بعد تصريحه المسيء واعتذاره.. طارق السويدان في دائرة الجدل مجدداً

بعد تصريحه المسيء واعتذاره.. طارق السويدان في دائرة الجدل مجدداً

بعد تصريحه المسيء واعتذاره.. طارق السويدان في دائرة الجدل مجدداً


26/04/2023

أجرى نشطاء خليجيون وعرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً واسعاً خلال الأيام الماضية عن الإخواني الكويتي طارق السويدان، بعد تغريدته المسيئة للمملكة العربية السعودية التي نشرها ثم أعاد حذفها، ليسجل (تريند) عبر نشر تناقضاته ومواقفه الجدلية.

ورغم أنّ السويدان حذف التغريدة واعتذر عنها، إلّا أنّ مغردين أكدوا أنّ مسح التغريدة والزعم أنّه ليس كاتبها لن يخفي حقيقة نواياه ضد المملكة، هو وتنظيم الإخوان المصنف في الكثير من الدول تنظيماً إرهابياً، وإصرارهم على الدعوة بخبث لتدويل الحرمين، والتشويش على الجهود السعودية لخدمة ضيوف الرحمن.    

نشطاء عبر التواصل الاجتماعي رأوا أنّ تنظيم الإخوان وطارق السويدان يشعرون بالغيظ بسبب النجاحات التي حقتتها أجهزة الدولة السعودية خلال الموسم الرمضاني، حيث سجل الحرم المكي والنبوي أعداداً قياسية للزوار، ولم يسجل أيّ حدث يمكن أن يعكّر صفو المعتمرين.

ودعا كُتّاب ومغردون إلى الانتباه لدعوات وأفكار طارق السويدان، ومن على شاكلته من المنتمين لتنظيم الإخوان المسلمين.

وقال السويدان في التغريدة المتداولة قبل حذفها: "المسجد الحرام والمسجد الأقصى شقيقان جمعهما الوحي وتجمعهما أنوار ليلة القدر وبركاتها... نسأل المولى، سبحانه، أن يجمعهما التحرير قريباً غير بعيد، وأن يرزقنا الصلاة فيهما على خير حال".

تغريدته المسيئة للمملكة العربية السعودية التي نشرها ثم أعاد حذفها

وأوضح السويدان بسلسلة تغريدات عقب حذف التغريدة المتداولة، قائلاً: "السلام عليكم... للعلم التغريدة التي تم حذفها لم أكتبها أنا، بل كتبها الإخوة في إدارة الصفحة، وقد كانت خطأ جسيماً، وأعتذر لكم عنها".

وردّاً على إساءة السويدان، طالب نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان بإلقاء القبض على الداعية الكويتي البارز طارق السويدان؛ بسبب التغريدة التي نشرها.

 وكتب الكاتب السعودي مشاري الذايدي مقالاً في جريدة (الشرق الأوسط) يوم الجمعة تحت عنوان "طارق السويدان... وبقية الطوارق"، دعا فيه إلى الحذر من طارق السويدان ومن هم على شاكلته.

الإخواني الكويتي طارق السويدان يصبح (تريند) عبر التواصل الاجتماعي بعد تغريدته المسيئة للمملكة العربية السعودية

وقبل الحديث عن تغريدته المسيئة، آثر الذايدي تقديم إضاءة في مقاله عن سيرة السويدان، قائلاً: "طارق السويدان، ناشط إخواني قيادي إعلامي كويتي، معروف بحيويته الحركية، ودأبه المستمر في تدعيم فكر جماعة الإخوان والبحث عن مناطق جديدة في السياسة والثقافة، لدى الأجيال الجديدة خاصة".

وتابع: "أول ما عرفه المتلقي السعودي، في بداية الألفية الجديدة، عبر مجموعات "ألبومات" أشرطة كاسيت، عن التاريخ الإسلامي، والسيرة النبوية وعهد الخلفاء الراشدين والعهود الأندلسية وغيرها، وكنت ألاحظ حينها، ورغم جماهيرية الرجل، أنّه متطفل على المادة العلمية التراثية، وكان يقع في أخطاء بدائية في نطق أسماء الأعلام والمواضع، وهذه أهون الأخطاء".

ومضى قائلاً: "ثم انتقل إلى مرحلة جديدة، وهي الثرثرة عمّا يُسمّى "تطوير الذات"، وغرف كثيراً من الهراء الذي كان يسلب ألباب العامة وأشباه العامة، وكان نجم المراكز والغرف التجارية ويتفاعل ويتقاتل الناس على سماع ترهاته هو وأمثاله من نجوم الوعظ "المودرن" من خطباء ونشطاء الإخوان".

وبيّن أنّه أثناء ما عُرف بثورات الربيع العربي تمّ كشف حقيقة السويدان ومن على شاكلته.

مشاري الذايدي: أثناء ما عُرف بثورات الربيع العربي تمّ كشف حقيقة السويدان ومن على شاكلته

ثم انتقل الذايدي للحديث عن التغريدة المسيئة للسويدان قائلاً: "ثار الناس عليه؛ بسبب مطالبته "بتحرير" الحرم المكي! فحاول طارق متذاكياً أن ينسحب بدعوى أنّ ذلك من خطأ إدارة حسابه... لكن سبق السيف العذل".

وأردف متسائلاً: "هنا تصبح القضية الأهم: هل هذا الكادر الإخواني الكويتي وحده من يتذاكى في عالم الإعلام ومنصات (تويتر)، أم ثمّة "طوارق" كثيرة بصور جديدة على منصات الـ (بودكاست) و(تويتر) و(تيك توك) وغيرها؟".

بدوره، استعرض  ناصر الحزيمي عبر شبكة (العربية نت) السيرة الذاتية لسويدان، وقال: إنّه من الجيل الحركي الثاني في جماعة الإخوان المسلمين في الكويت والخليج، وكان نشاطه مكثفاً في اتحادات الطلبة خارج الكويت منذ أواخر السبعينات، كما أنّه منتمٍ بشكل عقائدي لجماعة الإخوان المسلمين "جمعية الإصلاح الاجتماعي"، ومنذ عام 1979م تقريباً كان عضواً في مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي. كما أنّ طارق السويدان هو الذي أخون هذه الجمعية بنسبة 99%، وهو الذي أوجد تبعية وثيقة بين تنظيم الإخوان المسلمين في الخليج وتنظيم الإخوان المسلمين ومكتب الإرشاد في مصر؛ بسبب الأموال التي كانت تتدفق على مكتب الإرشاد، بل وصل بهم الحال أنّهم كانوا يسددون الاشتراكات للتنظيم الأم في مصر.

مغرّدون أكدوا أنّ حذف السودان التغريدة واعتذاره عنها، والزعم أنّه ليس كاتبها، لن يخفي حقيقة نواياه ضد المملكة هو وتنظيم الإخوان

 وأكد الحزيمي أنّه لا يستبعد أنّ طارق السويدان كان يعلم أنّ مكتب الإرشاد في مصر قد حصل على بونات البترول التي وزعها صدام في تلك الفترة بكل سخاء، وكان الوسيط في هذه الفضيحة جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ومجموعة حماس.

واستذكر تصريح السويدان حول التنظيمات الإرهابية وفكرة الخلافة عندما قال: إنّه "ليس خوفاً من عودة الخلافة فقط، بل من الإسلام نفسه؛ فهو تحدٍّ حضاري، وليس فقط تحدياً سياسياً، اليوم الغرب يعتبرون أنفسهم هم المرجع لكلّ البشر، ونحن نقول لهم: أنتم لستم المرجع، نحن نعتبر أنّ الإسلام هو المرجع؛ فهو الذي سيسود الدنيا كلها وسيحكمها بالأخلاق التي دمرتموها أنتم، فهذا تحدٍّ وصراع حضاري".

وقد فنّد مغردون من دول عدة اعتذار السويدان، مستندين إلى سجله الأسود في الإساءة للسعودية والتدخل في شؤونها، إضافة إلى كمّ التناقضات والأكاذيب في آرائه التي تكشف متاجرته هو وجماعته بالدين لتحقيق مآربهم وأهدافهم الخبيثة.

الحزيمي: السويدان من الجيل الحركي الثاني في جماعة الإخوان في الكويت والخليج، وهو من أخون جمعية الإصلاح الاجتماعي بنسبة 99%

وردّ الكاتب في صحيفة (مكة) السعودية محمد الصلاحي على مزاعم السويدان قائلاً: "لنفترض أنّ إدارة الصفحة هي من نشرت ولست أنت، فلن يتجرؤوا على مثل هذه التغريدة ما لم يعلموا أنّها تتفق مع توجهك وفكرك، مثلما أنّك تتفق مع توجههم مسبقاً، ومنحتهم إدارة الصفحة لثقتك بهذا التوجه، حتى أنّك لم تتحدث عن التحقيق فيما حدث وفصلهم من إدارة الصفحة، لأنّ التوجه والأفكار واحدة، أنت وهم".

في السياق نفسه، قال المحلل السياسي الكويتي مشعل النامي: "تغريدة طارق السويدان المسيئة للمملكة العربية السعودية والحرم المكي حذفها، وأقرّ أنّ موظفيه هم من قاموا بكتابتها... وهذا اعتراف علني منه عليهم، ويجب أن تتم محاسبتهم".

تنظيم الإخوان وطارق السويدان يشعرون بالغيظ بسبب النجاحات التي حقتتها أجهزة الدولة السعودية خلال الموسم الرمضاني

بدوره، ردّ الشاعر السعودي مفلح الخضيري على السويدان قائلاً: "وهل تسمح بأنّ صفحتك يديرها من يسيء للإسلام والدين ؟؟؟".

من جانبها، نشرت الناشطة هيفاء السديري مقطع فيديو يتضمن تصريحات متناقضة للسويدان يؤيد في بعضها الثورات، وفي أخرى يعلن رفضه لها.

وغرّدت قائلة: "الإخوانجي طارق السويدان كتبت يده بما في قلبه، لا يخدعكم أنّ تغريدته الأخيرة كانت بالخطأ، فهذا هو أسلوبهم في التلون، هو نفسه اللي كان يدعم الثورات، وبعد ما انطفت نيرانها تبرأ منها، وبيرجع بعدما تتاح له الفرصة".

وليست تلك المرة الأولى التي يسيء فيها السويدان للمملكة، وخصوصاً بعد أن تم فصله في آب (أغسطس) 2013 من قناة الرسالة التلفزيونية لانحرافاته الفكرية وصلاته بجماعة الإخوان في مصر، وعقب تعريفه لنفسه في إحدى المحاضرات باليمن بالقيادي في جماعة الإخوان المسلمين.

وبعد فصله بنحو شهر فقط، غرّد السويدان زاعماً أنّ السعودية منعته من أداء العمرة، في محاولة للتحريض ضد المملكة وإدارتها لشؤون الحرمين.

وخلال موجة الربيع العربي أثارت تصريحات السويدان ضجة وتفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنّه يناقض نفسه بتلك التصريحات.

ليست المرة الأولى التي يسيء فيها السويدان للمملكة، فقد زعم عام 2016 أنّ السعودية منعته من أداء العمرة، وحرّض ضد المملكة وإداراة شؤون الحرمين

وقال السويدان في تصريح عبر إذاعة (هلا) العُمانية: "بعض الناس كان يتصور أنّني مع الثورات، لا نحن لسنا مع الثورات، نحن مع كرامة الشعوب، مع حرية الشعوب، مع احترامها، مع حقوقها، الآن هذه الثورات حدثت، وأنا ليس لي دور في صنعها، وليس لي دور في دعمها مالياً أو بسلاح، ليس لي أيّ دور فيها... لم أدخل في هذا إطلاقاً".

وناقض نفسه عندما صرّح بأنّ "من يقول من الدعاة عن الثورات إنّها جحيم، فهو لا يفقه ولا يعرف شيئاً في فقه الثورات، وعلم الثورات".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية