"براجماتية الأمر الواقع".. طريق حماس لتجاوز الماضي مع سوريا

"براجماتية الأمر الواقع".. طريق حماس لتجاوز الماضي مع سوريا

"براجماتية الأمر الواقع".. طريق حماس لتجاوز الماضي مع سوريا


20/10/2022

أحمد فتحي

عكست زيارة وفد من حركة حماس الفلسطينية إلى سوريا بعد قطيعة دامت 10 سنوات براجماتية الأمر الواقع، التي تتبعها الحركة.

"نطوي أي صفحة مؤثرة في الماضي، وأي فعل فردي هو خاطئ لا تُقره قيادة الحركة ونحن متفقون لتجاوز الماضي والذهاب نحو المستقبل".. هكذا أعلنت حركة حماس من قلب دمشق اليوم، بعد قطيعة مع النظام السوري استمرت لأكثر من 10 أعوام.

وقال خبراء ومحللون عرب تحدثت معهم "العين الإخبارية" إن هذه الزيارة اقتضتها "براجماتية حماس" في الوقت الراهن، في ظل التقارب الإسرائيلي – التركي، وسقوط مشروع التنظيم الدولي للإخوان الذي كانت الحركة ضالعة فيه.

وأكد الخبراء والمحللون أن حزب الله اللبناني مهد لهذه الزيارة، ورسم ملامحها، من أجل دخول الحركة الفلسطينية في محور الممانعة الإيراني من جديد، إلا أنهم قللوا في الوقت ذاته تأثير الزيارة على عودة مكاتب حماس لدمشق خلال الفترة الحالية، أو إعادة العلاقات لطبيعتها بشكل كامل، بسبب ما اعتبروه "هواجس سورية من الحركة، بسبب الدور السلبي الذي لعبته الأخيرة في الداخل بعد أحداث عام 2011، عقب تعاونها مع الإخوان لزعزعة استقرار النظام".

ووصل وفد من حركة حماس، الأربعاء، إلى سوريا، في زيارة الأولى منذ قطع علاقتها مع دمشق قبل أكثر من 10 سنوات، وهي الزيارة التي بررتها الحركة بأنها "لصالح وخدمة القضية الفلسطينية".

وجاءت زيارة وفد حركة حماس إلى دمشق بعد إعلان قادتها الشهر الماضي الرغبة في استئناف العلاقات مع سوريا ، على ضوء "التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا".

براجماتية حماس ودور إيران

وقال الدكتور هشام النجار الخبير المصري في شؤون حركات الإسلام السياسي، لـ"العين الإخبارية" إن "براجماتية حركة حماس بالوقت الراهن، تقتضي الدخول في المحور الإيراني الذي يضم حزب الله اللبناني، مع بعض المنظمات الفلسطينية المسلحة مثل حركة الجهاد والمليشيات التابعة لإيران".

وأضاف أن "إعادة التموضع هذه بالنسبة لحماس سببها الموقف الجديد للنظام التركي من حركة حماس حيث يتبين من توثيق علاقات أنقرة بتل أبيب التخلي عن دعم حماس، خاصة بعد أن طلبت أنقرة من قيادات الحركة المغادرة، علاوة على التعاون الأمني لتتبع من تراه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يشكل تهديدا عليها، وسقوط أيضا مشروع التنظيم الدولي للإخوان الذي كانت حماس ضالعة فيه بجهود الجناح الذي يقوده خالد مشعل".

وتابع قائلا إنه "جرى الآن تصعيد الجناح الآخر في الحركة الذي يتبنى التحالف مع إيران وحزب الله بقيادة إسماعيل هنية ويحيى السنوار، وكانت إعادة علاقات حماس مع النظام السوري من مقتضيات هذا التحالف وتمت برعاية وإشراف من طهران وحزب الله".

وساطة "حزب الله"  

من جانبه، اتفق المحلل السياسي اللبناني الدكتور نضال السبع مع الرأي السابق، حول حيثيات وأهداف الزيارة، وقال لـ"العين الإخبارية" إن " الزيارة محصلة جهود ومحاولات عديدة قام بها حزب الله، من أجل الدفع نحو إعادة العلاقات بين الحركة وسوريا، وتمثلت في التواصل مرارا مع القيادة السورية، خلال الفترة الأخيرة".

وأكد السبع أن الهواجس السورية من حركة حماس لم تتغير وبالتالي فإن الزيارة لن تفضي لعودة مكاتب حماس لدمشق، أو لعودة العلاقات كما كانت عليه قبل عام 2011.

وقال إن "دمشق مازالت تحمل حركة حماس مسؤولية الانخراط في لعب دور سلبي في الداخل السوري عقب 2011، بمساندة الإخوان، إضافة إلى أن القطيعة الطويلة على مدار 10 أعوام ليست بالأمر الذي يمكن تجاوزه بسهولة".

وحول النتائج المتوقعة من الزيارة، قال المحلل السياسي اللبناني :"لن يكون لهذه الزيارة نتائج في هذه اللحظة سوى عودة المشاورات السياسية بين دمشق والحركة وباقي الفصائل، لكن العلاقات نفسها لن تعود كما كانت قبل 2011".

وأشار إلى أن زيارة وفد حماس هي محاولة جدية لاستعادة حضور الحركة في دمشق، حيث سبقها إصدار عدد من البيانات الإيجابية تجاه سوريا، موضحا أن الحركة اتخذت خطوة محاولة التقارب من جديد مع سوريا، بعد وصول معلومات عن انفتاح سوري تركي،  وقال: "ربما أرادت فتح علاقات مع دمشق لاستعادة حضورها في سوريا".

إعادة بناء العلاقات 

من جهته، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"العين الإخبارية" إنه من المبكر الحديث عن ارتباط زيارة الحركة الفلسطينية بعودة نشاط الحركة ومكتبها السياسي بشكل كامل لدمشق.

وأشار فهمي إلى الرغبة الحمساوية في الانفتاح من جديد على سوريا، تجاوبا مع الرغبة الإيرانية نحو إعادة بناء شبكة علاقات ما يسمى بـ"محور الممانعة" الذي يضم بجانب طهران، عددا من الفصائل الفلسطينية بينها حماس والجهاد، إضافة إلى حزب الله اللبناني والحشد الشعبي في العراق.

فهمي اعتبر أن "الحركة تسعى إلى توسيع نطاق حركتها، وإعادة تقديم أوراقها في النطاق الإقليمي بأكمله، في إطار الواقعية السياسية والوضع الإقليمي الحالي.

وتأتي زيارة وفد من قيادة حماس إلى دمشق اليوم بعد مفاوضات غير معلنة بين الحركة والقيادة السورية، ناقشت الخلافات التي غادرت الحركة على إثرها دمشق في العام 2012.

وأعلنت "حماس" في بيان أصدرته الشهر الماضي، مضيها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع سوريا، في إطار قرارها باستئناف علاقتها معها؛ "خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين، ولا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا"، بحسب البيان.

عن "العين" الإخبارية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية