بعد تعميق العلاقات بين السودان وأمريكا.. ما مصير أزمة سد النهضة؟

بعد تعميق العلاقات بين السودان وأمريكا.. ما مصير أزمة سد النهضة؟


07/02/2021

عقب زيارة قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" للسودان قبل أيام، لتعزيز التعاون العسكري بين الدولتين، رفع السودان من نبرته في التحذير من ملء ثانٍ أحادي الجانب من قبل إثيوبيا في تموز (يوليو) المقبل، إذ سيؤثر على نحو 50% من سكان السودان.

في غضون ذلك، أفادت أنباء عن وصول سفينتين أمريكيتين إلى السواحل السودانية الإثنين 8 شباط (فبراير) الجاري، في إطار التعاون العسكري، دون الكشف عن موعد مغادرتهما أو مهمتهما، في وقت تتوتر فيه العلاقات بين السودان وإثيوبيا على صعيد ملفّي سد النهضة من جهة، والأزمة الحدودية من جهة أخرى، بحسب ما أورده مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

باحث في العلاقات الدولية: السودان أصبح لديه علاقات دولية متميزة تقارع بها إثيوبيا التي تمتعت طوال الوقت بهذا الأمر

وفيما ربط مراقبون بين الزيارة وتوابعها، وبين ملف سدّ النهضة، على اعتباره انحيازاً من الإدارة الأمريكية الجديدة لموقف السودان ومصر في مواجهة إثيوبيا، رأى مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية محمد حامد أنه من المبكر الحديث عن موقف أمريكي منحاز لطرف في الملف، وأنّ هدف الإدارة الجديدة، وكذلك المجتمع الدولي هو التهدئة والتوصل إلى اتفاق.

لكن في الوقت ذاته قال حامد لـ"حفريات": إنّ السودان يعيد بناء علاقاته في الساحة الدولية مرّة أخرى بعد سقوط نظام عمر البشير، فقد أصبح مزاراً وحجّاً كبيراً للدول الأوروبية والولايات المتحدة لتعزيزعلاقاتها معه، السودان تغيّر، وأصبح لديه علاقات دولية جيدة.

إقرأ أيضاً: إثيوبيا تتهم السودان ومصر بعرقلة مفاوضات سد النهضة... كيف؟

وبخصوص ملف إثيوبيا وسدّ النهضة والتوتر الحدودي بين الدولتين، أحال رئيس منتدى شرق المتوسط تلك الملفات إلى التصريح الأمريكي الأخير الذي صرّح به وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وهو الدعوة للتهدئة، على اعتباره أنه النهج الأمريكي الذي ستتبعه الإدارة الجديدة.

وأضاف: الإدارة الجديدة لم تُلقِ بثقلها حتى الآن، رغم تحذير السفير المصري في واشنطن من أنّ سد النهضة يهدّد حياة 50 مليون أفريقي في مصر والسودان، وهذا أمر خطير وجلل، لافتاً إلى أنّ السودان ومصر يتحدثان الآن بصوت واحد في المحافل الدولية، وهذا يعني زيادة التوترات في المرحلة المقبلة بينهما وبين إثيوبيا.

باحث في العلاقات الدولية: السودان أصبح لديه علاقات دولية متميزة تقارع بها إثيوبيا التي تمتعت طوال الوقت بهذا الأمر

وكانت إثيوبيا قد اتهمت مصر والسودان بعرقلة مفاوضات سدّ النهضة، بعدما اتفقت الدولتان على أنّ استمرار المفاوضات على هذا النهج ما هو سوى إهدار للوقت لفرض سياسة الأمر الواقع من قبل إثيوبيا.

وسبق أن شدّدت مصر مراراً وتكراراً على أنها لن تقبل بسياسة الأمر الواقع، وأنّ ملف المياه "خط أحمر" ومسألة "حياة أو موت" بالنسبة إلى المصريين، وتكسب القاهرة الآن دوراً أبرز وأعلى صوتاً للسودان الذي تبدّلت مواقعه في المجتمع الدولي بعد ثورة تشرين الأول (أكتوبر) 2019، وما لحقها من تغيرات.

إقرأ أيضاً: استئناف مفاوضات سد النهضة .. ما الجديد؟

وحول تلك التغيرات يقول الباحث في العلاقات الدولية: إنّ السودان أصبح لديه علاقات دولية متميزة يقارع بها إثيوبيا التي تمتّعت طوال الوقت بهذا الأمر، لافتاً إلى تطبيع العلاقات السودانية الأمريكية على كافة المستويات؛ من رفع السودان من قوائم الإرهاب، إلى تصدير أسلحة أمريكية للجيش السوداني، ومناورات عسكرية مشتركة مرتقبة بين الدولتين، وتعاون بين الجيشين، فالسودان أصبح تحت المظلة الأمريكية.

السودان يُحذّر

وكان  وزير الري السوداني ياسر عباس قد حذّر أمس من أنّ ملء سدّ النهضة الإثيوبي في تموز (يوليو) المقبل في مرحلته الثانية هو "تهديد مباشر" لأمن الخرطوم القومي.

وقال عباس، بحسب ما أورده موقع "فرانس 24": إنّ ملء السد سيهدّد نصف سكان وسط السودان، الذين يعتمدون على سدّي الرصيرص ومروي لري أراضيهم وتوليد الكهرباء.

وأكد الوزير السوداني أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع إثيوبيا بهذا الخصوص، فسيفقد "سد مروي 30% من الطاقة الكهربائية التي يولدها" ما يؤثر سلباً على محطات مياه الشرب.

وقال عباس: "سيكون هناك استحالة في تشغيل سدّ الرصيرص إذا لم يكن ثمّة اتفاق ملزم حول كمية المياه المتدفقة من سدّ النهضة وتبادل يومي للمعلومات".

ويقترح السودان وساطة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة حول هذه القضية. وكانت آخر جولة تفاوضية قد أخفقت الشهر الماضي.

في غضون ذلك، نقل مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن مصادر عسكرية سودانية أنّ سفينتين حربيتين أمريكيتين ستصلان إلى ميناء بورتسودان شرقي البلاد، الإثنين المقبل، وذلك في إطار التعاون العسكري بين واشنطن والخرطوم، من دون أن تكشف عن مدّة بقاء السفينتين.

إقرأ أيضاً: إثيوبيا تتجاهل تحذيرات مصر حول "سد النهضة"... ما الجديد؟

يُشار إلى أنّ وصول السفن الأمريكية يأتي بُعيد أيام من زيارة رسمية قام بها أندرو يونغ قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم"، عقد خلالها مباحثات مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، ووزير الدفاع وقيادات عسكرية رفيعة، ناقش خلالها العلاقات العسكرية بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية.

وبحث المسؤول الأمريكي خلال زيارته بناء القدرات الأمنية والدفاعية، وتعزيز الأمن والاستقرار في السودان، وقد نقلت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا عن يونغ تعليقاً على زيارته للسودان، أنها "بداية جديدة، وعلاقة متجدّدة بين أمريكا والسودان، نريد تعميق وتوسيع علاقتنا". 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية