بعد شروط الأسد... أردوغان يضع شرطاً جديداً للانفتاح على المصالحة

بعد شروط الأسد... أردوغان يضع شرطاً جديداً للانفتاح على المصالحة

بعد شروط الأسد... أردوغان يضع شرطاً جديداً للانفتاح على المصالحة


20/05/2023

برغم الدفء الذي طبع العلاقات بين البلدين في الأيام الأخيرة وتجلى عبر سلسلة من اللقاءات التي جمعت مسؤولين كبار من النظامين، والتي يمكن أن تقود في المستقبل القريب إلى لقاء محتمل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد، غير أنّ الطرفين يواصلان فرض شروط من أجل قبول المصالحة.

وبعد أن اشترط الأسد انسحاب القوات التركية، اعتبر أردوغان أنّ هناك مجالاً للمصالحة مع نظيره السوري بعد أعوام من القطيعة، إذا ما ساعد الأخير في محاربة الإرهاب في شمالي سوريا، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردي.

وجاءت تصريحات أردوغان خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، حيث أعرب أردوغان في المقابلة عن حرصه على طي صفحة الماضي مع الأسد، من خلال داعمه المحوري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أردوغان: هناك مجال للمصالحة مع الأسد، إذا ما ساعد الأخير في محاربة الإرهاب في شمالي سوريا

وقال: "من خلال صداقتنا مع الرئيس بوتين، نعتقد أنّه يمكننا فتح باب (مع الأسد)، خاصة من خلال محاربتنا للإرهاب في شمالي سوريا، وهو ما يحتاج إلى تعاون وثيق وتضامن".

ويشير أردوغان في كلامه إلى المسلحين الأكراد الذين يتمركزون في شمالي سوريا، ويشكلون العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً، معتبراً أنّه: "إذا تمكنا من فعل ذلك، فإنّني لا أرى أيّ عقبة في طريق مصالحتنا".

الأسد شدّد في تصريحات سابقة على أنّه لن يلتقي نظيره التركي رجب طيب أردوغان إلا إذا سحبت تركيا قواتها من شمال سوريا

لكنّ الرئيس التركي تعهد باستمرار الوجود العسكري لبلاده في شمالي سوريا، رغم أنّ انسحاب تلك القوات هو شرط مسبق للأسد لإجراء محادثات معه، وبرر وجود قواته داخل الأراضي السورية بمحاربة الإرهاب.

وكان الأسد قد شدّد في تصريحات سابقة على أنّه لن يلتقي نظيره التركي رجب طيب أردوغان إلا إذا سحبت تركيا قواتها من شمال سوريا، وقال حينها: إنّ "أي اجتماع يرتبط بالوصول إلى مرحلة تكون تركيا فيها جاهزة بشكل واضح ومن دون أيّ التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية".

وأضاف الرئيس السوري أنّ على تركيا "وقف دعم الإرهاب"، في إشارة إلى المجموعات المقاتلة المعارضة التي تسيطر على مناطق شمال سوريا، وبعضها يلقى تدريباً ودعماً من تركيا.

بالمقابل، اعتبرت الرئاسة التركية أنّ شروط الأسد غير مناسبة لتطبيع العلاقات بين البلدين.

قبل اندلاع النزاع العام 2011 كانت تركيا حليفاً اقتصادياً وسياسياً أساسياً لسوريا، وجمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علاقة صداقة بالأسد

وقبل اندلاع النزاع العام 2011 كانت تركيا حليفاً اقتصادياً وسياسياً أساسياً لسوريا. وجمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علاقة صداقة بالأسد، لكنّ العلاقة بين الطرفين انقلبت رأساً على عقب مع بدء الاحتجاجات ضد النظام في سوريا.

ودعت أنقرة بداية حليفتها سوريا إلى إجراء إصلاحات سياسية، قبل أن يدعو أردوغان الأسد إلى التنحي. وقدّمت تركيا على مر الأعوام الماضية دعماً للمعارضة السياسية والفصائل المقاتلة في سوريا.

ومنذ العام 2016، إثر (3) عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد، باتت القوات التركية وفصائل سورية موالية لها تسيطر على منطقة حدودية واسعة في شمال سوريا. وتعتبر دمشق التواجد العسكري التركي في شمال البلاد "احتلالاً".

وبعد قطيعة استمرت (11) عاماً، برزت خلال الفترة الماضية مؤشرات تقارب بين الطرفين، تَوَّجَها في 28 كانون الأول (ديسمبر) الماضي لقاء في موسكو بين وزراء الدفاع الروسي والتركي والسوري.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية