بهذه الطريقة يستغل الحوثيون المهمشين والأفارقة

بهذه الطريقة يستغل الحوثيون المهمشين والأفارقة


07/09/2020

بعد عمليات تهجير قسري طالت 300 ألف مهمّش، و8 آلاف لاجئ أفريقي من مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي، وفقاً لدراسات موّلتها منظمة اليونسيف، لجأت الميليشيا الإرهابية لاستغلال الشريحتين في حملات استقطاب واسعة ودفعهم إلى محارق موت جماعية، تشمل القتال وحفر الخنادق ونقل الأسلحة، بعد العجز الكبير في صفوف مقاتليها.

وقالت مصادر حقوقية نقلت عنها صحيفة "العين" الإخبارية: إنّ ميليشيا الحوثي استحدثت في الأشهر الماضية كتائب قتالية في صفوفها الإرهابية تحمل مُسمّى "أحفاد بلال"، وتضمّ المقاتلين المهمّشين والأفارقة، وأسندت إليهم مهامّ هجومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب والجوف والبيضاء.

 

الميليشيا الإرهابية تستغل المهمّشين واللاجئين في حملات استقطاب واسعة وتدفعهم إلى جبهات القتال

وأوضحت المصادر أنّ استخدام المهمّشين والأفارقة في الأعمال العسكرية ارتفع بشكل غير مسبوق عقب توجيه زعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي، منتصف العام الجاري، بإدماج "المهمّشين" بالمجتمع ضمن برنامج طويل الأمد، وتأهيلهم لشغل مناصب مهمّة، على حدّ زعمه.

ولم تكن دعوة زعيم المتمرّدين أكثر من فخٍّ نصبه لاستدراج المهمّشين والأفارقة بالترغيب والترهيب إلى دورات ثقافية لغسل أدمغتهم، قبل أن تُخصّص لهم معسكرات استقبال تدريبية خاصة، أبرزها معسكرات "وادي الحار" و"العوشة" في ذمار، ومعسكرات بلدة "عبال" شرقي الحديدة.

كما استحدثت الميليشيات معسكراً للأفارقة في محافظة إب، وقد ضمّت إليه عشرات من المهاجرين غير الشرعيين عبر الشريط الساحلي القادمين من القرن الأفريقي.

واعتبر رئيس الاتحاد الوطني لتنمية الفئات الأشد فقراً، نعمان الحذيفي، أنّ ما تقوم به ميليشيا الحوثي من ممارسات بحقّ أقلية المهمّشين هو "تصفية عرقية"، تحاكي جرائم داعش بالعراق.

وقال الحذيفي: إنّ ميليشيا الحوثي تقوم بمحاولة استقطاب المهمّشين والأفارقة عن طريق تجنيد بعض الشخصيات والأعيان البارزة بأوساط الفئة ذاتها، ومن ثمّ يقومون بعملية التأثير على أقرانهم مستغلين حالة الجهل والفقر المدقع والخوف والحاجة الماسّة لدى شباب ورجال هذه الفئة لتأمين الغذاء لأسرهم.

كتائب "أحفاد بلال" أسندت لها مهامّ هجومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب والجوف والبيضاء

وأوضح رئيس الاتحاد المعني بالدفاع عن حقوق المهمّشين أنّ الميليشيات لجأت للتدليس على أصحاب البشرة السمراء وأطلقت عليهم "أحفاد بلال"، وهو مُسمّى عنصري جاء تحت ذريعة برنامج دمجهم بالمجتمع، لكنه يقوم في النهاية باستقطابهم لمواجهة مصيرهم المحتوم في جبهات الموت، إضافة إلى كونه يصادر الهوية الوطنية للمهمّشين، وتأصيل العنصرية بوجدان المجتمع اليمني.

ولفت الحذيفي إلى أنّ ميليشيا الحوثي زجّت بالمئات على أطراف مأرب والجوف وهي الجبهات المشتعلة، حيث عاد العديد منهم إلى أسرهم جثامين هامدة، لافتاً إلى أنّ ما يجري هو "تصفية عرقية" لأقليّة، وفقاً للقانون الدولي.

وطالب الحقوقي اليمني منظّمات الأمم المتحدة المهتمّة بشؤون الأقليات واللاجئين بإنقاذ المهمّشين والأفارقة من خطر الحرب الحوثية، التي تنتهج التصفية العرقية والاتجار بالبشر واستغلال أرواحهم في حروبها العبثية.

وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني قد قال في تصريح صحفي مطلع الشهر الجاري: إنّ ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تمارس بحقّ المهمّشين والأفارقة جرائم إبادة جماعية، عبر حشدهم والزجّ بهم، دون أيّ خبرة عسكرية، في جبهات القتال.

ولفت الوزير اليمني، في سلسلة تغريدات عبر حسابه بـ"تويتر"، إلى أنّ إطلاق زعيم ميليشيا الحوثي ما أسماه "البرنامج الوطني للعناية بأحفاد بلال" كان مجرّد لافتة للتغرير بهم واستدراجهم إلى محارق الموت، واستغلالهم لتغطية العجز البشري الذي تعانيه الجماعة في ظلّ نزيفها البشري الحاد.

ودعا الإرياني الأمم المتحدة إلى القيام بواجباتها الإنسانية والأخلاقية إزاء هذه الجرائم، ووقف استغلال ميليشيا الحوثي للحالة المعيشية لهذه الشريحة، واستخدامهم وقوداً لمعارك ومخططات نظام طهران التي تستهدف أمن اليمن والإقليم والعالم.

والمهمّشون هم من ذوي البشرة السمراء، ويعيش غالبية أبناء هذه الشريحة، المقدّرة بـ3 ملايين نسمة، في مستوطنات أكواخ مبنية من القش أو الصفيح، فيما يُقدّر عدد اللاجئين المتواجدين باليمن بنحو مليون نسمة، وفقاً لتقديرات أممية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية