انقلاب عسكري يطيح بنظام قائم منذ (56) عاماً... ماذا يحدث في الغابون؟

انقلاب عسكري يطيح بنظام قائم منذ (56) عاماً... ماذا يحدث في الغابون؟

انقلاب عسكري يطيح بنظام قائم منذ (56) عاماً... ماذا يحدث في الغابون؟


30/08/2023

أعلن ضباط كبار في الجيش الغابوني استيلاءهم على السلطة، عقب إعلان لجنة الانتخابات فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة.

وأعلن العسكريون في بيان متلفز من القصر الرئاسي صباح اليوم على قناة (غابون 2) إلغاء الانتخابات، وحلّ مؤسسات الدولة، وإغلاق حدود البلاد حتى إشعار آخر.

وقالت المجموعة التي تضم أكثر من (10) ضباط: "نحن قوات الدفاع والأمن المجتمعة ضمن لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات، قررنا باسم الشعب الغابوني الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم".

ضباط كبار في الجيش الغابوني يعلنون استيلاءهم على السلطة، عقب إعلان لجنة الانتخابات فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة.

وأضافوا أنّه "لهذه الغاية ألغيت الانتخابات العامة التي جرت في 26 آب (أغسطس) 2023 فضلاً عن نتائجها".

وقرأ البيان ضابط برتبة عقيد، ووقفت خلفه مجموعة من الضباط بينهم عناصر من الحرس الجمهوري المكلف بحماية الرئاسة، فضلاً عن عناصر من الجيش والشرطة.

وانتقد الضباط إدارة الرئيس بونغو والأساليب "التي قد تدفع بالبلاد إلى الفوضى"، ورأوا أنّ تنظيم الانتخابات "لم يحترم شروط اقتراع يتمتع بالشفافية والمصداقية ويشمل الجميع، كما كان يأمل الشعب الغابوني".

المجموعة التي أعلنت الانقلاب تضم ضباطاً من الحرس الجمهوري المكلف بحماية الرئاسة وعناصر من الجيش والشرطة.

وشملت المؤسسات التي أُعلن عن حلها: الحكومة ومجلس الشيوخ والجمعية الوطنية والمحكمة الدستورية ولجنة الانتخابات.

ووفق وكالة (رويترز)، فقد سُمع إطلاق نار من أسلحة آلية في العاصمة ليبرفيل، دون معرفة من يقف وراءها.

هذا، وأكدت الوكالة عودة خدمة (الإنترنت) في الغابون، بعد ساعات من إعلان العسكريين استيلاءهم على السلطة.

ومع عودة (الإنترنت) نُشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الغابون مشاهد لمظاهرات متفرقة مؤيدة للانقلاب العسكري.

صور ومقاطع فيديو تمّ تداولها عبر السوشيال ميديا لقوات من الجيش في شوارع العاصمة ليبرفيل، واحتشاد المتظاهرين حولهم مرددين هتافات تؤيد خطوة الضباط.

وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو انتشار قوات من الجيش في شوارع العاصمة ليبرفيل، واحتشاد المتظاهرين حولهم مرددين هتافات تؤيد خطوة الضباط.

وقد تصاعد التوتر في الغابون جراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي أجريت السبت الماضي في غياب مراقبين دوليين.

وسعى بونغو من خلال هذه الانتخابات لتمديد حكم عائلته المستمر منذ (56) عاماً، حيث حكم علي بونغو الغابون طيلة (14) عاماً خلفاً لوالده عمر بونغو الذي تولى السلطة قرابة (42) عاماً، بينما عملت المعارضة على إحداث تغيير في هذه الدولة الفقيرة، رغم ثرواتها الكبيرة من النفط والماس واليورانيوم والذهب والكاكاو.

وفي أول ردّ فعل من الخارج، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: إنّ وزراء دفاع دول التكتل سيناقشون الموقف في الغابون، واصفاً ما يحدث في غرب أفريقيا بأنّه مشكلة كبيرة لأوروبا.

الاتحاد الأوروبي: وزراء دفاع دول التكتل سيناقشون الموقف في الغابون، وما يحدث في غرب أفريقيا مشكلة كبيرة لأوروبا.

وأضاف في كلمة خلال اجتماع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في طليطلة بإسبانيا: "إذا تأكد ذلك، فسيكون انقلاباً عسكرياً آخر يزيد من الاضطرابات في المنطقة بأكملها".

من جهة أخرى، قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن في كلمة أمام مؤتمر للسفراء الفرنسيين: إنّ باريس تتابع الوضع في الغابون عن كثب.

وفي روما، قالت الخارجية الإيطالية: إنّها تراقب التطورات في الغابون، ودعت مواطنيها هناك إلى توخي الحذر.

في الوقت نفسه، نقلت وكالة (تاس) للأنباء عن السفارة الروسية في الغابون أنّ الوضع هادئ في ليبرفيل، ولا يوجد تهديد للسفارة.

من ناحية أخرى، أعلنت شركة التعدين الفرنسية (إراميت) تعليق عملياتها في الغابون عقب تطورات الساعات الماضية.

وتملك (إراميت) وحدة كوميلوج لإنتاج المنغنيز في الغابون، وتوظّف نحو (8) آلاف عامل في البلاد، وقد انخفضت أسهم الشركة بنحو 5% عقب قرار تعليق العمليات.

يُذكر أنّ الغابون عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وتُعدّ من الدول الغنية بالنفط والغاز.

وإذا نجح هذا الانقلاب، فسيكون الثامن في غرب ووسط أفريقيا منذ عام 2020، وسبقه بنحو شهر الانقلاب العسكري في النيجر الذي أطاح بالرئيس محمد بوهاري، ممّا شكل أزمة كبيرة لدى أوروبا، خاصة فرنسا وأمريكا، التي تعتبر تلك البلاد امتداداً لنفوذها في القارة السمراء. 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية