"المونيتور": حتى مع صفقة الـ25 عاماً بين بكين وطهران..الإمارات تعزز مكانتها

"المونيتور": حتى مع صفقة الـ25 عاماً بين بكين وطهران..الإمارات تعزز مكانتها


22/10/2020

قبل أقل من أسبوعين، وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع وفد كبير إلى تنغتشونغ بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، بدعوة من نظيره وانغ يي. كانت هذه المحادثات، التي كانت على ما يبدو تضع اللمسات الأخيرة على الشراكة الإستراتيجية الصينية الإيرانية الشاملة التي استمرت 25 عاماً، مهمة لكلا البلدين.

 

قدمت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية تغطية حماسية لزيارة يانغ إلى الإمارات، والسعي لتمتين العلاقات، في حين كانت التغطية هادئة نسبياً فيما يتعلق بزيارة ظريف

 

ومع ذلك، بمجرد وصول ظريف إلى الصين في 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2020، وصل الدبلوماسي الصيني الكبير يانغ جيتشي إلى أبوظبي للقاء ولي عهدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بحسب ما يورد تحليل نشره موقع "المونيتور" الأمريكي.

يانغ، وزير خارجية سابق وسفير سابق لدى الولايات المتحدة، هو عضو في المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي ومدير لجنة الشؤون الخارجية باللجنة.

 وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف

توقيت هذه الخطوة يظهر مساعي بكين لموازنة علاقاتها مع إيران ومجلس التعاون الخليجي. لم يُترك مجال لأيّ سوء تفاهم بين بكين وشركائها العرب، حيث كان دبلوماسي صيني كبير يجتمع مع ولي عهد أبوظبي بشأن تعميق العلاقات بينهما، في أثناء وجود ظريف في الصين لمناقشة شراكة إستراتيجية طويلة الأمد مع وزير الخارجية الصيني. وبالفعل، تريد بكين تعميق شراكتها الإستراتيجية الشاملة مع الإمارات، ولديها مثل هذه العلاقة مع المملكة العربية السعودية.

اقرأ أيضاً: ابتسامات الصينيين والروس وعبوس ترامب ضارة بالإيرانيين

ويتساءل موقع "المونيتور": لكن إذا كانت الصين تحاول موازنة علاقاتها مع الدول العربية الرائدة إيران، فهل تعرض بكين على طهران أي شيء غير عادي؟

لا يزال الاتفاق الصيني الإيراني، الذي تم طرحه لأول مرة خلال زيارة الرئيس شي جين بينغ لطهران في عام 2016، قيد المناقشة في عام 2020، ولم يتم الكشف عن التفاصيل الدقيقة علناً.

 

"المونيتور": بسبب العقوبات الأمريكية أصبحت الصين الآن أكثر اعتماداً على دول مجلس التعاون الخليجي في إمدادات الطاقة

 

ومع ذلك، ووفقاً لمسودة تم تسريبها إلى الصحافة الإيرانية قبل بضعة أشهر، فإنّ الشراكة الإستراتيجية التي تبلغ مدتها 25 عاماً ستجلب استثمارات غير متوقعة تصل إلى 400 مليار دولار في مختلف القطاعات الإيرانية مقابل توفير مستمر للطاقة للصين للمدة الزمنية نفسها.

وتسريعاً لعملية إنهاء المفاوضات، كان الجانب الإيراني أكثر نشاطاً منذ أن تمت الموافقة على المسودة في جلسة لمجلس الوزراء الإيراني في 21 حزيران (يونيو) 2020، وينظر إلى زيارة ظريف للصين على أنها استمرار لهذه الجهود.

الدبلوماسي الصيني الكبير يانغ جيتشي

قال أحد مساعدي ظريف للإعلام قبيل مغادرة ظريف إلى الصين: "نأمل أن تكون زيارة السيد ظريف للصين خطوة كبيرة نحو إضفاء الطابع المؤسسي على وثيقة التعاون التي تبلغ مدتها 25 عاماً بين البلدين، والتي ستكون أساساً جيداً لتعزيز العلاقات الاقتصادية".

كيف غطّى الإعلام الصيني زيارة ظريف؟

ومع ذلك، بعد لقاء نظيره الإيراني، أكد وزير الخارجية الصيني دعم بكين لطهران، والتزام الصين بالاتفاق النووي لعام 2015، من دون أي إعلان صيني عن اتفاق الشراكة الإستراتيجية مع إيران.

اقرأ أيضاً: هل ستنقذ الصين النظام السوري اقتصادياً؟

في الوقت نفسه، قدمت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية تغطية حماسية لزيارة يانغ إلى الإمارات العربية المتحدة، والسعي لتمتين العلاقات، في حين كانت التغطية هادئة نسبياً فيما يتعلق بزيارة ظريف. كان تركيز بيان الحكومة الصينية الرسمي على الاتفاق النووي لعام 2015، وكان تركيز وسائل الإعلام الصينية الأخرى على الأمر نفسه.

وتستدرك "المونيتور": يبدو أنّ الصين في المراحل الأخيرة من دراسة الخطة. بمجرد الإعلان رسمياً عن صفقة الشراكة الإستراتيجية الصينية الإيرانية، من المحتمل أن تكون نقطة تحول رئيسية؛ كما يمكن أن يكون لها تأثير بعيد المدى على الغرب وأماكن أخرى.

اقرأ أيضاً: إيران إذ تهرب من العقوبات الأمريكية فتقع رهينة التنين الصيني

بعد أيام قليلة من زيارة ظريف للصين، ألمح الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى أن طهران تعطي الأولوية لتعزيز العلاقات مع الصين وجيران إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي في جميع المجالات، بما في ذلك الطاقة والتكنولوجيا.

وتقول "المونيتور": لكن لا يوجد شيء حتى الآن على الورق. من المحتمل ألا ترغب الصين في الالتزام علناً لأنها لا تريد التورط في التوترات السياسية الإقليمية وتفضل أن تظل متفرجاً محايداً. وتتمتع بكين بعلاقات تجارية طويلة ومستقرة مع دول الخليج الغنية بالنفط، ولا تمثل التجارة هناك العقبات المحتملة التي قد تنطوي عليها التجارة مع إيران.

الصين ومراعاة العقوبات الأمريكية

مع مراعاة بكين العقوبات الأمريكية، خفضت الصين وارداتها النفطية من إيران، وانخفضت التجارة الثنائية بمقدار الثلث العام الماضي و62٪ هذا العام. في المقابل، ارتفعت الواردات الصينية بنسبة 11٪ مع دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام، على الرغم من جائحة فيروس كورونا. وتضيف "المونيتور" بأنه بسبب العقوبات الأمريكية، أصبحت الصين الآن أكثر اعتماداً على دول مجلس التعاون الخليجي في إمدادات الطاقة.

وفيما يتعلق بالرياض وأبو ظبي، فقد رفعت بكين بالفعل علاقاتها بهما إلى مستوى أنه حتى لو تم إبرام الصفقة الإيرانية لمدة 25 عاماً، فإنها لن تخلّ بتوازن القوى في المنطقة. ويضيف موقع "المونيتور" الأمريكي بأنّ العديد من البنود الواردة في مسودة الاتفاق الصيني الإيراني المسربة تشبه البنود الواردة في الكتاب الأبيض الصيني حول العلاقات الصينية العربية.

اقرأ أيضاً: بعد أن تجاهله الغرب: هل يتّجه أردوغان نحو الصين؟

ويؤكد الموقع الأمريكي بأنه بوجود مثل هذه الاتفاقيات الشاملة مع الإمارات وكذلك السعودية، والتي تشير إلى التعاون في مجال البنية التحتية والطاقة والاستثمار التجاري والفضاء والتكنولوجيا النووية والزراعة وحتى التعاون العسكري، فقد لا تقدم الصين لإيران أي شيء مختلف.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية