تواصل الاحتجاجات في إيران.. وهذا ما طالب به رجل دين متشدد

تواصل الاحتجاجات في إيران.. وهذا ما طالب به رجل دين متشدد

تواصل الاحتجاجات في إيران.. وهذا ما طالب به رجل دين متشدد


22/10/2022

رغم توعّد السلطات الأمنية الإيرانية في التصدي للمتظاهرين بشتى أشكال العنف لكبح الاحتجاجات، خرج مئات المتظاهرين أمس إلى شوارع مدينة زاهدان جنوب شرقي إيران متحدين آلة القمع الإيرانية.

الاحتجاجات جاءت بعد (3) أسابيع على مقتل العشرات في مظاهرات "الجمعة الدامية"، ودعت نقابة المعلمين الإيرانيين إلى إضراب ليومين ابتداءً من الأحد للتنديد بالقمع العنيف في المدارس.

الاحتجاجات الإيرانية تحوّلت إلى أحد أخطر التحديات التي تواجه نظام حكام إيران من رجال الدين منذ ثورة عام 1979

ويُعتقد أنّ الاحتجاجات الإيرانية، التي نادى فيها المتظاهرون بسقوط الجمهورية الإسلامية، تحوّلت إلى أحد أخطر التحديات التي تواجه نظام حكام إيران من رجال الدين منذ ثورة عام 1979.

اعتقالات وقمع وقتل... ورجل دين يطالب بالشدة مع المتظاهرين

وتشهد مدينة زاهدان في محافظة سيستان-بلوشستان أعمال عنف مستمرة، بدأت بتظاهرات نظمت في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي على إثر تقارير أفادت بتعرض فتاة للاغتصاب على يد شرطي، وأسفرت أعمال العنف عن مقتل (93) شخصاً على الأقل، وفقاً لمنظمة حقوق الإنسان في إيران.

وتعدّ زاهدان عاصمة سيستان بلوشستان، وهي واحدة من أفقر المناطق في إيران، التي تسكنها أقلية البلوش السنّية في جنوب شرقي البلاد.

وبحسب مقاطع فيديو مُتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنّ محتجين في زاهدان يهتفون "الموت للدكتاتور"، في إشارة إلى الزعيم الأعلى آية الله على خامنئي، و"الموت للباسيج"، في إشارة إلى فصائل الباسيج التي استخدمتها السلطة على نطاق واسع لقمع المحتجين.

منظمة العفو الدولية: قوات الأمن قتلت 66 شخصاً، في قمع شابه العنف بعد صلاة الجمعة

وتُعدّ هذه الشعارات المناهضة للنظام الإيراني من بين الأكثر تكراراً خلال التظاهرات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني قبل أكثر من شهر.

من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إنّ قوات الأمن قتلت (66) شخصاً، في قمع شابه العنف بعد صلاة الجمعة في زاهدان يوم 30  أيلول (سبتمبر).

وقال مولوي عبد الحميد رجل الدين السني البارز في زاهدان في خطبة الجمعة التي ألقاها في زاهدان ونشرت في موقعه على الإنترنت: "بأيّ جريمة قتلوا؟ إنّ كبار المسؤولين الإيرانيين يتحملون المسؤولية عن القتلى الذين سقطوا يوم 30 أيلول (سبتمبر).

 وأضاف المسؤول: "والزعيم الأعلى للجمهورية الإسلامية (خامنئي) الذي يقود جميع القوات المسلحة جميعهم مسؤولون أمام الله".

بالمقابل، نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن أحمد طاهري، قائد الشرطة الإقليمي، قوله: إنّ الشرطة اعتقلت (57) من "مثيري الشغب" على الأقل بعد أن ألقى متظاهرون الحجارة وهاجموا البنوك في مدينة زاهدان، وقال التلفزيون الرسمي: إنّ ما يصل إلى (300) محتج شاركوا في مسيرة في المدينة بعد صلاة الجمعة.

هذا، وأعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أنّ الاحتجاجات التي شهدتها إيران أسفرت عن مقتل أكثر من (400) شخص في صفوف المتظاهرين، مضيفاً أنّه بحسب المعلومات التي تلقتها المعارضة، فقد تم اعتقال أكثر من (20) ألف شخص في البلاد.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: مقتل أكثر من 400 شخص في صفوف المتظاهرين واعتقال أكثر من 20 ألف شخص في البلاد

وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) في بيان: إنّ (244) محتجاً لاقوا حتفهم في الاضطرابات من بينهم (32) قاصراً، وأضافت أنّ (28) من أفراد قوات الأمن قُتلوا وأنّ السلطات ألقت القبض على (12500) شخص حتى الخميس في الاحتجاجات التي اندلعت في (114) مدينة وبلدة ونحو (81) جامعة.

ونشر موقع (1500 تصوير) مقطع فيديو قال إنّه يعرض تظاهرة في مدينة أصفهان في وسط البلاد، ومقطعاً يفترض أنّه يعرض المتظاهرين وهم يشعلون حرائق في شوارع مدينة مهاباد الواقعة في شمال غربي البلاد في وقت متأخر من مساء الخميس.

في غضون ذلك، قال رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي في خطبة صلاة الجمعة في طهران: "على القضاء أن يتعامل مع مثيري الشغب -الذين خانوا الأمّة وسكبوا الماء في طاحونة العدو المائية- بطريقة لا يتوهم الآخرون القيام بها مرة أخرى"، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الإيرانية.

وأضاف: "لقد أخبروا الأطفال المخدوعين إذا بقوا في الشوارع لمدة أسبوع سيسقط النظام. احلموا! على القضاء أن يتعامل مع مثيري الشغب بطريقة لا يطمحون فيها إلى الشغب".

رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي

يُذكر أنّ إيران شهدت (5) أسابيع من المظاهرات التي اندلعت عقب وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني، (22) عاماً، بعد (3) أيام من دخولها في غيبوبة أثناء احتجازها لدى الشرطة الشهر الماضي، بعد أن ألقت شرطة الآداب القبض عليها في طهران، بسبب مزاعم انتهاك قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية على النساء.

رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي: على القضاء أن يتعامل مع مثيري الشغب -الذين خانوا الأمة وسكبوا الماء في طاحونة العدو المائية- بطريقة لا يتوهم الآخرون القيام بها مرة أخرى

إلى جانب قواعد اللباس الصارمة، أشعلت وفاة أميني نار الغضب حول عدة قضايا؛ من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المفروضة على النساء، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام.

احتجاجات متواصلة وقطع خدمات الإنترنت

سرعان ما انتشرت الاحتجاجات التي بدأت في جنازة أميني في مسقط رأسها "سقز" الكردية، في مختلف أنحاء البلاد، لتصل إلى العاصمة طهران ومدن في وسط إيران وفي جنوب غرب وجنوب شرق البلاد حيث تتركز الأقليات العربية والبلوشية.

وعلى الرغم من الانقطاع الواسع للإنترنت في بعض أنحاء البلاد، فقد تم نشر العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر أنّ المواطنين والطلاب ينظمون تجمعات احتجاجية في مدن طهران، وكردستان، وأردبيل، وكرمانشاه، وهمدان، ورشت، وأصفهان، وكرج، ومشهد وغيرها.

ووفق ما أظهرت مقاطع فيديو نشرتها منظمتان لحقوق الإنسان مقرهما النرويج، فقد أطلقت قوات الأمن الإيرانية الأربعاء أعيرة نارية لتفريق المحتجين، في مدينتي أصفهان وكرج وفي سقز مسقط رأس مهسا أميني.

وهتفت طالبات خلعن الحجاب الإلزامي خلال مسيرة في أحد شوارع طهران: "الموت للديكتاتور"، وفق مقطع فيديو تم التحقق منه.

والأربعاء الماضي، أظهر مقطع مصوّر تجمعاً من (100) شخص على الأقل أغلقوا طريقاً في وسط طهران، وهتف المشاركون "بالمدفع أو الدبابة أو الألعاب النارية، يجب أن يسقط الملالي". وأظهر مقطع مصور آخر عشرات من رجال شرطة مكافحة الشغب منتشرين في أحد شوارع طهران حيث يشتعل حريق".

وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق الغاز المسيل للدموع خلال احتجاج أمام نقابة المحامين في طهران، حيث هتف المتظاهرون "النساء، حرية الحياة".

ويقول ناشطون: إنّ مقاطع فيديو المتظاهرين تأخرت بسبب القيود التي تفرضها السلطات على الإنترنت في إيران.

وفي ظل ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات وحملة القمع والاعتقال التي تشنها السلطة ضد المتظاهرين، بدأت شعارات الاحتجاجات تتغير وتنتشر بشكل لافت، وخاصة شعار أطلقه طلاب جامعات: "لا تُسمِّ ذلك احتجاجاً، بل سَمّها ثورة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية