الهدنة اليمنية تضاعف عمليات تجنيد الحوثيين للأطفال.. ما الجديد؟

قالت منظمة حقوقية: إنّ ميليشيات الحوثي الإرهابية تحتجز نحو (400) طفل في معسكرها في مدينة الصالح في محافظة تعز، وتتهيأ لنقلهم إلى محافظة ذمار.

وكشفت منظمة "ميون" الحقوقية، بعد جهد بذلته لتتبع مصير طفل اختطفته الميليشيات من مديرية الحشاء التابعة لمحافظة الضالع، أنّ الميليشيات حشدت الأطفال بعد تقديم وعود لهم، ولعائلاتهم، وإغرائهم بالأموال والسلاح والمساعدات الغذائية، ويجري إعدادهم لنقلهم إلى معسكر تابع لما يُسمّى المنطقة العسكرية الرابعة في محافظة ذمار.

ميليشيات الحوثي الإرهابية تحتجز نحو (400) طفل في معسكرها في مدينة الصالح في محافظة تعز، وتتهيأ لنقلهم إلى محافظة ذمار

وقد استمرت ميليشيات الحوثي بالحشد والتعبئة، بما في ذلك تجنيد الأطفال، برغم الهدنة المعلنة برعاية الأمم المتحدة منذ مطلع نيسان (أبريل) الماضي؛ وذلك ضمن خروقها المتعددة التي ارتكبتها في مختلف المحافظات وجبهات القتال.

من جهته، قال المركز الأمريكي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، في معرض حديثه عن أحداث مؤسفة راح ضحيتها عدد من الأطفال اليمنيين ممّن جندتهم الميليشيات الموالية لإيران، قال: "إنّ الحوثيين يستدرجون الأطفال بإغرائهم بالمال واعتماد رواتب شهرية، وهو ما يمثل دافعاً لترك الأطفال مقاعد الدراسة أو هجر أسرهم، موثقة (106) حالات تجنيد أطفال من قبل الميليشيات."

وقد اتهمت عدداً من القيادات الحوثية بالوقوف وراء جهود تجنيد الأطفال؛ منهم: محافظ محافظة مأرب المعيّن من قبل الميليشيات مبارك المشن الزايدي، ووزير دفاع حكومة الانقلاب الحوثي غير المعترف بها محمد العاطفي.

وأواخر آب (أغسطس) الماضي أعلن المركز الأمريكي في تقرير له عن انتهاكات حقوق الإنسان في محافظة حجة، شمال غربي العاصمة صنعاء؛ وأنّ ميليشيات الحوثي جندت قرابة (6) آلاف طفل دون سن الـ (15)، وأنّ (674) طفلاً منهم قُتِلوا في المعارك.

المركز الأمريكي للعدالة: ميليشيات الحوثي جندت قرابة (6) آلاف طفل دون سن الـ (15)، وإنّ (674) طفلاً منهم قُتِلوا في المعارك

ووفقاً للحكومة اليمنية، فإنّ ميليشيات الحوثي جندت أكثر من (40) ألف طفل منذ انقلابها على الشرعية في 21 أيلول (سبتمبر) 2014 حتى عام 2022.

وفي منتصف يونيو (حزيران) الماضي اعترف قياديان حوثيان لوكالة "أسوشيتد برس" بتجنيد الميليشيات مئات الأطفال، بعضهم بعمر أقل من (10) أعوام، على مدار الفترة الماضية من عمر الهدنة، وأنّه تم نشرهم على خطوط القتال، وجادل القياديان مراسل الوكالة بأنّ الصبية من عمر (10 أو 12) عاماً "يُعدّون رجالاً يدافعون عن الأمّة"، وفق تعبيرهما.

وكانت اليونيسف قد تحدثت مطلع الشهر الماضي عن مقتل وإصابة أكثر من (113) طفلاً خلال (4) أشهر من الهدنة الأممية، نتيجة خرق الميليشيات الحوثية الموالية لإيران للهدنة الأممية، إلا أنّ هذا الإعلان تعرّض لنقد وتفنيد من منظمات حقوقية محلية وناشطين، فقد أوضحوا أنّ أعداد الضحايا الأطفال بسبب خروق الحوثيين للهدنة تفوق ذلك الرقم بكثير.

واستغلت ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً الهدنة الأممية في تجنيد آلاف الأطفال ودفعهم إلى معسكرات التدريب في محافظات تعز وإب وذمار وصنعاء وصعدة وعمران والمحويت والجوف ومأرب والبيضاء، لاستخدامهم في سد النقص القتالي بين صفوفها.