بهذه الطريقة الجديدة تحاول مصر مواجهة التطرف الفكري ومنع تسييس الخطاب الديني

بهذه الطريقة تحاول مصر مواجهة التطرف الفكري ومنع تسييس الخطاب الديني والاجتهادات الشاذة

بهذه الطريقة الجديدة تحاول مصر مواجهة التطرف الفكري ومنع تسييس الخطاب الديني


21/02/2023

أعلنت مصر أنّها قررت مراقبة حسابات أئمة وخطباء المساجد على شبكات التواصل الاجتماعي، ضمن مساعي مواجهة التطرف الفكري، ومحاصرة الاجتهادات الغريبة التي تسيء للدين الإسلامي الحنيف ولتعاليمه، ولمنع تسييس الخطاب الديني.

وقال وزير الأوقاف المصري، في بيان صحفي نشرته صحيفة "الأهرام" المصرية، حمل عنوان "تنبيه وتحذير للأئمة والعاملين بالأوقاف": إنّ صفحة الإمام أو حسابه أو قناته على مواقع التواصل مثل منبره على المسجد، انعكاس طبيعي لشخصيته، ولا يمكن أن تكون للإنسان السوي شخصيتان متناقضتان؛ إحداهما في الواقع الحياتي، والأخرى في العالم الافتراضي.

مصر قررت مراقبة حسابات أئمة وخطباء المساجد على شبكات التواصل الاجتماعي، لأنّ صفحة الإمام أو حسابه أو قناته انعكاس طبيعي لشخصيته

وأشار الوزير إلى إمكانية العقاب بسبب ضغط الإمام على زر "لايك" أو مشاركة لمنشور يتناقض مع توجهات الأوقاف، مؤكداً أنّ كل إمام وخطيب عليه أن يكون حذراً في تعامله مع مواقع التواصل، "نشراً أو مشاركة أو إعجاباً أو تعليقاً".

وتنظر الوزارة إلى صفحة الإمام على أنّها جزء من شخصيته ومنبره، وبما أنّه يجب أن يكون قدوة، فسوف تتخذ الإجراءات القانونية الحاسمة مع من يُسيء استخدام شبكات التواصل، بما لا يتسق مع القيم العامة، وما تقتضيه طبيعة عمله في المؤسسة الدينية.

وفهمت إشارات وزير الأوقاف على أنّها محاولة لفرض المزيد من الرقابة على أئمة وخطباء المساجد لمحاصرة التطرف المستتر بين عناصرها؛ خشية أن يتسبب افتضاح أمر هؤلاء في حرج للوزارة أمام السلطة وخصومها.

يرجع قرار وزارة الأوقاف إلى تخفّي بعض المتطرفين في عباءة الإمام الوسطي، وللتأكد من ممارسة أئمتها لخطاب معتدل، وعدم إقدام أيّ منهم على نشر أفكار تمثل خطورة على المجتمع

ويبدو أنّ وزارة الأوقاف ترغب في تعقب الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لكشف أفكار وسلوكيات منتسبيها، لشعورها بتصاعد وتيرة الخوف من خروج الخطاب الديني عن السيطرة، واتساع دائرة التمرد على توجهاتها، والاستمرار في إحكام القبضة على الأئمة ليقوموا بتنفيذ الرؤى التي تُملى عليهم فقط.

وهناك من يرجع قرار تتبع ما يكتبه الأئمة والخطباء لتخفّي بعض المتطرفين في عباءة الإمام الوسطي، ولن يكشفه سوى حساباتهم على الشبكات الاجتماعية، ويحق للوزارة التأكد من ممارسة أئمتها لخطاب معتدل، وعدم إقدام أيّ منهم على نشر أفكار تمثل خطورة على المجتمع، وبالتالي يتم تطهير المؤسسة الدينية من المتشددين.

وكان الإخوان والسلفيون قد نجحوا أحياناً في توظيف فوضى الخطابة للدخول في سجالات للهجوم على الأئمة التابعين لوزارة الأوقاف، وتحويلها إلى مبارزة سياسية بحجة أنّ الخطيب الذي يُدلي برأيه تابع للسلطة أو جزء منها.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية