بنكيران يفاقم عزلة إخوان المغرب... إدانات واسعة داخل الجماعة وخارجها.. ما علاقة الزلزال؟

أثار بيان حزب (العدالة والتنمية) ذراع الإخوان المسلمين في المملكة المغربية، صدر عن رئيسه عبد الإله بنكيران، غضباً شديداً بين المغاربة؛ بسبب ربطه زلزال (الحوز) بما سمّاه "معاصينا ومخالفاتنا، ليس فقط بمعناها الفردي، ولكن بمعناها العام والسياسي".

وقال بيان رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران: "علينا أن ننتبه إلى أنّ من معاني "الرجوع إلى الله" ما يفيد أننا مبتعدون عنه في أمور معينة، وعليه وجب أن نرجع إلى الله، سبحانه وتعالى، كي يضمد جراحنا ويعوضنا عن مصيبتنا خيراً، ولكن يجب أن نراجع كذلك كي نرجع إلى الله، لأنّ كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمّة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا، ليس فقط بمعناها الفردي، ولكن بمعناها العام والسياسي".

عبد الإله بنكيران يثير غضباً شديداً بين المغاربة، بعد ربطه زلزال (الحوز) بما سمّاه "معاصينا ومخالفاتنا، ليس فقط بمعناها الفردي، ولكن بمعناها العام والسياسي.

وشدد الحزب في بيان لأمانته العامة على أنّ "السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية، وإنّما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي، وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة، والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها".

وقد عبّر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن صدمتهم من البيان الذي نشره حزب الإخوان وعبّر فيه عن موقفه من الكارثة التي حصدت أرواح حوالي (3) آلاف شخص، بعد أكثر من أسبوعين من وقوعها.

ناشطون يعبّرون عن صدمتهم من البيان الذي نشره حزب الإخوان، وعبّر فيه عن موقفه من الكارثة التي حصدت أرواح حوالي (3) آلاف شخص.

ويرى محللون سياسيون مغاربة أنّ هذا الموقف يكشف عن انتهازية أمين عام حزب (العدالة والتنمية)، الذي يعتمد كل الوسائل للعودة إلى الواجهة، حتى لو كانت تلك الوسائل مستفزة للناس وصادمة لهم.

وأكد الكثير من المراقبين أنّ بيان حزب (العدالة والتنمية) سقوط أخلاقي وإفلاس سياسي، ويكشف عن رغبة جامحة لدى عبد الإله بن كيران في العودة إلى المشهد السياسي، من خلال الخلط بين الخرافة والسياسة وتوظيف الدين للركوب على فاجعة زلزال (الحوز) وربطه بالذنوب والمعاصي.

هذا، وتراوحت التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين الإدانة والاستنكار لهذه التصريحات التي تستغل كارثة إنسانية للانتقام من الخصوم السياسيين، وسخر آخرون من السطحية التي يتكلم بها رئيس حزب (العدالة والتنمية).

بيان حزب (العدالة والتنمية) سقوط أخلاقي وإفلاس سياسي، ويكشف عن رغبة عبد الإله بنكيران في العودة إلى المشهد السياسي من خلال الخلط بين الخرافة والسياسة وتوظيف الدين.

وقد قوبل البيان بردود فعل غاضبة داخل الحزب، خاصة من قبل قياديّي الصف الأول الذين اعتبر البعض منهم أنّ البيان يمثل انتكاسة في خطاب الحزب، وضرباً لمساعيه في التطبيع مع واقعه والاقتراب من الناس.

وأعلن وزير التجهيز والنقل السابق، والقيادي في حزب (العدالة والتنمية)، عبد القادر عمارة أمس عن استقالته من الحزب. ونشر تدوينة على صفحته في (فيسبوك) قال فيها: "بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة حزب (العدالة والتنمية)، فإنّي أعلن استقالتي من الحزب وكل هيئاته منذ هذه اللحظة".

ورغم الإشادة التي ضمنها الحزب بالدور المركزي للعاهل المغربي الملك محمد السادس في "تدبير مخلفات زلزال (الحوز)" و"اجتماعاته المتكررة وبالسرعة والنجاعة والكرم الذي اتخذت به القرارات لتخفيف المصاب"، إلا أنّ حزب (العدالة والتنمية) هاجم أحزاب الأغلبية التي أشادت بالقرارات قائلاً: "الكل يتحدث ويشيد بالقرارات التي اتخذت والمساعدات التي قدمت والميزانية المهمة التي خصصت، لكن في المقابل لا أحد ينبه أو يذكر بما ينبغي أن يُراجع على ضوء ما كشفه هذا الزلزال من خصاص وتفاوتات مجالية".

ويتضمّن هذا الخطاب تناقضاً واضحاً، فهو يشيد بالإجراءات الملكية، ولا يريد لغيره من الأحزاب أن يفعل مثله، ويعتبر ذلك أمراً عادياً، وأنّ الأصل البحث عن التقصير، وليس الإشادة بالإجراءات، وفق (العرب) اللندنية.