تحذير أممي: استمرار الحرب في السودان سيؤدي إلى تعاظم خطر التفكك

تحذير أممي: استمرار الحرب في السودان سيؤدي إلى تعاظم خطر التفكك

تحذير أممي: استمرار الحرب في السودان سيؤدي إلى تعاظم خطر التفكك


10/08/2023

ما يزال النزاع في السودان يؤدي إلى عواقب هائلة على البلاد وشعبها الذي يواجه معاناة لا توصف، وقد حذّرت مارثا آما أكيا بوبي، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لشؤون أفريقيا في دائرة الشؤون السياسية وبناء السلام، من أنّ استمرار الحرب في السودان سيؤدي إلى "تعاظم خطر التفكك"، مع تزايد احتمالات "التدخل الأجنبي وتحلل السيادة في البلاد".

واستمع أعضاء مجلس الأمن في نيويورك إلى إحاطة من مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لشؤون أفريقيا في دائرة الشؤون السياسية وبناء السلام، التي لفتت إلى مضي أكثر من (100) يوم على بدء القتال بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان من جهة، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي من جهة أخرى.

حذّرت مسؤولة أممية من أنّ استمرار الحرب في السودان سيؤدي إلى تعاظم خطر التفكك، مع تزايد احتمالات التدخل الأجنبي وتحلل السيادة في البلاد.

 وأوضحت أنّ القتال يتركز خصوصاً في الخرطوم وبحري وأم درمان وإقليم دارفور "من دون أن يتمكن أيّ طرف من تحقيق نصر أو أيّ مكاسب رئيسية".

وأضافت أنّ "العاصمة الخرطوم ما تزال المركز الرئيسي للقتال"، لا سيّما في محيط المنشآت الرئيسية للجيش، ومنها المقر الرئيسي للقيادة العامة للقوات المسلحة

وأكدت بوبي أنّ الطرفين كبَّدا المدنيين في دارفور "معاناة هائلة"، مشيرة إلى أنّ القتال في الإقليم المضطرب "ما يزال ينكأ الجراح القديمة للتوتر العرقي"؛ بسبب "العنف الوحشي في مدينتي الجنينة وسربا" خصوصاً، وفي أماكن أخرى بشكل عام. وعبرت عن "قلق بالغ" لأنّ ذلك "يمكن أن يغرق البلاد في نزاع عرقي طويل مع انتقاله إلى دول المنطقة".

قالت المسؤولة الأممية: إنّ النزاع في السودان ما يزال يؤدي إلى عواقب هائلة على البلاد وشعبها الذي يواجه معاناة لا توصف.

وإذ رحبت بالجهود التشادية لعقد اجتماع لأصحاب المصلحة في دارفور، دعت إلى ضمان مشاركة الجماعات المسلحة والزعماء القبليين والمجتمع المدني والمجموعات النسائية. 

كما وصفت بوبي الوضع في ولايتي كردفان والنيل الأزرق بأنّه "هش"، إذ ما تزال العمليات العسكرية متواصلة في شمال كردفان، حيث تسيطر القوات المسلحة على مدينة العبيد بينما تسيطر "قوات الدعم السريع" على المناطق المحيطة بالمدينة، في وقت تتقدم فيه قوات "جيش تحرير شعب السودان"، بقيادة عبد العزيز الحلو ضمن مناطق سيطرة الجيش السوداني في جنوب كردفان والنيل الأزرق. 

ولاحظت أنّ مناطق الشرق ما تزال "هادئة نسبياً"، لكنّها تحدثت عن "مؤشرات" إلى تحركات دعماً للقوات المسلحة مع إنشاء معسكرات تدريب، معبرة عن "القلق من خطر غرق الشرق في نزاع على أساس عرقي"، أمّا شمال البلاد، فما يزال تحت سيطرة القوات السودانية.

وقالت المسؤولة الأممية: إنّ "النزاع في السودان ما يزال يؤدي إلى عواقب هائلة على البلاد وشعبها الذي يواجه معاناة لا توصف"، مشيرة إلى أنّ الحاجات الإنسانية وتلك المتعلقة بالحماية "تزداد يوماً بعد يوم".

أسفرت الحرب عن مقتل (3900) شخص على الأقل، وأجبرت نحو (4) ملايين آخرين على مغادرة بلداتهم ومنازلهم.

إلى ذلك، أكدت المسؤولة الأممية أنّ "الهجمات العشوائية، وفي بعض الأحيان الاستهدافية، على المدنيين والمنشآت والبنية التحتية المدنية متواصلة، خصوصاً في الخرطوم ودارفور وشمال كردفان"، مؤكدة أنّ الأطراف "تتجاهل الدعوات لحماية المدنيين وواجباتها حيال القانون الإنساني الدولي لحقوق الإنسان".

وأشارت بوبي إلى "استمرار العنف الجنسي على نطاق واسع، بينما ما يزال الأطفال يواجهون القتل أو التضحية بهم أو خطر تجنيدهم في القتال"، بالإضافة إلى "الاعتقالات وأعمال القتل المنهجية للمدافعين عن حقوق الإنسان"، مطالبة الأطراف بـ "اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف هذه الانتهاكات والتحقيق فيها".

يُذكر أنّ النزاع الدامي الذي تفجر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 نيسان (أبريل) الفائت ما يزال مستمراً في العاصمة الخرطوم وضواحيها وفي إقليم دارفور غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية، دون التوصل إلى حل يذكر على الرغم من كافة المساعي الدولية والإقليمية.

وقد أسفرت الحرب عن مقتل (3900) شخص على الأقل، وأجبرت نحو (4) ملايين آخرين على مغادرة بلداتهم ومنازلهم، سواء إلى ولايات أخرى لم تصل إليها أعمال العنف، أو إلى خارج البلاد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية