تقرير يُحذر الولايات المتحدة من هجمات الميليشيات الإيرانية المتجددة في سوريا والعراق

تقرير يُحذر الولايات المتحدة من هجمات الميليشيات الإيرانية المتجددة في سوريا والعراق

تقرير يُحذر الولايات المتحدة من هجمات الميليشيات الإيرانية المتجددة في سوريا والعراق


13/11/2023

رصد معهد (مجموعة الأزمات الدولية)، الذي يتخذ من لندن مقراً له، المواجهات المتزايدة بين الفصائل الحليفة لإيران في العراق وسوريا، وبين القوات الأمريكية، على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتكابها مجازر بحق الفلسطينيين.

وقال المعهد البريطاني في تقرير مطول أعدته مجموعة من الخبراء، لتحديد احتمالات المخاطر الناتجة عن التصعيد الأمريكي-الإيراني في ظل حرب غزة، والجماعات المنخرطة في استهداف القوات الأمريكية وخلفية الأعمال العدائية هذه في العراق وسوريا، قال: إنّ فترة هدوء غير رسمية لخفض التصعيد بين واشنطن وطهران انتهت الآن، بعد تصاعد الهجمات على القوات الأمريكية.

وذكّرَ التقرير، الذي ترجمته وكالة (شفق نيوز)، بهجوم شنته الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا في آذار (مارس) 2023، والذي أدى إلى مقتل أحد أفراد الخدمة الأمريكية، وأنّه في أيلول (سبتمبر) الماضي تحدث المسؤولون الأمريكيون عن مرور أكثر من عام منذ الهجوم الأخير على قواتهم في العراق، بينما لم يكن هناك أيّ هجوم في سوريا منذ تبادل الهجمات المتبادلة في الشهر نفسه.

ومع الحرب على غزة، قال التقرير: هذه المرة كان الزناد مختلفاً بشكل واضح، خصوصاً مع الهجوم الإسرائيلي على المستشفى الأهلي في غزة في 17 تشرين الأول (أكتوبر)، موضحاً أنّ "الهجمات المتجددة على القوات الأمريكية، بالإضافة إلى الهجمات المزعومة أو المؤكدة على إسرائيل من قبل جماعات في لبنان وسوريا والعراق واليمن، تشير إلى جهد يبذله محور المقاومة للضغط على إسرائيل لتقليص عملياتها في غزة".   

تزايد المواجهات بين الفصائل الحليفة لإيران في العراق وسوريا، وبين القوات الأمريكية

وقال التقرير: "يبدو أنّ الجماعات التي تقف خلف الهجمات تطلق تهديداً ضمنياً بأنّه إذا لم تغير إسرائيل مسارها، فإنّها قد تفتح جبهات إضافية ضد الولايات المتحدة، التي يرون أنّها تزود إسرائيل بدعم حاسم لحملتها في غزة".     

ولفت التقرير إلى أنّ الولايات المتحدة من المحتمل أن تحاول تجنب التصعيد الإقليمي، لأنّها أظهرت مستوى من الصبر أكبر من المعتاد، إلا أنّ تصاعدها أخيراً والإعلان عن وفاة المقاول الأمريكي وعشرات الإصابات، وضع إدارة جو بايدن في موقف شعرت فيه بأنّه كان عليها أن تستجيب.

 

تقرير: الهجمات المتجددة على القوات الأمريكية تشير إلى جهد يبذله محور المقاومة للضغط على إسرائيل لتقليص عملياتها في غزة

 

وأوضح التقرير أنّ "سوء التقدير أو وقوع حادث مؤسف قد يؤدي إلى تصعيد كبير"، مضيفاً أنّه في حال بدأت القوات الأمريكية في تكبد خسائر كبيرة، فإنّ الانتقام الأمريكي المباشر ضد أفراد الحرس الثوري الإيراني هو ردّ فعل يمكن تصوره تماماً، وأنّ الديناميكية الناتجة ستؤدي إلى صراع أوسع بين الولايات المتحدة وإسرائيل من ناحية، وإيران ومحور المقاومة من الناحية الاخرى".

وأشار التقرير إلى أنّ واشنطن أبدت لطهران رغبتها في وقف التصعيد، وسعت أيضاً لإظهار القوة، وأنّه مع استمرار الضربات على القوات الأمريكية، فقد ورد أنّها حاولت أيضاً تحذير طهران لوقفها، وأنّها تحمّل إيران مسؤولية الهجمات على القوات الأمريكية، حتى لو نفذتها جماعات مدعومة من إيران.   

ورأى التقرير أنّ دائرة الاستفزاز والانتقام بين الجماعات المدعومة من إيران والقوات الأمريكية في سوريا والعراق، لطالما كانت خطيرة، إلا أنّها أصبحت أكثر خطورة الآن، وأنّه في ظل احتدام الحرب في غزة، فإنّ احتمالات التصعيد الإقليمي أصبحت أكبر ممّا كانت عليه منذ أعوام.

 

تهدئة التوترات سوف تكون أسهل كثيراً إذا توقف العدوان على غزة، ويتحتم على واشنطن إجراء تقييم للمخاطر المتعلقة بنشرها للقوات الأمريكية في المنطقة

 

وختم التقرير بالقول: إنّ "تهدئة التوترات سوف تكون أسهل كثيراً إذا توقف العدوان على غزة"، مضيفاً أنّه بالرغم من أنّ الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 قد تقدم عناصر إضافية في الحسابات، فإنّه يتحتم على واشنطن إجراء تقييم للمخاطر المتعلقة بنشرها للقوات الأمريكية في المنطقة.

في خياراته للرد على الهجمات التي تشنها الميليشيات على القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، رفض الرئيس جو بايدن في الأسابيع الأخيرة خيارات لقصف أكثر عدوانية ضد هذه الميليشيات التي اقترحها البنتاغون، خوفاً من إثارة صراع أوسع مع إيران.

بايدن يرفض خيارات لقصف أكثر عدوانية ضد هذه الميليشيات التي اقترحها البنتاغون، خوفاً من إثارة صراع أوسع مع إيران

وقال منتقدون جمهوريون في الكونغرس: إنّ الرد المحدود للبيت الأبيض لم يؤدِّ إلا إلى هجمات أكثر تكراراً وأكثر خطورة ضد القوات الأمريكية في المنطقة، وفقاً لصحيفة (نيويورك تايمز).

وقال مسؤولون في البنتاغون أمس: إنّ الولايات المتحدة نفذت جولة جديدة من الضربات الجوية ضد المنشآت التي تستخدمها إيران ووكلاؤها في شرق سوريا في وقت متأخر أمس، رداً على سلسلة من الهجمات الأخيرة ضد القوات الأمريكية. وقال المسؤولون: إنّ الضربات على الأرجح تسببت في مقتل أو إصابة عدد غير محدد من الأشخاص في المواقع.

هذا، وأفاد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في تصريح صحفي نقلته وكالة (رويترز) اليوم: إنّ الولايات المتحدة شنت غارات استهدفت موقعين مرتبطين بإيران في سوريا ردّاً على هجمات ضدّ جنود أمريكيين.

 

لويد أوستن: الولايات المتحدة شنت غارات استهدفت موقعين مرتبطين بإيران في سوريا ردّاً على هجمات ضد جنود أمريكيين

 

واعتبر أنّ الضربات تأتي ردّاً على هجمات على جنود أمريكيين في العراق وسوريا، مضيفاً أنّ الضربات شملت منشأة تدريب ومنزلاً بالقرب من مدينتي البوكمال والميادين في سوريا.

وأشار وزير الدفاع الأمريكي إلى أنّ الرئيس بايدن أصدر أمر هجوم اليوم لتوضيح أنّ أمريكا ستدافع عن نفسها وجنودها ومصالحها. وقال: "الرئيس بايدن ليست لديه أولوية أهمّ من سلامة الجنود الأمريكيين".

وكانت فصائل عراقية مسلحة قد أعلنت اليوم أنّها استهدفت قاعدة للجيش الأمريكي في سوريا بطائرة مسيّرة.

وأعلنت الفصائل العراقية أنّها "استهدفت القاعدة في القرية الخضراء بالعمق السوري بطائرة مسيّرة أصابت هدفها بشكل مباشر".

وتواصل هذه الفصائل المسلحة في العراق بشكل شبه يومي استهداف القواعد الأمريكية في كل من العراق وسوريا، وبحسب بيانات لها نُشرت عبر صفحات ومواقع تلك الميليشيات، فإنّها نفذت منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة استهدفت قواعد عسكرية أمريكية في العراق وسوريا تضم قوات أمريكية بلغت نحو (50) عملية استهداف، بينها عمليات طالت (إيلات) داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي. 

مواضيع ذات صلة:

إسرائيل وأمريكا تستهدفان منشآت إيرانية في سوريا... تفاصيل

المصالح الإيرانية من خطاب حسن نصر الله حول غزة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية