ساعاتها الأولى نجاحات وإنجازات كبيرة، كان أبرزها إلقاء القبض على القيادي الميداني بتنظيم القاعدة الإرهابي المكنى أبو القعقاع.

محمد النقيب: القبض على قيادي ميداني بارز في تنظيم القاعدة الإرهابي، كنيته أبو القعقاع، في مديرية مودية

وأضاف: إنّ هذه الحملة تأتي امتداداً لعملية (سهام الشرق)، واستكمالاً لأهدافها في فرض الأمن والاستقرار والقضاء الكامل على الإرهاب بمحافظة أبين.

الحملة التي تشارك فيها قوات من الحزام الأمني والأمن العام، ووحدات عسكرية من محور أبين، تستهدف المناطق النائية والسلاسل الجبلية التي تفر إليها العناصر الإرهابية وتتخذ منها مركزاً لتنفيذ عملياتها الإرهابية ضد الأمن والجيش الجنوبي.

وحول علاقة القاعدة بالإخوان المسلمين، ذكر مركز الإمارات للسياسات في تقرير له أنّ عودة تنظيم القاعدة تأتي في سياق التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، باعتبار أنّ تشكيل المجلس الرئاسي والتوافقات التي قام عليها جاءت على حساب حزب الإصلاح الإخواني، وعلى حساب شخصيات عسكرية وسياسية موالية أو صديقة لهم، وأنّ نشاط القاعدة وتحريك التنظيم ورقة يستخدمها الإخوان للانتقام، أو للضغط بهدف منع أيّ خسائر إضافية قد تصيبهم.

 واستشهد المركز على تعاون القاعدة والإخوان بهروب عناصر التنظيم من سجن سيئون، الواقع تحت سيطرة قوات موالية أو محسوبة على جماعة الإخوان نهاية العام الماضي. ولا يقتصر الأمر على الحوثيين والإخوان؛ فهناك أطراف إقليمية لا تريد وقف الصراع في اليمن أو خروج التحالف العربي من هذا البلد دون أضرار، كما هو الحال مع إيران التي يهمها أيضاً الالتفاف على أيّ التزامات قطعها حلفاؤها الحوثيون أو قطعتها معهم حول التهدئة في اليمن.

مركز الإمارات للسياسات: عودة تنظيم القاعدة تأتي في سياق التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن

هذا، وشهدت المناطق الوسطى في محافظة أبين تحشيدات لعناصر تابعة لتنظيم القاعدة عقب بدء الحملات العسكرية للقوات الجنوبية لتطهير المحافظة من الإرهاب، منذ نهاية العام الماضي حتى يومنا هذا.

ووفقاً لما نقله موقع (اليوم الثامن)، فإنّ تنظيم القاعدة يحصل على أموال كبيرة جداً من جهات محلية وأخرى دولية، وأنّه يشتري عبر شخصيات قبلية أطقماً وأسلحة تابعة لقوات إخوانية، وهو ما دفع الكثيرين لتحميل الجماعة مسؤولية عودة تنظيم القاعدة الإرهابي إلى المشهد بعد أعوام من الركود العملياتي.

القوات الجنوبية تواصل حملتها العسكرية ضد القاعدة في أبين

وعند الحديث عن علاقة القاعدة بالإخوان، لا بدّ من العودة إلى آب (أغسطس) من العام 2022، حيث تضمن إصدار نشرته مؤسسة (الملاحم) كلمة لأحد أمراء التنظيم الذي سمته بالقائد (أبو علي الحضرمي)، قال فيها: إنّ "سيطرة قوات المجلس الانتقالي على شبوة مقدمة لسيطرتها على مدن أخرى وضمها لسلطة المجلس الرئاسي المدعوم من التحالف".

وتضمنت كلمة القيادي هجوماً على التحالف العربي، وخصوصاً دولة الإمارات؛ بسبب انخراطها في مكافحة الإرهاب وحربها على تنظيم القاعدة، ودعمها لقوات الأحزمة الأمنية والنخب العسكرية التي تلعب دوراً بارزاً في قتال التنظيم، وقتال جماعة الحوثي.

واعتبر (أبو علي الحضرمي) آنذاك أنّ عزل محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو، المحسوب على حزب الإصلاح الاخواني، وتعيين المحافظ عوض بن الوزير العولقي محله، جزء من مخطط أوسع هدفه التمكين للتحالف العربي.

اليوم الثامن: تنظيم القاعدة يحصل على أموال كبيرة من جهات محلية ودولية، ويشتري عبر شخصيات قبلية أطقماً وأسلحة تابعة لقوات إخوانية

وأشار القيادي بالقاعدة إلى أنّ المخطط يهدف إلى إسقاط باقي المناطق التي يسيطر عليها حزب الإصلاح في جنوب البلاد (حضرموت، والمهرة، وأبين) في قبضة القوات الجنوبية، وتحجيم نفوذ الحزب داخل اليمن.

ودعا (الحضرمي) حزب الإصلاح للتحالف مع تنظيم القاعدة في اليمن، والتخلي عن نهجه ومشاركته في إطار مؤسسات الشرعية اليمنية، قائلاً: إنّ سياسة الحزب الحالية لن تكون في مصلحته، وإنّما مصلحته في التحالف مع القاعدة، وترك الحكومة والمؤسسات اليمنية الشرعية ليظهر الفراغ في السلطة.

هذا، وكان تنظيم القاعدة قد شن خلال الأيام الماضية هجمات عديدة على المناطق في أبين تتواجد فيها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، سقط فيها قتلى وجرحى، ممّا دفع المجلس لإعلان عملية عسكرية جديدة لتطهير أبين من عناصر القاعدة، ومن يساعدهم من تنظيم الإخوان المسلمين.

مواضيع ذات صلة:

الانتقالي الجنوبي يواجه خطط حزب الإصلاح الإخواني في اليمن.. ما الجديد؟

الانتقالي الجنوبي في مواجهة تنظيم القاعدة.. تفاصيل الوضع الميداني في اليمن


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية