بهذه الطريقة يخطط الإخوان المسلمون لإفشال مفاوضات جدة وإشعال حرب في شرق السودان

جهاديون ومطلوبون لمحاكم دولية يخططون لإفشال مفاوضات جدة وإشعال حرب في شرق السودان

بهذه الطريقة يخطط الإخوان المسلمون لإفشال مفاوضات جدة وإشعال حرب في شرق السودان


23/07/2023

مع قبول الجيش السوداني، على لسان نائب قائده العام شمس الدين كباشي، العودة إلى جدة لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع، التي ترافقت مع معركة الخرطوم بحري 14 تموز (يوليو) التي تمكنت خلالها قوات الدعم السريع من صد هجوم للجيش السوداني، كان هدفه إسناد سلاح الإشارة بالخرطوم والقيادة العامة في الخرطوم عن طريق جسر القوات المسلحة، حيث تم تحطيم متحركين كاملين وقتل لواءين أحدهما قائد المتحرك، وأسر عميدين أحدهما قائد ثاني المتحرك العميد ولي الدين ونسه ؛ شنّ أنصار النظام المخلوع حملة إعلامية شعواء على تصريحات نائب القائد العام، التي خلقت انقساماً حاداً بين دعاة الحرب والحل السلمي عبر المفاوضات، تجلى في الهجوم الكثيف على الجيش من الدوائر الإعلامية والمنصات المحسوبة على جماعة الإخوان المتهمة بإشعال الحرب وخيار الحسم العسكري.

ومع العودة إلى المفاوضات بمدينة جدة السعودية، تواترت الأخبار بقيام الجيش السوداني بعمليات تمشيط واسعة النطاق، بما يعنى قرب الحسم النهائي للمعركة؛ إلا أنّ خبراء عسكريين أكدوا أنّ ذلك لا يعدو كونه دعاية حربية؛ الهدف منها رفع معنويات الجنود وطمأنة الأنصار والضغط على الخصم من أجل تحقيق مكاسب سياسية في المفاوضات، إذ من غير المُمكن عسكرياً ـ بالنسبة إلى الخبراء ـ الحديث عن عمليات تمشيط بينما ما يزال (العدو) يبسط سيطرة كاملة على أماكن استراتيجية ومساحات واسعة من العاصمة السودانية بمدنها الـ (3).   

إشعال الشرق

من جهة أخرى، ووفقاً لمصادر متطابقة، بدأت جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في حزب المؤتمر الوطني المخلوع، والتي يبدو أنّها غير راضية عن عودة قيادة الجيش إلى مفاوضات جدة، واعتبارها طعنة في الظهر من قبل عبد الفتاح البرهان وطاقمه، بدأت الانخراط في اجتماعات مكثفة اختارت لها مدينة كسلا بشرق السودان، على الحدود مع إريتريا، بجانب مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، والتي تتخذ منها قيادة الجيش عاصمة بديلة إلى حين انجلاء حرب الخرطوم، وبحسب معلومات متداولة على نطاق واسع، نظم ضباط جيش ينتمون إلى الجماعة اجتماعات سرّية وعلنية مع قادة حزب المؤتمر الوطني، وعلى رأسهم آخر رئيس للحزب، الهارب من سجن (كوبر) مع بداية حرب الخرطوم والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في إقليم دافور (غرب السودان) أحمد هارون، في منطقة السواقي (البساتين) بمدينة كسلا، حيث ابتدر الإخوان تنظيم حملات تجنيد وسط الشباب بشرق السودان من أجل إعلان الجهاد.

تغريدة رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان (التيار الديمقراطي الثوري) ياسر عرمان

وأكد رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان (التيار الديمقراطي الثوري) ياسر عرمان في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أنّ من سمّاهم بكبار قيادات الفلول يعملون على توسيع دائرة الحرب لتشمل شرق السودان.

بدأت جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في حزب المؤتمر الوطني المخلوع، الانخراط في اجتماعات مكثفة حيث ابتدر الإخوان تنظيم حملات تجنيد وسط الشباب بشرق السودان من أجل إعلان الجهاد

وبالترافق مع ذلك، أعلن ضرار أحمد ضرار الشهير بـ (شيبة)، وهو قائد ميليشيا قبلية صغيرة في شرق السودان تتبع لقيادة الجيش، عن عزمه طرد أعضاء مجلس السيادة المدنيين المقيمين في بورتسودان، وطالب عبد الفتاح البرهان بإقالتهم بعد أن وصفهم بالفاسدين، الأمر الذي اعتبره مراقبون منسقاً بين قيادة الجيش وفلول النظام السابق لإبعاد وزير المالية وقائد حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم من المدينة، تمهيداً للسيطرة على الموارد التي يديرها وتسخيرها للعمل الجهادي وتغذية الفتن القبلية التي يُدبر لها أنصار النظام البائد.

وأعلن ضرار عن استعداده لتجهيز آلاف المقاتلين للانضمام إلى الجيش، ممّا يؤكد التزامه وانخراطه في تحركات ومخططات الكيزان من أجل إفشال المفاوضات واستمرار الحرب إلى حين تصبح لحظة الانقضاض على قيادة الجيش والإطاحة بها والعودة إلى الحكم ناضجة ومواتية.

تحركات مريبة

ويثير وجود قادة الوحدات الجهادية بحزب المؤتمر الوطني، وأبرزهم مجرم الحرب المطلوب دولياً أحمد هارون، وأمير ما يُسمّى بكتائب المجاهدين حاج ماجد سوار، ووزير النفط السابق والقيادة بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية عوض أحمد الجاز المتهم بجرائم فساد مالي، في شرق السودان، يثير الكثير من المخاوف، ويعتبره مراقبون إيذاناً بإشعال فتن وحروب قبلية بين مكونات الإقليم الذي ينعم بسلام اجتماعي هش.

وجود تحركات متطرفين إسلاميين بحرّية ودعم من قيادة الجيش في شرق السودان، فضلاً عن تنسيقهم مع ميليشيات (شيبة ضرار) المدعومة من الإخوان وقيادة الجيش، قد يؤثر سلباً ويسبب ضرراً بالغاً على مصالح السعودية ومصر وإريتريا وإثيوبيا

ووفقاً لراصدين لتحركات قادة جماعة الإخوان وحزبها المؤتمر الوطني ومراقبين لها، فإنّها تسعى لتجنيد الشباب وإشعال الحروب القبلية في شرق السودان من أجل منع التوصل إلى اتفاق بين الجيش وقوات الدعم السريع، وعرقلة الجهود السعودية / الأمريكية للوساطة بينهما.

جماعة الإخوان تسعى لتجنيد الشباب وإشعال الحروب القبلية في شرق السودان

وتشعر دول الإقليم والعالم بالقلق من وجود جهاديين ومتهمين بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وهاربين من السجون في شرق السودان، لكي لا يصبح مسرحاً جديداً للحرب، فضلاً عن الخرطوم ودارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، الأمر الذي قد يتسبب في تهديد الأمن الإقليمي والدولي، حيث يطل إقليم شرق السودان على البحر الأحمر.

خطر على الجميع

ويُعتقد على نطاق واسع أنّ وجود تحركات متطرفين إسلاميين بحرّية ودعم من قيادة الجيش في شرق السودان، فضلاً عن تنسيقهم مع ميليشيات (شيبة ضرار) المدعومة من الإخوان وقيادة الجيش، قد يؤثر سلباً ويسبب ضرراً بالغاً على مصالح السعودية ومصر وإريتريا وإثيوبيا، بجانب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، ويهدد الأمن الإقليمي والدولي على ساحل البحر الأحمر، وربما يتحول ساحل السودان على البحر الأحمر ومياهه الإقليمية إلى بؤر للإرهابيين والقراصنة كما حدث في الصومال إبّان الحرب الأهلية؛ الأمر الذي سيعرّض حركة التجارة الدولية لمخاطر عديدة وحركة النقل من وإلى قناة السويس، وبالتالي سيكون أمن البحر المتوسط في خطر أيضاً.   

إنّ وجود متطرفي جماعة الإخوان في منطقة السواقي بمدينة كسلا، بالقرب من الحدود الإريترية، ربما يتسبب بمخاوف جمّة للحكومة الإرتيرية التي تمتلك حساسية شديدة تجاه النزعات الدينية المتطرفة، كما أنّها ستنظر إلى الأمر باعتباره مهدداً لأمن البحر الأحمر وخطراً عليها كدولة تمتلك أطول ساحل عليه.

مواضيع ذات صلة:

بعد ممانعة وتشدد... لماذا طلب الجيش السوداني العودة إلى منبر جدة؟.. وما موقف الإخوان؟

ما الذي حملته قمة القاهرة لدول جوار السودان؟

"السودان يعاني فراغاً في القيادة"... رواه آبي أحمد وأخرجته إيغاد



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية