بين الاغتيال والإقصاء... هكذا تتصارع أجنحة الحوثي على الأموال والمناصب

بين الاغتيال والإقصاء... هكذا تتصارع أجنحة الحوثي على الأموال المناصب

بين الاغتيال والإقصاء... هكذا تتصارع أجنحة الحوثي على الأموال والمناصب


19/08/2023

في خضم محاولات حثيثة لكل طرف للسيطرة على الأموال والمناصب، اتسعت رقعة الصراعات في صفوف أجنحة ميليشيات الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، في ظل تصاعد عمليات الاغتيالات التي طالت عدداً من القيادات، وقرارات العزل من المناصب القيادية.

وشهدت محافظات صنعاء وإب ومأرب، خلال الأسبوعين الأولين من آب (أغسطس)، (7) أحداث منفصلة بينها تصفيات بينية، عكست حدة الصراع المحتدم بين أجنحة الميليشيات خصوصاً بين جناحي صعدة وصنعاء.

اتسعت رقعة الصراعات في صفوف أجنحة ميليشيات الحوثي الإرهابية في ظل تصاعد عمليات الاغتيالات التي طالت عدداً من القيادات.

تلك الأحداث شملت (4) اغتيالات، بالإضافة إلى اعتداء على قيادي واعتقاله في إب، ومحاصرة ثانٍ بصنعاء، ونجاة ثالث من الموت المحقق، ومقتل عدد من مرافقيه، فضلاً عن جملة قرارات إقالة وإطاحة أصدرتها القيادات الحوثية المحسوبة على الجناحين خلال الفترة الماضية، وفقاً لما نقله موقع (نيوز يمن) المحلي.

وفي آخر تلك الأحداث، أقدم مسلحون على نصب كمين للقيادي الحوثي (إبراهيم القشار) على خط الحتارش، شمالي صنعاء، وأطلقوا النار عليه، ممّا أدى إلى مقتله على الفور. 

والقشار كان مقرباً من القيادي الحوثي يحيى الشامي، الذي توفي هو ونجله زكريا في ظروف غامضة قبل فترة.

خلال الأسبوعين الأولين من آب (أغسطس) شهدت محافظات صنعاء وإب ومأرب (7)  أحداث منفصلة، بينها تصفيات بينية.

والجمعة 11 آب (أغسطس) الجاري اعتدى مسلحون حوثيون على قيادي أمني حوثي يدعى (صخر صادق حمزة) المنتحل صفة مدير أمن مديرية مذيخرة بعد تهريبه مطلوبين. واختطف المسلحون القيادي الأمني وأودعوه سجناً حوثيّاً في مركز المحافظة.

بالتزامن، كشف القيادي الحوثي (إسماعيل الجرموزي) عن قيام أطقم عسكرية تابعة لما تسمّى قوات الأمن الخاصة بمحاصرة منزله بصنعاء منذ أيام، متهماً وزير داخلية الحوثيين  عبد الكريم الحوثي بإرسال هذه الأطقم، على الرغم من أنّ نجله الوحيد "مجاهد" يقاتل في صفوف الميليشيات منذ (7) أعوام.   

وقال الجرموزي، الذي كان مُعيناً من الميليشيات مديراً عاماً للمراجعة الداخلية بوزارة الأوقاف والإرشاد سابقاً: إنّ الأطقم العسكرية مدججة بالأسلحة، وبحوزتهم أوامر بالقبض القهري عليه، واصفاً إياهم بـ "دولة الأوغاد"، على خلفية مطالبته برواتب الموظفين، وتسريبه وثائق تثبت الفساد المهول الذي تمارسه أجنحة داخل الجماعة.

وقد نجا بأعجوبة قيادي وشيخ قبلي موالٍ لميليشيات الحوثي الإرهابية يدعى (نبيل حسين زوقم)، وكنيته "أبو حسين"، من محاولة اغتيال من قبل مسلحين مجهولين أثناء مروره في شارع الستين وسط صنعاء، وأصيب عدد من مرافقيه، والحقت أضرار في سيارته، قبل أن يلوذ الجناة بالفرار إلى جهة مجهولة.

الميليشيات الحوثية حاولت تفنيد الحادث وتسويقه على أنّه شائعة، نافية وقوعها عبر تصريح أدلى به القيادي الحوثي (زوقم) لمركز الإعلام الأمني التابع لوزارة داخلية الحوثيين، إلا أنّ ما يؤكد وقوع الحادث استحداثها عشرات نقاط التفتيش في صنعاء عقب الحادث الذي يأتي ضمن الصراعات بين جناحي صعدة وصنعاء. 

لا يقتصر سجل الصراع الداخلي في ميليشيات الحوثي على الاغتيالات فقط، بل شهد تطوراً آخر شمل إقالة عدد من قيادات الصفين الثاني والثالث من مناصبهم.

وسبق أن وجه القيادي (زوقم) اتهامات علنية لقيادات حوثية بارزة في المجلس السياسي الأعلى التابع للميليشيات بالفساد.

وقبل الحادث بيومين اغتالت عناصر الأمن الوقائي التابعة للحوثيين، في ساعات متأخرة من الليل، الشيخ القبلي حسن صالح الراعي، بعد تعقبه في مديرية بني الحارث شمالي صنعاء، وتم نقله بعد الحادث إلى مستشفى (يوني ماكس) التابع لأحد قيادات الميليشيات، بعد الترويج أنّ سبب الحادث إطلاق عيار ناري من سلاحه الشخصي أثناء قيامه بتنظيفه. 

بالمقابل، نفى أقارب الضحية هذه المزاعم، مؤكدين أنّه تعرّض لعملية اغتيال آثمة وضلوع قيادات حوثية في مقتله كان على خلاف معها.

وفي 4 آب (أغسطس) أقدمت قيادات حوثية تنحدر من محافظة صعدة (معقل الميليشيات الرئيس) على تصفية القيادي الميداني البارز المدعو (ناجي ضيف الله الأمير) المنحدر من محافظة مأرب بعد تصاعد خلافاتها معه بقصف تجمع له مع آخرين بالطيران المسيّر التابع لها في جبهة الجوبة، جنوبي مدينة مأرب. ورصدت الميليشيات تحركات القيادي (الأمير) واستهدفته مستغلة اندلاع معارك عنيفة بين الميليشيات مع القوات الحكومية لتصوير حادثة مقتله كأنّها وقعت خلال المواجهات.

وأكد موقع (نيوز يمن) أنّ الحادثة جاءت مع أخرى مماثلة في سياق الصراعات الميدانية بين أجنحة ميليشيات الحوثي في جبهة مأرب، أودت بحياة القيادي (صالح شملول) المكنى "أبو صالح"، المنحدر من مديرية المراشي بمحافظة الجوف، في اشتباكات مع قيادي حوثي آخر في جبهة رغوان شمالي غربي مأرب.

ولا يقتصر سجل الصراع الداخلي في ميليشيات الحوثي على الاغتيالات فقط، بل شهد تطوراً آخر شمل إقالة عدد من قيادات الصفين الثاني والثالث من مناصبهم في صنعاء وعدة محافظات خاضعة لسيطرتهم. 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية