بؤر الإرهاب الرئيسية وأثرها على النشاط الإرهابي في عام 2024

بؤر الإرهاب الرئيسية وأثرها على النشاط الإرهابي في عام 2024

بؤر الإرهاب الرئيسية وأثرها على النشاط الإرهابي في عام 2024


30/12/2023

تحقق نجاح في مواجهة الإرهاب دولياً على صعيد تحرير مناطق واسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها تنظيمات مثل داعش في العراق وسورية، لكنّ انتقال الإرهابيين إلى مناطق أخرى أسهم في تغيير خارطة تلك النشاطات إلى بؤر رئيسية، وخلق مسارح جديدة يعمل فيها الإرهابيون بازدياد ملحوظ، وهو ما يمكن أن يؤثر على مستقبل النشاط الإرهابي خلال العام الجديد 2024.

مؤشرات الإرهاب عام 2023

من خلال المؤشرات التي رصدت النشاط الإرهابي خلال عام 2023 تبين أنّ هناك معطيات من ناحية الاستراتيجيات والتكتيكات التي أثّرت على مجريات الأحداث بشكل كبير، ومنها: أنّ هناك تراجعاً كبيراً حدث العام الماضي، خاصة في عدد الضحايا الذين قلّ عددهم في دول الشرق الأوسط، وازداد في غرب أفريقيا، وأنّ هناك حوالي 95% من ضحايا العمليات الإرهابية سقطوا في الدول التي تشهد صراعات وحروب، وكانت قائمة الدول التي انتشر فيها الإرهاب هي الدول نفسها في الأعوام الـ (5) الماضية، وفق المؤشر العالمي للإرهاب.

وأثبت العديد من التنظيمات الإرهابية قدرة على الاستدامة ومقاومة الضغوط الداخلية والخارجية، مثل (تنظيم الشباب المجاهدين في الصومال)، و(نصرة الإسلام) في مالي، التي سعى فيها بعض التنظيمات لتأسيس "دويلات إرهابية"، حيث تراجع الإرهاب المعولم إلى إرهاب بطابع محلي لإقامة إمارات.

أثبت العديد من التنظيمات الإرهابية قدرة على الاستدامة ومقاومة الضغوط الداخلية والخارجية

وحرصت التنظيمات الإرهابية خلال عام 2023 على السيطرة على الموانئ ومناجم الذهب، مثل الصومال وبوركينا فاسو، وموزمبيق، واندمجت الفصائل القريبة جغرافياً في تشكيلات واحدة، واستهدفت القواعد العسكرية والمطارات.

وكان من الواضح خلال العام الماضي كيف أنّ هناك صراعات بينية في داخل التنظيمات، ومنها (هيئة تحرير الشام) حيث تمّ القبض على الرجل الثاني فيها، وهو أبو مارية القحطاني، ومطاردة الرجل الثالث أبو أحمد زكور بتهمة التجسس لصالح التحالف الغربي.

 

التنقل ما بين حدود العواصم الأفريقية دون وجود رقابة حقيقية، لتعزيز وجود جماعات العنف والتطرف.

 

وفي العام الماضي كانت مسارح الإرهاب الرئيسية هي شرق وغرب أفريقيا، عبر بؤر رئيسية (ليبيا والصومال ونيجيريا ومالي)، وهي التي شهدت خلال الأعوام الـ (3) الماضية (9945) هجوماً، و"دول الانتشار" أي التي تمددت فيها التنظيمات؛ مثل بوركينا فاسو، موزمبيق، الكاميرون، تشاد، كينيا، موريتانيا، النيجر، جمهورية أفريقيا الوسطى، السنغال، تنزانيا.

والمسرح الثاني الأهم هو الشام والعراق، فقد ازدادت النشاطات الإرهابية خلال العام الماضي، فشهدنا نحو (147) هجمة إرهابية، وما زال الإرهاب ينتشر فيها في سلسلة جبال حمرين في محافظات ديالي وكركوك وصلاح الدين العراقية كملاذات حدودية آمنة، وتضاهيها في سوريا منطقة دير الزور، وإدلب التي تسيطر عليها (هيئة تحرير الشام)، وهي التي ما تزال الجماعة المهيمنة في شمال غرب سوريا، بقوة قوامها (10) آلاف مقاتل، إضافة إلى تنظيم (حراس الدين)، الفرع الآخر للقاعدة في المنطقة، وبعض الكيانات الأخرى بإدلب مثل (لواء خطاب الشيشاني)، و(كتيبة التوحيد والجهاد) "مقاتلون من وسط آسيا"، و(الحزب الإسلامي التركمانستاني).

ومن أهم مسارح الإرهاب وسط آسيا، حيث تتمركز الجماعات الموجودة بمنطقة وزيرستان في باكستان، وهي تضم جماعات مثل (القاعدة، وعسكر طيبة، وجيش محمد، والتوحيد والجهاد، وشبكة حقاني، وعدد كبير من الجماعات المشابهة)، وكذلك في أفغانستان حيث توغلت التنظيمات بين (5) ملايين أفغاني يعيشون في الخارج، بعضهم تم استقطابه في إيران للعمل مع تشكيلات إرهابية مثل (فاطميون)، أو مع تشكيلات مثل (طالبان باكستان)، أو (حركة تركستان).

تأثيرات النشاط الإرهابي

هنا نرى أنّ تأثيرات النشاط الإرهابي في البؤر الرئيسية سيكون كبيراً بكل تأكيد على العالم، خاصة في الشام والعراق وأفريقيا، وذلك لأسباب عديدة؛ وأهمها: ازدياد قدرات التنظيمات خاصة بأفريقيا سيؤثر على استقطاب عناصر جديدة للتنظيم وتنفيذ عمليات إرهابية يمكن أن تؤثر على الشرق الأوسط سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

من المتوقع خلال عام 2024 أن يعود تنظيم (داعش) إلى ليبيا مرة أخرى

ومن المرجح خلال عام 2024 أن يركز تنظيما (داعش والقاعدة) على أفريقيا بشكل متزايد من خلال (3) أفرع (غرب ووسط وشرق أفريقيا)، سواء من حيث توسيع مناطق السيطرة الجغرافية أو من خلال تصعيد العمليات الإرهابية ضد القوات الأمنية بدول أفريقيا، بجانب القوات العسكرية الغربية المتمركزة بمنطقة الساحل الأفريقي.

 

من المرجح خلال عام 2024 أن يركز تنظيما (داعش والقاعدة) على أفريقيا بشكل متزايد من خلال (3) أفرع (غرب ووسط وشرق أفريقيا).

 

ومن المتوقع خلال عام 2024 أن يعود تنظيم داعش إلى ليبيا مرة أخرى، وأن يتموضع في الجنوب والوسط الليبي، وبشكل خاص في منطقة جنوب الجفرة ومنطقة الفقهاء، التي تُعدّ إحدى مناطق ارتكاز التنظيم التقليدية؛ بهدف البحث عن نقاط ارتكاز بديلة لتكون قاعدة لتنظيم داعش المركزي، مستغلاً استمرار الأزمة السياسية، وهذا ما يؤدي إلى خلق خط اتصال جغرافي مع  تنظيم داعش بـ (غرب أفريقيا)، بجانب سهولة انتقال الأفراد والمعدات عبر الحدود الجنوبية لليبيا للوصول إلى أماكن ارتكاز التنظيم في وسط وغرب أفريقيا، وكذلك نقل عناصر التنظيم إلى الداخل المصري مرة أخرى.

وسيؤدي التنقل ما بين حدود العواصم الأفريقية دون وجود رقابة حقيقية إلى تعزيز وجود جماعات العنف والتطرف، لا سيّما في منطقة الساحل والصحراء، وكذلك القرن الأفريقي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى خطر اختراق تلك العناصر لمصر من حدودها الجنوبية أو الغربية.

وبسبب تمركز (القاعدة) و(داعش) في دول الساحل والصحراء، خاصة شمال مالي، فسيؤدي هذا إلى تعاظم هذه التنظيمات، ويساهم في تصاعد النشاط الإرهابي، في إعطاء ملاذ آمن لقيادات إرهابية هاربة وجوالة.

مواضيع ذات صلة:

الصراعات المجتمعية تتسبب في توسع إرهاب الساحل

مؤشر الإرهاب داخل أوروبا 2023... تنامي المخاطر المتعلقة بانتشار التطرف والعمليات الإرهابية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية