المستشفى الميداني للسودانيين في تشاد... ترسيخ جديد لمبادئ الإخاء الإماراتية

مستشفى ميداني للسودانيين في تشاد... ترسيخ جديد لمبادئ الإخاء الإماراتية

المستشفى الميداني للسودانيين في تشاد... ترسيخ جديد لمبادئ الإخاء الإماراتية


01/08/2023

عززت دولة الإمارات مكانتها في صدارة الدول العاملة في مجال الدعم الخيري والإنساني، وقد سجلت حضوراً لافتاً على مدار العقود الماضية في مواقف الأزمات والكوارث، تجلت صورته الأبرز إبّان جائحة كورونا، ومن ثم دعم جميع الأشقاء ودول الجوار في أزمات متعاقبة، آخرها الدعم المتواصل للسودان في أزمته الأخيرة. 

وضمن حزمة الإجراءات التي تقدمها دولة الإمارات للسودانيين خلال الأزمة الراهنة، أعلنت أبو ظبي مطلع تموز (يوليو) الماضي تدشين مستشفى ميداني بمدينة   (أمدجراس) التشادية لدعم الأشقاء السودانيين في جمهورية تشاد.

وأعلنت وزارة الخارجية، في بيان لها، أنّ البدء بإنشاء هذا المستشفى الميداني كان بمساهمة من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الإمارت (وام).

وبلغ عدد من استقبلهم المستشفى الميداني منذ افتتاحه في 9 تموز (يوليو) الجاري  (2408) حالات طبية، وفق (البيان). 

دبلوماسية إنسانية

وتنتهج الإمارات استراتيجية طموحة لتطبيق أقصى درجات "دبلوماسية المساعدات" أو "الدبلوماسية الإنسانية"، كأحد أهم مبادئ وثيقة الـ (50) التي تم إقرارها عام 2020، والتي تشكل خارطة طريق للأعوام الـ (50) المقبلة في عمل الدولة. 

 الدور الإماراتي في تشاد والسودان ودول القارة يتسم بالمساهمات الإنسانية والدعم الإنمائي

وقد تضمنت الوثيقة المكونة من (10) مبادئ أساسية بنداً يؤكد أنّ "المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً"، وهذا البند يشكل أساساً في منظومة القيم في دولة الإمارات، وهي منظومة تكرّس الانفتاح والتسامح وترسخ العدالة، وفق بيانات رسمية.

دور تنموي ريادي 

من جهته، يقول الصحافي التشادي أبو بكر محمد عبد السلام: إنّ الدور الإماراتي في تشاد والسودان ودول القارة يتسم بالمساهمات الإنسانية والدعم الإنمائي، مثنياً على قرار إنشاء مستشفى ميداني لمعالجة اللاجئين السودانيين داخل تشاد باعتبارها ضرورة إنسانية مع استمرار الأزمة وتزايد عدد السودانيين الذين غادروا موطنهم إلى تشاد ودول أخرى. 

بلغ عدد من استقبلهم المستشفى الميداني منذ افتتاحه في 9 تموز الجاري (2408) حالات طبية

ويشير عبد السلام في تصريح لـ (حفريات) إلى الدعم المكثف من جانب الإمارات مؤخراً للسودانيين المتواجدين على الأراضي التشادية في الوقت الراهن، قائلاً: إنّ "أبوظبي أرسلت حزمة ضخمة من المساعدات الإنسانية والصحية على متن طائرات خاصة، وتواصل دعمها الإنساني بشكل مكثف"، واصفاً الدور الإماراتي في هذا الصدد بأنّه مميز ونموذجي. 

ويضيف عبد السلام لـ (حفريات) أنّ "العلاقات بين دولة الإمارات وتشاد تاريخية ومتجذرة، تقوم على سياسة الدعم الإنساني والتنموي"، مشيراً إلى تقديم الإمارات العديد من المساهمات في مجالات التنمية داخل تشاد، سواء على مستوى الجانب الخيري والإنساني، أو دعم منظومة التعليم، وتطويرها، وغيرهما من المجالات ذات الأهمية. 

وينوّه الصحافي التشادي بالدور الإماراتي أيضاً في دعم الخدمات الصحية داخل البلاد على نطاق واسع، خاصة فيما يتعلق ببناء المستشفيات وتوفير الأدوية، والمساهمة في تقديم رعاية طبية متميزة للجميع. 

تخفيف المعاناة

أشاد سودانيون بالجهود التي تقدمها دولة الإمارات لمواطنيهم، وعبّروا عن أهمية افتتاح المستشفى الميداني في تشاد لإنقاذ عشرات الآلاف، خاصة مع استمرار ظروف الحرب القاسية، ويقول محمد أيوب، وهو مواطن سوداني مقيم في أبو ظبي، لموقع (24): إنّ "المستشفى يعكس حرص الإمارات الدائم على تقديم الدعم الإنساني والإغاثي والطبي للشعب السوداني، خاصة في ظل الظروف الحالية التي أدت إلى نزوح الآلاف نحو تشاد"، مشيراً إلى أنّ المستشفى سيساهم في تخفيف المعاناة ودعم المحتاجين ممّن يعانون من ظروفاً إنسانية صعبة.

الصحافي التشادي أبو بكر محمد عبد السلام لـ (حفريات): الدور الإماراتي في تشاد والسودان ودول القارة يتسم بالمساهمات الإنسانية والدعم الإنمائي

ويضيف: "المستشفى الميداني سيكون بمثابة مدّ يد العون والمساندة والدعم الإنساني للمحتاجين، خاصة ممّن يعانون من أمراض وكبار السن والأطفال"، مشيداً بحرص قيادة الإمارات على أن تكون داعماً للشعب السوداني في هذه الظروف الإنسانية الحالية الصعبة.

وبحسب صحف إماراتية، تنطلق استراتيجية المساعدات الإماراتية للسودان وفق عدة مسارات لتوفير الدعم الكامل للشعب السوداني، سواء للاجئين أو النازحين إلى دول الجوار، وذلك من خلال إرسال طائرة تحمل إمدادات ومستلزمات غذائية لدعم اللاجئين السودانيين على الحدود التشادية السودانية، أو من خلال التعاون مع منظمة الصحة العالمية في إرسال (30) طناً من الإمدادات الطبية العاجلة من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي كأول شحنة دولية تهبط في السودان منذ بدء النزاع، بهدف توفير مستلزمات جراحات الطوارئ والعقاقير الأساسية.

دعم مستمر

من جهته، أكد السفير الإماراتي في تشاد سعيد الشامسي، خلال افتتاح المستشفى بصحبة مسؤولين تشاديين حرص بلاده على مواصلة دعم الأشقاء في السودان، وشدد على أنّ "افتتاح المستشفى يأتي في إطار الدعم الإنساني والإغاثي والطبي المقدم من الإمارات للأشقاء السودانيين المتأثرين بالأوضاع الصعبة التي تسبب بها الصراع في السودان".

 السفير الإماراتي في تشاد سعيد الشامسي

وأكد الدبلوماسي الإماراتي أنّ "إنشاء المستشفى يهدف إلى مدّ يد العون والمساندة والدعم الإنساني للحد من وطأة المعاناة التي يعيشها اللاجئون، وفي إطار الحرص الدائم على تقديم الخدمات الطبية الضرورية للمنكوبين والمتضررين، وخصوصاً للفئات الأكثر تأثراً من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء".

أبو ظبي أرسلت حزمة ضخمة من المساعدات الإنسانية والصحية على متن طائرات خاصة للاجئين السودانيين، وتواصل دعمها الإنساني بشكل مكثف

وأكد أنّ دولة الإمارات تراقب الأوضاع الإنسانية التي يمر بها الشعب السوداني وتأثيراتها على الدول المجاورة، وتسعى من خلال مؤسساتها الإنسانية إلى تقديم جميع أوجه الدعم للتخفيف من المعاناة الإنسانية، وتأمل أن يساهم المستشفى الميداني في تقديم أفضل الخدمات العلاجية للسودانيين.

وقد أكد مراراً رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أنّ بلاده ستظل رمزاً للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني.

وأكد أنّ دولة الإمارات "لن تدخر جهداً في الوفاء برسالتها الإنسانية، المنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية، والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات"، وهو ما يُطبق على أرض الواقع في السودان وفي دول الجوار.

مواضيع ذات صلة:

جهود إماراتية متواصلة لإغاثة اللاجئين السودانيين في تشاد ومساعدة المجتمع المحلي.. هذه أبرزها

أيادي الخير الإماراتية... هذا ما قدمته للسودانيين والتشاديين

لاجئون سودانيون ومواطنون تشاديون يشيدون بالجهود الإماراتية

الصفحة الرئيسية