تحت عباءة اللاجئين... تركيا تقر إجراءات لحماية عناصر الإخوان

تحت عباءة اللاجئين... تركيا تقر إجراءات لحماية عناصر الإخوان

تحت عباءة اللاجئين... تركيا تقر إجراءات لحماية عناصر الإخوان


15/08/2023

أقرت السلطات التركية قبل أيام إجراءات جديدة من شأنها توفير حماية لعدد كبير من عناصر تنظيم الإخوان المقيمين على أراضيها، تحت مظلة حقوق اللاجئين، في خطوة عكست تناقضاً مع ما أعلن سابقاً بشأن التضييق على التنظيم ووقف أنشطته المعادية لمصر، في ضوء التفاهمات الجارية بين البلدين على مدار نحو عام ونصف العام، أسفرت مؤخراً عن رفع التمثيل الدبلوماسي فيما بينهما إلى مستوى السفراء، فضلاً عن تداول أخبار حول تبادل الزيارات الرئاسية قريباً.

الإجراءات كشف عنها الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (منظمة إخوانية)، الذي التقى الثلاثاء الماضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع وفد من قيادات الاتحاد، وناقشوا أوضاع اللاجئين سواء من سوريا أو مصر، على حدّ تعبيرهم، مطالبين بوقف كافة الإجراءات ضدهم وتوفير حماية للمقيمين على الأراضي التركية، وهو ما تعهد الرئيس التركي بتنفيذه، على حدّ قول داغي.

وعبر صفحته على (تويتر) قال داغي: إنّ "الرئيس التركي تعهد بحماية المقيمين على الأراضي التركية، وخصص خطاً مباشراً للوفد من أجل التواصل مع رئاسة الجمهورية في حال وقوع أيّ تجاوزات تطال المهاجرين، ويقصد بهم عناصر الإخوان، وتحديداً من مصر وسوريا".

محاسبة من يضايق الإخوان

الأمر بدا متجاوزاً لفكرة توفير الدعم اللازم لعناصر التنظيم إلى محاسبة من يطالب باتخاذ إجراءات ضدهم داخل البلاد، في محاولة لإرهاب التيارات السياسية الضاغطة اليوم في تركيا لوقف الدعم المقدم لعناصر التنظيم، ويذكر داغي أنّه "خلال الاجتماع الذي استمر لساعتين، تم طرح مواضيع تتعلق بوضع المهاجرين والأجانب والتجاوزات التي تطالهم في الفترة الأخيرة من قِبل بعض أفراد الشرطة وموظفي الدوائر الرسمية، مضيفاً أنّ الوفد حث الرئيس أردوغان على ضرورة سنّ قوانين صارمة ضد خطاب الكراهية والعنصرية ومحاسبة كل من يستخدم هذه اللغة، سواء من جانب الأتراك أو العرب".

أحمد سلطان: الإجراءات التركية الأخيرة هي حلقة ضمن سلسلة متواصلة من الدعم التركي المباشر الذي لم يتوقف لجماعة الإخوان

وفي إشارة لتذكير أردوغان بالدعم الذي قدّمه التنظيم الدولي للإخوان له إبّان الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قال داغي: إنّ "وفد العلماء نقل للرئيس أردوغان دعم العالم العربي والإسلامي له قبل الانتخابات الرئاسية، وقد تفاجؤوا من ملاحقة المهاجرين فور خروج تركيا من الاستحقاق الانتخابي، وأكد أردوغان للوفد أنّ الحملة الأخيرة كانت تستهدف فقط المخالفين الذين ليست لديهم قيود نظامية وغير المنضبطين والمتورطين في جرائم داخل الأراضي التركية."

وقال أمين اتحاد علماء المسلمين: إنّ أردوغان أبلغ وفد علماء المسلمين بأنّه تواصل مع وزير الداخلية علي يرلي كايا، وطلب منه اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وقوع تجاوزات غير مرغوب فيها بحق المهاجرين والمقصود بهم عناصر الإخوان.

لا شيء تغير

وكانت عناصر إخوانية متواجدة داخل تركيا قد تحدثت الأسبوع الماضي عن إجراءات تطمينية أبلغوا بها من جانب السلطات التركية، تؤكد عدم نية أنقرة تسليم أيّ عنصر من عناصر التنظيم المطلوبين عبر أراضيها، وهو ما عبّر عنه الإعلامي الإخواني حمزة زوبع عبر فيديو نشره بقناته على (يوتيوب) أكد خلاله أنّه تواصل مع مسؤولين داخل الحكومة التركية، وأكدوا له أنّه "لا شيء تغير" فيما يتعلق بالدعم المقدم لعناصر التنظيم من الجانب التركي.

القرة داغي: الرئيس التركي تعهد بحماية المقيمين على الأراضي التركية، وخصص خطاً مباشراً للوفد من أجل التواصل مع رئاسة الجمهورية في حال وقوع أيّ تجاوزات تطال المهاجرين، ويقصد بهم عناصر الإخوان، وتحديداً من مصر وسوريا

تصريح زوبع تداوله عدد كبير من عناصر الإخوان، الذين أكدوا أنّ تركيا لم تتوقف عن سياسات الدعم للجماعة، ولكنّها قللت التصريحات المعادية للقاهرة، في ضوء التفاهمات المشتركة بين البلدين، وفي الوقت ذاته أكدت في اجتماعات عديدة مع قيادات التنظيم أنّه لا نية للتخلي عن الإخوان أو تسليمهم للقاهرة.

تناقض تركي تحكمه براغماتية سياسية

ويصف الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب أحمد سلطان الإجراءات التركية الأخيرة بأنّها حلقة ضمن سلسلة متواصلة من الدعم التركي المباشر، الذي لم يتوقف لجماعة الإخوان، وإن كانت تعكس تناقضاً واضحاً في الموقف الرسمي التركي الذي عبّر في وقت سابق عن إجراءات من شأنها تضييق حركة التنظيم.

ويقول سلطان في تصريح لـ (حفريات): إنّ الرئيس التركي ربما استجاب في وقت سابق للضغوط التي تعرّض لها من جانب التيار القومي في البلاد لرفع يد العون عن التنظيم، لكنّه في الوقت ذاته عبّر لوفد الاتحاد العالمي عن توفير كافة إجراءات الحماية للمهاجرين.

ويوضح سلطان أنّ تركيا لم تتخذ أيّ قرارات بشأن ترحيل عناصر التنظيم، حتى في خضم الحملات التي شنتها السلطات التركية ضد عناصر التنظيم خلال الأسابيع الماضية تم تبرير الأمر لقيادات الإخوان بأنّ ما حدث هو إجراء قانوني، وليس سياسياً، لكنّ ما جرى هو ترويج للأمر باعتباره تضييقاً على الإخوان.

لجان لتوفيق أوضاع الإخوان

بحسب سلطان، خصصت السلطات التركية مؤخراً لجاناً خاصة للتنسيق مع جماعة الإخوان، ويتم من خلالها العمل على تسوية أوضاع عناصرها على الأراضي التركية بشكل قانوني، واتخاذ الإجراءات اللازمة للإفراج عن أيّ عنصر منهم في حال جرى القبض عليه، مشيراً إلى أنّ الإجراء الوحيد الذي أقرته السلطات التركية بهذا الصدد يتعلق برفض دخول عدد من عناصر التنظيم جاؤوا من السودان خلال الأسابيع الماضية.

خصصت السلطات التركية مؤخراً لجاناً خاصة للتنسيق مع جماعة الإخوان، ويتم من خلالها العمل على تسوية أوضاع عناصرها على الأراضي التركية بشكل قانوني، واتخاذ الإجراءات اللازمة للإفراج عن أيّ عنصر منهم، في حال جرى القبض عليه

ويؤكد سلطان أنّ تركيا لن تغير نهجها مع جماعة الإخوان، ولن تتخلى عن دعم التنظيم في القريب العاجل، وما يحدث لا يعدو كونه إجراءات قانونية لتوفيق أوضاع عناصر الإخوان على الأراضي التركية، وفيما يتعلق بالتفاهمات مع مصر، يبدو أنّ الجانب التركي قد اكتفى بوقف المنصات الإعلامية.

وأشار سلطان إلى أنّ الاجتماع قد تطرق أيضاً لمناقشة تدشين جماعة إسلامية عالمية على غرار الأزهر الشريف، وهو مشروع قدمته بعض الشخصيات المحسوبة على تنظيم الإخوان للرئيس التركي في وقت سابق، وكان قد تعثر، والهدف منه هو خلق مرجعية دينية موازية للأزهر الشريف بمصر، وخلق كيان ديني لمناطحة المؤسسات الدينية في مصر، دون الإفصاح عن انتماءات تنظيمية للإخوان، سيكون متطابقاً في الإيديولوجيا مع الإخوان، ومتوافقاً مع الخط السياسي التركي، وقد أبدى الرئيس التركي موافقة مبدئية على المقترح، وقال إنّه قيد الدراسة.

مواضيع ذات صلة:

خطوة جديدة في التقارب بين مصر وتركيا...السعودية والإمارات تعلقان

هل تُعجِّل تسمية السفيرين بالقمة الرئاسية بين مصر وتركيا؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية