بوادر أزمة تلوح بالأفق بين قطر وألمانيا.. ما علاقة مونديال 2022؟

حول المونديال وحقوق الإنسان... قطر وألمانيا بوادر أزمة تلوح بالأفق

بوادر أزمة تلوح بالأفق بين قطر وألمانيا.. ما علاقة مونديال 2022؟


29/10/2022

تلوح في الأفق بوادر أزمة كبيرة بين دولة قطر وألمانيا، على خلفية تصريحات وزيرة الداخلية نانسي فيزر حول ملف حقوق الإنسان في قطر، وضرورة ألّا تمنح أيّ دولة لديها ملف انتهاكات حقوقية فرصة استضافة مونديال كأس العالم.

وقالت الوزيرة في مقابلة تلفزيونية بثت أول من أمس: إنّ استضافة قطر للمونديال كانت بالنسبة إلى الحكومة الألمانية "صعبة للغاية"، مشيرة إلى أنّ "هناك معايير يجب الالتزام بها، ومن الأفضل عدم منح شرف تنظيم البطولات لمثل تلك الدول"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وفي تصريح ثانٍ، قالت الوزيرة الألمانية: "يجب أن نتأكد من ارتباط منح شرف استضافة وتنظيم الأحداث الرياضية الدولية في المستقبل بمعايير حقوق الإنسان".

نانسي فيزر تشدد على ضرورة ألّا تمنح أيّ دولة لديها ملف انتهاكات حقوقية، كدولة قطر، فرصة استضافة مونديال كأس العالم

وقد استدعت وزارة الخارجية القطرية أمس السفير الألماني كلاوديوس فيشباخ، وسلمته مذكرة احتجاج على تصريحات فيزر بشأن استضافة قطر لكأس العالم 2022، في تطور ينذر بأزمة بين البلدين، ويرخي بظلال ثقيلة على زيارة مقررة تعتزم الوزيرة الألمانية القيام بها إلى الدوحة الإثنين المقبل.

وأعربت المذكرة التي نشرتها وكالة قنا الرسمية عن رفض دولة قطر التام لهذه التصريحات بحق دولة تمثل استضافتها لبطولة كأس العالم "إنصافاً لمنطقة ظلت تعاني من صورة نمطية ظالمة لعقود"، مؤكدة أنّ "دولة قطر ماضية في تنظيم واحدة من أفضل البطولات من أجل إظهار حضارة المنطقة وتراثها لكل العالم، وتعزيز قيم التسامح بين كافة الشعوب".

وأكدت المذكرة أنّ "صدور هذه التصريحات من الوزيرة الألمانية قبل زيارتها الرسمية للدوحة الأسبوع المقبل يخالف الأعراف والتقاليد الدبلوماسية"، مشيرة إلى أنّ أهم مجموعات حقوق الإنسان ومنظمات الأمم المتحدة أشادت بإصلاحات دولة قطر في مجال العمال، لكونها "إصلاحات فعالة وطويلة الأمد، وهي نتيجة لأعوام من التخطيط المدروس، تضمنت عدة جوانب منها إصلاحات عدد من قوانين العمل والممارسات المتعلقة بها".

نويندورف: تحدثت مع جياني أنفانتينو، وأعتقد أنّه سيكون من الصعب جداً مستقبلاً منح حق تنظيم البطولة دون أن يتم أولاً مناقشة ملف حقوق الإنسان

من جانبه، وصف المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري تصريحات الوزيرة الألمانية بأنّها "مرفوضة ومستهجنة ومستفزة للشعب القطري"، مؤكداً أنّه ليس مقبولاً تسجيل الساسة مواقف للاستهلاك المحلي على حساب علاقات بلدانهم مع الدول الأخرى.

وقال الأنصاري: إنّ دولة قطر ظلت منذ أن نالت "شرف" استضافة كأس العالم "تتعرض لحملة غير مسبوقة لم يتعرض لها أيّ بلد مضيف"، وأنّ "الحملة تواصلت واتسعت لتتضمن افتراءات وازدواجية معايير".

وفي سياق متصل بالموقف الألماني، أكد رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم بيرند نويندورف لإذاعة "إس دبليو آر" الألمانية معارضته لمقاطعة مونديال قطر.

وقال بيرند نويندورف الذي من المقرر أن يكون ضمن وفد وزيرة الداخلية إلى الدوحة: "عندما تبدأ بطولة كأس العالم  في قطر سيكون التركيز على الجانب الرياضي، لكن يجب أن نكون واضحين في موقفنا إذا دار الحديث عن الأوضاع المجتمعية والسياسية في قطر".

وأشار إلى أنّ هناك مسؤولية تقع على عاتق الاتحاد الألماني لكرة القدم والمنتخب الألماني، مشدداً في الوقت ذاته على أنّه يدعم فكرة تقديم تعويضات لعائلات عاملين توفوا في المنشآت الخاصة بالمونديال.

وقال: إنّه تحدث مع جياني أنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في هذا الشأن، وشدد على مسؤولية فيفا في هذا الشأن، وقد عبّر عن اعتقاده بأنّه سيكون من الصعب جداً مستقبلاً منح حق تنظيم البطولة دون أن يتم أولاً مناقشة ما يعنيه هذا الأمر (في إشارة إلى ملف حقوق الإنسان)".

واقترح أن يتم التعامل مستقبلاً مع منح حق تنظيم البطولات من هذا المنظور كشرط من شروط منح حق استضافة مثل تلك الفعاليات.

ويُعدّ استدعاء السفير الألماني أول مرة تستدعي فيها الدوحة سفيراً احتجاجاً على تصريح لمسؤول في بلده بشأن استضافتها المونديال، وتواجه قطر قبل بضعة أسابيع من انطلاق أكبر فعالية كروية في العالم انتقادات متجددة على خلفية سجلها في حقوق الإنسان الذي تفجر قبل أعوام، بعد تقارير أشارت إلى وفاة العشرات من العاملين الأجانب في منشآت المونديال بسبب ظروف العمل في درجات حرارة مرتفعة جداً وبسبب طول ساعات العمل، وكانت الدوحة تسابق الزمن لتكون تلك الملاعب جاهزة قبل فترة من انطلاق فعاليات كأس العالم.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية