جبهة جديدة ضد الإخوان.. ألمانيا تتحصن ضد الإرهاب

جبهة جديدة ضد الإخوان.. ألمانيا تتحصن ضد الإرهاب

جبهة جديدة ضد الإخوان.. ألمانيا تتحصن ضد الإرهاب


19/07/2023

حسام حسن

جريمة احتيال مالي في فرانكفورت تتركز عليها الأنظار والمتابعات السياسية بألمانيا، ثم تنتقل الكرة سريعا إلى الشمال، وبالتحديد فورستنفالدة..

هكذا تطورت ملاحقة السلطات الألمانية لأنشطة الإخوان الإرهابية الجديدة على أراضيها، خلال الأيام الماضية، وفتحت جبهة جديدة في مدينة فورستنفالدة بولاية براندنبورغ قرب برلين. 

إذ صنف فرع براندنبورغ لهيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، بشكل مفاجئ، المركز الإسلامي في فورستنفالده، على أنه "جهد متطرف".

كما تم تصنيف مسجد "السلام" الذي يديره المركز الإسلامي، على أنه "موضع مراقبة من الهيئة بسبب التطرف".

وتعليقا على ذلك، قال وزير الداخلية في ولاية براندنبورغ، مايكل ستوبجن، في تصريحات صحفية: "المركز الإسلامي في فورستنفالده جزء من حركة حماس المصنفة إرهابية في ألمانيا، وتنظيم الإخوان".

وتابع أن المركز الإسلامي "يعمل ضد النظام الأساسي الديمقراطي الحر (..) لا يمكننا قبول ذلك".

ووفق هيئة حماية الدستور، فإن تصرفات المركز الإسلامي والمسجد التابع له "تنتهك المصالح الخارجية لألمانيا وفكرة التفاهم الدولي"، كما تعرض الشبان والأطفال لـ"أفكار متطرفة".

ووفق ما علمته "العين الإخبارية"، فإن تحرك هيئة حماية الدستور ضد المركز الإسلامي في فورستنفالده، يأتي في إطار منع هذا المركز من تأسيس شبكة من المنظمات والأفراد والأنشطة يتبع الإسلاموية، في براندنبورغ. 

الأكثر من ذلك، تفيد المعلومات التي حصلت عليها "العين الإخبارية"، بأن المركز الإسلامي في فورستنفالده، المؤسس في 2018، ويعتبر مؤسسة حديثة نسبيا، لا يجذب فقط أفرادا من المدينة التي يقع بها، بل يتردد عليه أفراد من كامل ولاية براندنبورغ، وبالتحديد مدينة بوستدام، وكذلك من برلين القريبة. 

وتأسس المركز الإسلامي في عام 2018، وتتركز أنشطته على الأنشطة الترفيهية والتعليمية والثقافية للأطفال والشباب، وهي الفئات العمرية التي يستهدفها بالأساس. 

ووفق معلومات "العين الإخبارية"، شارك المركز الإسلامي في فورستنفالده، في حملة لجمع التبرعات في فبراير/شباط الماضي، تتبع مباشرة جمعية معروفة باسم "الأيدي الرحيمة"، تنشط في مدينة إيسن الألمانية.

وبتعميق البحث، توصلت "العين الإخبارية"، إلى أن هيئة حماية الدستور في ولاية شمال الراين وستفاليا، تصنف منظمة "الأيدي الرحيمة" على أنها منظمة مرتبطة بحركة حماس الفلسطينية. 

وبعيدا عن روابط المركز الإسلامي في فورستنفالده، يبرز تحرك السلطات في براندنبورغ ضد المركز في إطار تركيز أكبر في هذه الولاية على أنشطة جماعة الإخوان الإرهابية.

ما ظهر في أحدث تقرير لهيئة حماية الدستور في براندنبورغ الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، ويقول بوضوح "في ألمانيا، تنتهج المنظمات المرتبطة بتنظيم الإخوان، استراتيجية تآمرية طويلة المدى للتأثير على المجال السياسي والاجتماعي بما يخدم أيدلوجية الجماعة".

وأوضح التقرير أن منظمة الجالية المسلمة الألمانية، المنظمة المظلية للإخوان في ألمانيا، والمنظمات المرتبطة بها "يقدمون أنفسهم للجهات الفاعلة الحكومية على وجه الخصوص، وأيضا للجهات الفاعلة في المجتمع المدني على أنها منظمات دستورية ومتسامحة ومنفتحة".

وتابع أن هذه المنظمات "تنكر أو تخفي الإشارات الأيديولوجية أو البرامجية التي تعكس ارتباطا بتنظيم الإخوان، وتحاول تشويه الآراء النقدية لشبكاتها أو أنشطتها أو دوافعها بتصويرها كآراء معادية للإسلام، وتتهرب هذه المنظمات أيضا من الحوار".

وبخلاف الجمعيات والمنظمات، قال التقرير بوضوح: "هناك ممثلون فرديون ينشطون في إطار شبكة الإخوان، ويمارسون تأثيرًا على مجتمعات الإسلامية في براندنبورغ"، وتابع: "أمكن التعرف على شبكات فردية من الأفراد في براندنبورغ ممن لهم صلات بجماعة الإخوان وحركة حماس والذين عملوا لصالحهما"، دون توضيح تفاصيل أخرى. 

ويأتي فتح السلطات الألمانية جبهة جديدة لمكافحة الإخوان في براندنبورغ، بالتوازي مع مواجهة ألمانيا ملف احتيال مالي للجماعة في مدينة فرانفكورت. 

وخلال الفترة الماضية، تصدر مشهد جمع "مركز فرانكفورت الإسلامي" التبرعات لبناء مسجد ومركز مناسبات ضخم في مدينة فرانكفورت الألمانية؛ بعد أن تم شراء قطعة أرض بجوار مقره، بحسب ما نقلته صحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية. 

لكن تحقيقا أجرته الصحيفة الألمانية، كشف أن هذا المركز الإسلامي، غير مدرج كمشترٍ لقطعة الأرض التي من المقرر أن يؤسس عليها المسجد، في السجل العقاري، وفق ما نشرته "العين الإخبارية" في وقت سابق. 

وبدلا من ذلك، فإن الجالية المسلمة الألمانية، ذراع الإخوان الرئيسية في ألمانيا والخاضعة لمراقبة هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، هي المدرجة بدلا من المركز الإسلامي في فرانكفورت، في السجل العقاري.

واستنادا إلى ذلك، لفتت الصحيفة الألمانية الأنظار نحو وجود شك في احتمالية حدوث جريمة احتيال في التبرعات، وتضليل للمتبرعين، بعد أن توارى المالك الأصلي عن الأنظار، فيما يجمع طرف آخر التبرعات. 

عن "العين" الإخبارية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية