باحث في الحركات الإسلامية: الإخوان لم يعودوا إخواناً... دلالات وثيقة محمود حسين

أثار إصدار جماعة الإخوان "جبهة محمود حسين" وثيقة سياسية توضح فيها رؤيتها وتصورها السياسي الكثير من علامات الاستفهام، خاصة أنّها جاءت في وقت يحيي فيه المصريون ذكرى ثورة 25 كانون الثاني (يناير)، التي سيطر فيها الإخوان على الحكم في مصر.

هذه الوثيقة تُعدّ الثالثة التي تصدر باسم الجماعة، فقد سبق أن أصدرت (جبهة لندن)، و(الكماليون)، بشكل منفصل، وثيقتين في تشرين الأول (أكتوبر) 2022 تعبّر كل وثيقة عن الجبهة التي أصدرتها، وتقدّم تصورها ورؤيتها للجماعة ودورها في المجتمع ومسارات العمل الإخواني والاشتباك مع عامل السياسة.

إصدار جبهة محمود حسين وثيقة جديدة تتضمن رؤيتها السياسية تؤكد استمرار الانشقاق، وإصرار كل جبهة أن تكون هي المعبّر الوحيد عن الجماعة فكراً وتنظيماً.

حول دلالات إصدار الجماعة (3) وثائق سياسية، قال الكاتب والباحث في الإسلام السياسي منير أديب: إنّ إصدار جبهة محمود حسين وثيقة جديدة تتضمن رؤيتها السياسية يؤكد استمرار الانشقاق، وإصرار كل جبهة أن تكون هي المعبّر الوحيد عن الجماعة فكراً وتنظيماً.

وأضاف أديب، في تصريح لصحيفة "العين"، أنّ "إصدار محمود حسين الوثيقة السياسية بعد أكثر من عام على إصدار وثيقتي جبهتي لندن والمكتب العام يكشف أنّ حسين وجبهته وصلوا إلى طريق مسدودة مع الوسطاء الذين نشطوا عقب تولي صلاح عبد الحق مهام القائم بالأعمال في محاولة للمّ شمل التنظيم المشتت والمنشق على نفسه، وأنّ حسين قرر أن يكون له ولجبهته وثيقته السياسية التي تميزه عن جهات الإخوان الأخرى، لترسم الحدود الفاصلة بين التنظيمات كافة، وبمعنى أدق الإخوان لم يعودوا إخواناً كما كان يعرفهم العالم".

الوثيقة لا تخرج عن كونها مجرد إثبات وجود، فلا جديد فيها، وهي مجرد مجموعة من الأفكار الإخوانية التقليدية القديمة المكررة التي فقدت معناها.

وقد اعتبر منير أديب أنّ الهزيمة القاسية التي منيت بها الجماعة، وفشلها طوال (10) أعوام، دفعتها للبحث عن أحداث تشغل بها أتباعها وتثير بها الرأي العام، لتظل في ذاكرة الجماهير، مشيراً إلى أنّ هذه الوثيقة لا تخرج عن كونها مجرد إثبات وجود، فلا جديد فيها، وهي مجرد مجموعة من الأفكار الإخوانية التقليدية القديمة المكررة التي فقدت معناها.

وقال: إنّ "الوثيقة تزعم أنّ جماعة الإخوان تؤمن بالوطن والوطنية، وتعمل على سلامة الحدود، وهذه أكبر أكذوبة تقليدية دأب الإخوان على تكرارها، وهم في الأصل جماعة فوق قُطرية لا تؤمن بالحدود".