بعد فوز مانشستر سيتي بدوري الأبطال.. هل فقدت كرة القدم متعتها؟

أبدى عدد من عشاق كرة القدم حول العالم انزعاجهم، بعد فوز مانشستر سيتى الإنجليزي بدوري أبطال أوروبا، عقب الانتصار الذي حققه أمس في المباراة النهائية على منافسه إنتر ميلان الإيطالي.

وارتبط مفهوم الاستحواذ في عالم الساحرة المستديرة بشكل كبير، بالمدرب الأسباني بيب جوارديولا مدرب فريق مانشستر سيتي، الذي أظهر للعالم ما يُعرف بـ"التيكي تاكا" خلال قيادته لفريق برشلونة في الفترة ما بين 2008 و2012، والذي يعتمد بالأساس على الكرة الشاملة، وفق أدوار محددة، تعتمد على القوة البدنية الهائلة للاعبين الذين يختارهم بعناية.

جوارديولا لا يرتاح للمهارات الفردية، ويفضل اللاعب الذي يحفظ المهام، بالإضافة إلى التركيز على السرعة والقوة البدنية الهائلة للاعبين، وفقاً لاستراتيجية التنفيذ الحرفي للتعليمات، وهو ما يهدد في نظر الكثيرين متعة كرة القدم، القائمة على الفنون المهارية للاعبين.

جوارديولا الملقب بالفيلسوف، وجد ضالته في المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند، ذلك الهداف صاحب البنية القوية، ومعدلات التهديف الأسطورية، واللمسات السريعة والعملية، فهو صاحب أعلى معدل تهديفي في الدوري الإنجليزي، رغم أنّه لم يقدم مهارات فنية عالية مثل ميسي أو رونالدو، لكنّه صاحب بنية جسدية قوية، وسرعة فائقة، مما جعله المهاجم المثالي لخطط جوارديولا.

مشجعو كرة القدم أطلقوا العديد من الألقاب على المهاجم النرويجي الفارع الطول، مثل: ـ"الرجل الآلي"، و"سايبورغ"، و"الآلة"، بينما أطلق أحد المشجعين حملة على موقع تويتر؛ لتوقيع عريضة لمنع هالاند من المشاركة في كرة القدم الإنجليزية، بعنوان: "التماس لإيقاف إيرلينغ هالاند من اتحاد كرة القدم لأنّه ليس عادلاً". وأضاف: "لا ينبغي السماح لهذا الروبوت، بالاستمرار في بلدنا". وجمعت هذه العريضة حوالي 400 ألف توقيع. كما ادعت إحدى روابط كرة القدم الخاصّة، أنّها جمعت 1.8 مليون توقيع؛ من أجل ترحيل هالاند من الدوري الإنجليزي.

فيلسوف كرة القدم متهم من كثيرين بالتعالي على الخصوم، ظناً منه أنّه سيفوز بأي تشكيل؛ لذا فهو دائم التغيير في صفوف اللاعبين، حيث يعتقد أنّ الفوز مضمون، طالما الفلسفة والتكتيك ثابتين.

ويرى كثيرون أنّ هيمنة مانشستر سيتي على جميع البطولات التي شارك فيها هذا العام، تعني انتصار فلسفة جوارديولا، وعليه فقد بدأ عصر جديد من كرة القدم، القائمة على السرعة والتكتيك والقوة البدنية، بعيداً عن المهارات الفنية.