بنكيران يحاول إنقاذ إخوان المغرب بعد الخسارة المدوّية بانتخابات أيلول... ماذا فعل؟

بنكيران يحاول إنقاذ إخوان المغرب بعد الخسارة المدوّية بانتخابات أيلول... ماذا فعل؟


31/03/2022

بعد الفشل الذريع الذي مُني به حزب العدالة والتنمية في انتخابات أيلول (سبتمبر) الماضي، يحاول أمينه العام عبد الإله بنكيران انتشال الحزب الإخواني من ورطته عبر تجديد هياكله من خلال المؤتمرات الجهوية.

وأفادت صحيفة "هسبريس" المغربية بأنّ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بنكيران واصل جولاته بين جهات المملكة، في إطار انطلاق أشغال المؤتمرات الجهوية من أجل إعادة هيكلة مؤسسات الحزب، بعد انتخابه وعودته على رأس "المصباح" خلفاً لسعد الدين العثماني، الذي يُحمّله بنكيران مسؤولية السقطة الانتخابية الأخيرة في الانتخابات المحلية والتشريعية، التي تذيل فيها ترتيب الأحزاب.

يحاول عبد الإله بنكيران انتشال الحزب الإخواني من ورطته، عبر تجديد هياكله من خلال المؤتمرات الجهوية

رأت صحيفة "العرب" اللندنية، في تقرير لها، أنّ تحركات بنكيران تأتي في سياق محاولاته ترتيب البيت الداخلي لحزبه المتداعي عبر المؤتمرات الجهوية، غير أنّ ذلك لم يُنهِ الانقسامات، بل زاد في تعميقها؛ حيث يستمر التراشق بالتهم بين قيادات الحزب، وهو ما يزيد من الشكوك حيال قدرة بنكيران على إعادة الحزب إلى موقعه الذي كان عليه قبل انتخابات 8 أيلول (سبتمبر) الماضي.

الحزب الذي تذيل نتائج الانتخابات العامة الأخيرة بدأ يُنظم مؤتمراته الجهوية للخروج من المأزق، وقد حدّدت الأمانة العامة للعدالة والتنمية أيار (مايو) المقبل موعداً للانتهاء من تلك المؤتمرات، لكنّ قيادات داخل الحزب تؤكد أنّ أزمته تتفاقم.

سياسة الحملان

إدراكاً منه أنّ وضع حزبه في غاية السوء، تخلى بنكيران عن كلّ شعارات الإخوان المسلمين، وبات يتودد للدولة والمواطنين بعبارات غزلية وخطب عصماء، في محاولة منه لإنقاذ شعبية الحزب المتآكلة، فقد نقلت صحيفة "هسبريس" عن بنكيران تأكيده "الدولة أوّلاً، والحزب ثانياً".

تحركات بنكيران تأتي في سياق محاولاته ترتيب البيت الداخلي لحزبه عبر المؤتمرات الجهوية، لكنّ ذلك لم يُنهِ الانقسامات

وقد بدا بنكيران حريصاً على "مركزية" الدولة أكثر من أيّ وقت مضى، خوفاً من تكرار سيناريو تونس، حيث شدد على ضرورة الحفاظ على مركزية الدولة ومؤسساتها قوية "تجنباً لما يقع في بعض البلدان كتونس التي وصلت إلى مرحلة غير مفهومة، بلاد أوقفت البرلمان والحكومة والقضاء... الحمد لله بلادنا مافيهاش هادشي".

وفي الوقت الذي تتساقط فيه أوراق جماعة الإخوان المسلمين وأذرعها السياسية في العديد من الدول العربية، أبى بنكيران أن يخرج من عباءة الدولة، مؤكداً أنّ حزبه "يوجد في طليعة الأحزاب، والدولة ورجالاتها يعلمون ذلك، ويعترفون بذلك، وكيقولوا العدالة والتنمية حزب ديال الدولة".

وفي تودد جديد للدولة، قال بنكيران: "حنا ديال الدولة بطريقتنا، وطريقتنا هي تقديم النصح... أحياناً تغضب منّا الدولة، وحتى الملك كيتقلق علينا؛ ولكن كيعرفنا مخلصين لبلدنا ووطننا".

 طوق الدين أربح

اللعب على المشاعر الدينية سياسة أتقنها الإخوان المسلمون لكسب شعبية زائفة، ولإنقاذهم في بعض الأحيان من مآزق ناجمة عن سلوكهم العنيف وسياستهم الضعيفة. وفي هذا السياق، واصل بنكيران التسلل إلى الطبقات الاجتماعية البسيطة من خلال الدين، حيث قال: إنّ "إخوان الحزب يوجدون في وسط سياسي يضمّ من يتغنى بالاشتراكية والشيوعية والليبرالية… إلخ، لكنّهم اختاروا مبادئ الإسلام التي نهلوها من المجتمع والأسرة، ورفضوا الاستجابة لأيّ دعوة خارج دعوة أشهد ألّا إله إلا الله".

وطلب بنكيران من إخوانه عدم التركيز بشكل مبالغ فيه على انتكاسة الحزب الأخيرة، موضحاً أنّ حزبه لم يخلق للمهام السهلة، "إذا في يوم من الأيام بلادنا وقفت علينا وقفة صحيحة سنستجيب... لأنّ الله كبر بينا وحنا ماشي ديال المهام السهلة، لأنّنا اخترنا أن نتبنّى دينه ومرجعيته".

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية