تقرير: المتعصبون البيض أكثر عناصر التهديد الإرهابي فتكاً في أمريكا

تقرير: المتعصبون البيض أكثر عناصر التهديد الإرهابي فتكاً في أمريكا


03/07/2021

ترجمة: محمد الدخاخني

نشر البيت الأبيض الإستراتيجيّة الوطنيّة الأولى له على الإطلاق لمكافحة الإرهاب المحلّي، وذلك بعد خمسة أشهر من اقتحام حشد عنيف لمبنى الكابيتول الأمريكيّ في واشنطن.

يصف الإطار الذي أصدره مجلس الأمن القوميّ، مؤخراً، التّهديد بأنّه أكثر خطورة الآن من الهجمات المحتملة من الخارج، لكنّه يؤكّد على الحاجة إلى حماية الحرّيّات المدنيّة.

وتوقّعاً للاعتراضات الجمهوريّة بأنّ جو بايدن قد يستخدم أدوات مكافحة الإرهاب لاضطّهاد مؤيّدي دونالد ترامب؛ فإنّ الإستراتيجيّة حريصة أيضاً على التّأكيد على أنّه تجب معالجة الإرهاب المحلّيّ بطريقةٍ "محايدة أيديولوجيّاً".

حطام متناثرة في مبنى الكابيتول الأمريكي بواشنطن في أعقاب هجوم 6 يناير

وتذكر الإستراتيجيّة أمثلةً مثل: "متطرّف مناهض للسّلطة" نصب كميناً وأطلق النّار وقتل خمسة من ضبّاط الشّرطة في دالاس، عام 2016، ومسلّح مُفرَد (وناشط يساريّ) جرحَ أربعة أشخاص خلال تدريب للبيسبول في الكونغرس، عام 2017، في "هجوم غير مسبوق" على الكونغرس، في 6 كانون الثّاني (يناير).

اقرأ أيضاً: كيف سيتعامل بايدن مع وصول أقصى اليمين الإيراني إلى الحُكم؟

وقال مسؤول رفيع المستوى، في مؤتمر صحفيّ، عبر الهاتف: "إنّهم ينتمون إلى كافّة أشكال الطّيف السّياسيّ"، وأضاف: "نعترف بإطلاق النّار على (تدريب) البيسبول في الكونغرس، والهجوم على ضبّاط الشّرطة في دالاس، تماماً كما نعترف بالهجوم في شارلوتسفيل، والهجوم على مبنى الكابيتول، في 6 كانون الثّاني (يناير)".

وتابع: "لذلك، ليست السّياسة أو الأيديولوجيا المُحفِّزة ما يهمّنا، ولا ما يهُمّ الإستراتيجيّة وتنفيذها، المهمّ هو تحوّل المظالم السّياسيّة إلى أعمال عنف، وهذا ما نركّز عليه".

التهديد المحلي

الإستراتيجيّة الّتي أعلِنها النّائب العامّ، ميريك غارلاند، تتبع أمراً من بايدن، صدر في أول يوم كامل له في منصبه، لمراجعة الجهود الحكوميّة للتّصدّي للإرهاب الدّاخليّ، والّذي يوصف بأنّه "التّهديد الإرهابيّ الأكثر إلحاحاً الذي تواجهه الولايات المتّحدة اليوم".

وجد تقييم لمجموعة خبراء قدّمته المخابرات الأمريكية وسلطات إنفاذ القانون، أنّ المتعصبين البيض والمتطرّفين العنيفين المناهضين للحكومة هما أكثر عناصر التّهديد الإرهابيّ فتكاً

ووجد تقييم لمجموعة خبراء قدّمته المخابرات وسلطات إنفاذ القانون، والذي صدر ملخّص له، في آذار (مارس)، أنّ المتعصبين البيض والمتطرّفين العنيفين المناهضين للحكومة هما أكثر عناصر التّهديد الإرهابيّ فتكاً.

وقال مسؤول رفيع المستوى: "علاوة على ذلك، وجد (التّقييم) أنّ المتطرّفين العنيفين الّذين يروّجون لتفوق العرق الأبيض لديهم أقوى الصّلات عبر الوطنيّة استمراراً، وقد يكونون على اتّصال متكرّر بمتطرّفين عنيفين في الخارج".

وأضاف: "ومع ذلك، من المهمّ التّأكيد على أنّ الدّراسة التي قدّمها لنا مكتب مدير الاستخبارات الوطنيّة لم تجد صلة قويّة بين الإرهاب المحلّيّ والجهات الفاعلة الأجنبيّة. اليوم، هذه مشكلةٌ تأتي إلى حدّ كبير من الدّاخل إلى الخارج، وليس من الخارج إلى الدّاخل، بالرّغم من أنّنا نعلم أن خصومنا يسعون إلى زرع الانقسامات في مجتمعنا".

تتكوّن الإستراتيجيّة من أربع ركائز: الجهود المبذولة لفهم وتبادل المعلومات بشأن النّطاق الكامل لتهديدات الإرهاب المحلّي، والجهود المبذولة لمنع الإرهابيّين المحلّيّين من تجنيد وتحريض وتعبئة الأمريكيّين بنجاح من أجل القيام بأعمال عنف، وجهود ردع وتعطيل النّشاط الإرهابيّ المحلّيّ قبل أن يؤدّي إلى العنف؛ القضايا طويلة المدى الّتي تُسهم في الإرهاب المحلّي، والتي يجب معالجتها لضمان تضاؤل هذا التّهديد عبر الأجيال.

العمل مع شركات التّكنولوجيا

يتضمّن جانب المنع التّركيز على العمل مع شركات التّكنولوجيا الكبرى، مثل فيسبوك، والّتي تعرّضت لانتقادات شديدة؛ لأنّها سمحت لمجموعات الكراهية اليمينيّة بالازدهار والتّنسيق، بما في ذلك قبل تمرّد 6 كانون الثّاني (يناير).

وقال أحد المسؤولين: "إنّنا، كحكومة، نرى أشياء مختلفة عما قد تراه أيّ شركة تكنولوجيّة معيّنة، غالباً ما تعرف أيّة شركة تكنولوجيّة معيّنة منصّتها الخاصّة جيّداً، لكنّ الحكومة ترى أشياء مثل التّهديدات بالعنف عبر المنصّات، لقد بدأت العمليّة بالفعل بين الحكومة وقطاع التّكنولوجيا وستستمر".

تتضمن الإستراتيجية الجهود المبذولة لمنع الإرهابيّين المحلّيّين من تجنيد وتحريض وتعبئة الأمريكيّين بنجاح من أجل القيام بأعمال عنف، وجهود ردع وتعطيل النّشاط الإرهابيّ المحلّيّ

تتضمّن ميزانية بايدن للسّنة الماليّة 2022 أكثر من 100 مليون دولار من الموارد الإضافيّة للمحلّلين والمحقّقين والمدّعين العامّين وغيرهم من الموظّفين وكذلك الموارد لإحباط الإرهاب المحلّي.

تقول الحكومة إنّها تعمل على تحسين عمليّات فحص الموظّفين لتعزيز أساليب تحديد الإرهابيّين المحلّيين، الذين قد يشكّلون "تهديدات داخليّة"، وتواصل وزارات الدّفاع والعدل والأمن الدّاخلي بذل الجهود "لضمان عدم توظيف الإرهابيّين المحلّيين في صفوف الجيش، أو قوّات إنفاذ القانون وتحسين عمليّات الفحص والتّدقيق".

لا تتّخذ الإستراتيجيّة موقفاً بشأن ما إذا كان ينبغي أن يكون هناك قانون جديد يجرّم الإرهاب المحلّي، ممّا يترك السّؤال لمراجعةٍ من قِبل وزارة العدل.

تعدّ الخطة الهجمات الداخلية على أنها تهديد أكثر خطورة من إرهاب الخارج

بالرّغم من دعوته للحياد، فإنّ بياناً صادراً عن البيت الأبيض يستشهد بتشريعات بايدن الرّئيسة - خطّة الإنقاذ الأمريكية، وخطّة الوظائف الأمريكيّة، وخطّة العائلات الأمريكيّة، على أنّها تُوفّر "الإغاثة والفرصة" اللتين يمكن أن تساعدا في مواجهة عدم الثّقة على المدى الطّويل في الدّيمقراطيّة وقدرتها على تحقيق المطلوب.

ويضيف البيان: "ستعمل الحكومة أيضاً على إيجاد طرق لمواجهة الاستقطاب الذي غالباً ما تغذّيه المعلومات المضلّلة والمعلومات الخاطئة ونظريّات المؤامرة الخطيرة عبر الإنترنت، ممّا يدعم بيئة المعلومات التي تعزّز الخطاب الديمقراطي الصحّي".

مصدر الترجمة عن الإنجليزية:

ديفيد سيمث، "الغارديان"، حزيران (يونيو) 2021



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية